رسالة من شبل على العهد
صنعاء سيتي | مقالات | رويدا البعداني
يا قرة عيني التي ذبلت، ويا روحي التي ارتحلت، ويا قلبي الذي تصدع من شدة الشوق اليك…. إن حنيني لا يزداد فحسب، بل يتضخم شوقي إليك يوما بعد يوم، كشجرة الصفصاف العجوز التي تظلل نافذتنا، تلك النافذة المكسورة التي لم تجبر بعدك.
الفقد موجع يا أبي، موجع لدرجة أنني أتمنى رؤية طيفك مع كل إشراقة فجر وكل غروب شمس، لا يمر يوم إلا وتتجسد صورتك أمامي بكل حب ولهفة، وكأنك لم تغب، وكل جنازة شهيد تمر، تعيد في قلبي مصابي بك من جديد… ومع ذلك، يظل فخري بك يتجاوز كل فقد وألم.
ها هي ذكرى استشهادك على وشك القدوم، غير أنني لم ولن أنساك لأذكرك.؛ فأنت حي في قلبي، وفي نبض كل لحظة عشتها بعدك.
لا تخلو تلة من صنيع تضحياتك، ولا جبل من صدى انتصاراتك… فلا واد إلا وعبرته شجاعًا، ولا سبيل الا واتخذته دربا لنضالك الأبدي.
أبي الشهيد
ها أنا ذاك الشبل الذي تمنيته يوما؛ الشبل الجسور الذي لا يغلبه خطب، ولا تزلزل ثباته عاصفة، الحصن المنيع الذي لن تطاله يد محتل.. نضالك الذي رسمت خطوطه لي أجدد العزم عليه كل صباح، وإرث ثقافتك الذي تركته أمانة بين يدي، أنا باق على عهده حتى الحق بك.
نم قرير العين، وطمئن روحك الطاهرة التي تطوقني كل لحظة…
العزاء لي ولكل من ذاق حرة اليتم، والصبر لقلبي الذي أوجعه رحيلك، ولا سامح الله نير الاقتتال.
التعليقات مغلقة.