عداء متجذّر واستفزاز متكرر: تصريحات سموتريتش الأخيرة تكشف أبعاد السياسة الإسرائيلية تجاه السعودية والعالم العربي

صنعاء سيتي | متابعات

 

 

في خطوة لافتة ومثيرة للجدل، عاد وزير مالية “العدو الإسرائيلي”، بتسلئيل سموتريتش، ليطلق تصريحات مسيئة تجاه المملكة العربية السعودية، وهذه هي المرة الثانية خلال فترة قصيرة. هذا التكرار، الذي جاء بعد فترة وجيزة من اعتذاره الرسمي في 23 أكتوبر 2025، يفتح الباب أمام قراءة دقيقة لأبعاد هذه التصريحات ودلالاتها على العلاقات الإقليمية.

تكرار الإهانة يكشف النوايا: جاءت التصريحات الأخيرة لسموتريتش خلال اجتماع لكتلته البرلمانية، حيث قال: “عشنا 77 عامًا بدونها [السعودية]، وسنتدبر بدونهم أيضًا 77 سنة أخرى”. وتُشير العودة إلى التجريح، رغم الاعتذار السابق، إلى عدم التزام حقيقي، وتطرح تساؤلات حول الأهداف السياسية الداخلية والخارجية لسموتريتش والتي تندرج ضمن سياق التطرف السياسي داخل حكومة “العدو الإسرائيلي”.

*يُفسر البعض هذا الخطاب التصعيدي كرسالة متعمدة تهدف إلى:

  1. التأثير على مواقف السعودية في القضايا الاستراتيجية، لا سيما الملف الفلسطيني والتقارب السعودي-الأمريكي.
  2. إظهار قوة الكيان أمام العالم العربي، وتوجيه رسالة سياسية في وقت حساس تلعب فيه الرياض دوراً متزايداً إقليمياً ودولياً.

السياسة الإسرائيلية المتطرفة تجاه المنطقة: هذه التصريحات ليست مجرد موقف شخصي، بل تعكس الموقف السياسي العام للكيان الإسرائيلي تجاه السعودية والعالم العربي. الإهانات المتكررة، التي تأتي من حزب اليمين المتطرف، مرتبطة بـ البعد الإيديولوجي والديني الذي يؤمن به جزء كبير من النظام السياسي الإسرائيلي.

يُعد هذا الخطاب جزءًا من استراتيجية مستمرة تهدف إلى التقليل من مكانة السعودية وجيرانها، وإرسال رسائل داخلية عن صلابة موقف الكيان أمام قواعده الشعبية. كما يكمن في صلب هذه المواقف تصور إسرائيلي متطرف يرى المنطقة العربية تحديًا حضاريًا ودينيًا مستمرًا.

تحذيرات القيادة تستعيد أهميتها: في هذا السياق المتوتر، يجدر بنا التذكير بما أكده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، سابقًا من أن “العدو الإسرائيلي له نوايا خبيثة تجاه العرب والمسلمين، وأنه لا يمكن أن يبني علاقة إيجابية مع أي دولة عربية”.

هذه التحذيرات تستعيد أهميتها، إذ تؤكد أن التعاطي مع سياسة الكيان الإسرائيلي لا يمكن أن يكون مبنيًا على الثقة، بل يجب أن يكون مصحوبًا بـ الحذر الدائم والمراقبة الدقيقة لسلوكياته وأهدافه. إن تكرار الإهانات، كما في تصريحات سموتريتش، يضع الدول العربية أمام اختبار حقيقي: التعاطي مع سياسة الكيان بشكل مدروس وفهم أن الطبيعة العدائية لهذا الكيان تضع حدوداً حقيقية أمام أي محاولة للانفتاح أو التقارب معه.

التعليقات مغلقة.