30 أكتوبر.. تاريخٌ موشّى بالدم اليمني وجرائم لا تُمحى من ذاكرة الأرض والإنسان
صنعاء سيتي | تقرير خاص
لا يزال يوم 30 أكتوبر شاهداً على سلسلةٍ من الجرائم الوحشية التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بحق اليمن أرضاً وإنساناً، في مشهدٍ يعكس حجم الحقد والدمار الذي صُبَّ على هذا الشعب المظلوم طوال سنوات العدوان.
منذ عام 2015، لم يمر هذا اليوم إلا وهو محمّلٌ بمآسٍ جديدة، ودماءٍ زكيةٍ أُريقت ظلماً في القرى والمدن والمزارع والأسواق والسجون، في جريمةٍ جماعيةٍ متكررة تكشف طبيعة العدوان وأهدافه التدميرية.
في مثل هذا اليوم من عام 2015، شنّ طيران العدوان سلسلة غاراتٍ استهدفت المناطق السكنية ومرافق المدنيين، حيث قصفت طائراته منطقة عصفان وغارتين على مزارع الدجاج بمديرية جحانة في محافظة صنعاء، ما ألحق أضراراً فادحة بمنازل المواطنين وممتلكاتهم.
وفي محافظة صعدة، نفّذ العدو عدة غاراتٍ على سوق حيدان الشعبي ومخازن الغذاء ومحال المواطنين، وأربع غارات على منطقة القمع بمديرية كتاف، كما دمّر أحد المساجد في منطقة الشرات بمديرية ساقين.
أما في أمانة العاصمة، فقد استهدف العدوان منطقة النهدين بمديرية السبعين، وشنّ 11 غارة على منطقة المحاقرة بمديرية سنحان، ما أسفر عن تدمير واسع للأراضي الزراعية ومراعي الأغنام، في جريمةٍ استهدفت الحياة بكل تفاصيلها.
عام 2016 شهد واحدةً من أبشع الجرائم حين استهدف طيران العدوان سجن أمن مديرية الزيدية في محافظة الحديدة بثلاث غارات مروّعة أدت إلى استشهاد 60 مواطناً وإصابة 38 آخرين.
كما استهدف العدو سيارة مدنية في مديرية شدا بصعدة ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين بينهم طفل.
وتوزعت الغارات الأخرى على مناطق رشاحة والعطفين بكتاف، وآل حجلان بصرواح مأرب، وميناء المخا، ورداع والبيضاء، إلى جانب غارات على نهم ونجران وجيزان، لتتوزع الجريمة بين البر والبحر والحدود في مشهدٍ دمويٍّ شامل.
وفي عام 2017، ارتكب طيران العدوان جريمة جديدة حين استهدف شاحنتين مدنيتين في مديرية المطمة بالجوف ما أدى إلى استشهاد السائقين على الفور.
كما شنت مقاتلات العدوان 11 غارة على مديرية بني مطر وغارتين على الحيمة الخارجية وبلاد الروس بصنعاء، إضافةً إلى غارات مكثفة على حرض وميدي بحجة، والفرع ووادي آل أبو جبارة بكتاف، مع قصفٍ صاروخي ومدفعي سعودي متواصل على مديرية منبه الحدودية.
وفي نجران، صعّد العدوان غاراته على الشرفة والشبكة وجبال عليب، في محاولةٍ فاشلة لإسناد قواته المنهزمة على الحدود.
وفي 30 أكتوبر 2018، استهدفت طائرات العدوان حافلة تقل مسافرين في الطريق العام بمحافظة البيضاء ما أدى إلى إصابة اثنين منهم، في جريمةٍ جديدة ضد التنقل المدني.
كما شنّ العدو غارات على الظاهر وكهلان بصعدة، ووادي جارة بجيزان، متسبباً في تدمير منازل وممتلكات المواطنين.
شهد يوم 30 أكتوبر 2019 تصعيداً عدوانياً مكثفاً، حيث قصف المرتزقة الأحياء الشرقية لمديرية حيس بالمدفعية، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، واستهدفوا مدينة الدريهمي والفازة والتحيتا بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وفي محافظة حجة، نفّذ طيران العدوان 12 غارة على حرض، و16 على حيران، وغارتين على المنيرة، وأخرى على بكيل المير، بينما تعرضت مديرية رازح بصعدة لقصف صاروخي ومدفعي سعودي مكثف.
وفي عام 2020، شنّ العدوان غارتين على البقع بقبالة نجران، وسبع غارات على مدغل بمأرب، وخمس غارات على خب والشعف بالجوف، إضافةً إلى ست غارات لطائرات بدون طيار على الفازة والجبلية بالحديدة.
في الوقت نفسه، واصل المرتزقة قصفهم المدفعي لمناطق مختلفة، مستهدفين المزارع والمنازل ومواقع المدنيين في تحدٍ سافر لكل القوانين الدولية.
وفي 2021، استشهد مواطنٌ بقصفٍ مدفعي سعودي على مديرية شدا الحدودية، بينما شنت مقاتلات العدوان غارتين على كتاف، و15 غارة على مديرية الجوبة في مأرب مخلفةً أضراراً واسعة في منازل المدنيين.
وفي الحديدة، شنّ الطيران التجسسي غارة على التحيتا، بالتزامن مع استحداث المرتزقة تحصينات قتالية في الجبلية، وقصفٍ بالمدفعية والأعيرة النارية المختلفة على المناطق المجاورة.
وفي 2022، واصل الطيران التجسسي المعادي عدوانه بشن ثماني غارات على مديرية حيس، فيما استحدث المرتزقة تحصينات قتالية في الجبلية بمديرية التحيتا، وأطلقوا قذائفهم وأعيرتهم النارية على القرى والمزارع والمناطق المدنية، في استمرارٍ لانتهاك الهدنة ومواصلةٍ لنهج الإجرام.
تسجّل ذاكرة 30 أكتوبر من كل عام فصلاً جديداً في سجلّ الجرائم الأمريكية السعودية الإماراتية ضد اليمن، حيث تتنوع أدوات القتل بين الغارات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي، لكن الهدف واحد: كسر إرادة الشعب اليمني.
غير أنّ هذا الشعب، بصموده وثباته، حوّل الألم إلى وعي، والدماء إلى منارةٍ تؤرّخ لتضحياته في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال.
*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر
التعليقات مغلقة.