صنعاء سيتي | متابعات
نجحت الصين في تعويض التراجع الحاصل في صادراتها إلى الولايات المتحدة بسرعة لافتة، مدفوعة بارتفاع شحناتها إلى أسواق أخرى حول العالم هذا العام، وهو ما يؤكد استمرار هيمنتها على قطاع التصنيع.
ويُعزى هذا النجاح، وفقًا لـ “نيويورك تايمز”، إلى جاهزية الصين المسبقة، وسعيها لسنوات لإيجاد زبائن جدد، واستثمارها الضخم في التصنيع الذي يُمكّنها من بيع السلع بأسعار منخفضة.
التغيرات في العلاقات التجارية:
- السوق الأمريكية: شهدت الولايات المتحدة تراجعاً واسع النطاق في وارداتها من الصين؛ إذ انخفضت صادرات الهواتف الصينية بنسبة 47%، وأجهزة الحاسوب بنسبة 54%، وتراجعت حصة الأثاث الصيني إلى نحو الخُمس.
- الرسوم الجمركية: يأتي هذا التحول رغم تخفيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرسوم الجمركية المفروضة على الصين، والتي لا تزال عند مستويات مرتفعة، وسط شكوك اقتصادية حول فعالية هذه السياسات في كبح تدفق السلع الصينية.
- الموقف العالمي المعقد:
- قلق وقيود: تعرب دول مثل فيتنام ودول الاتحاد الأوروبي عن قلقها من مخاطر الصادرات الصينية على صناعاتها المحلية، وتواجه الصين رسوماً مضادة في أوروبا.
- اعتماد متزايد: في المقابل، تستورد دول نامية كالأرجنتين ونيجيريا التكنولوجيا الصينية منخفضة التكلفة لتحديث اقتصاداتها، مما يزيد من عجزها التجاري مع بكين.
الصين توسّع نفوذها عالميًا:
تتوسع الصين بقوة في الأسواق الناشئة، مستفيدة من ضعف الطلب المحلي الدافع للشركات للبحث عن أسواق خارجية.
- أفريقيا وأمريكا الجنوبية: تغمر الصين هذه القارات بالسيارات والشاحنات والدراجات، مع ارتفاع قياسي في صادرات السيارات الكهربائية والألواح الشمسية إلى أفريقيا بالتزامن مع تراجع المساعدات الأمريكية.
- الهيمنة التكنولوجية: أصبحت الصين المنتج الأول عالمياً للسيارات والبطاريات والألواح الشمسية.
- النفوذ مقابل السعر: تؤكد إيلاريا ماتسوكو من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن الصين، حتى لو ضحت أحياناً بالأرباح عبر الأسعار المنخفضة، فإنها تكسب في المقابل نفوذاً اقتصادياً وسياسياً عالمياً.
نتيجة لذلك، يزداد اعتماد المستهلكين الأمريكيين على سلع من دول آسيوية أخرى مثل تايلاند، تايوان، وسنغافورة، التي شهدت زيادة كبيرة في صادراتها إلى الولايات المتحدة.
التعليقات مغلقة.