الذكرى السنوية للشهداء.. مدرسة العزّة والفداء
صنعاء سيتي | مقالات | شاهر أحمد عمير
تحلّ علينا الذكرى السنوية للشهداء، وهي مناسبةٌ تتجاوزُ مُجَـرّدَ التأبين والتذكّر، لتصبح فرصة للتأمل في الدور العميق الذي لعبه الشهداء في حماية اليمن وصون كرامته.
فالشهداء لم يغادروا واقعنا بأجسادهم، بل تركوا إرثًا حيًّا من القوة والإيمان والعزّة، جعل المعتدين الأمريكيين والإسرائيليين، والتحالف السعوديّ–الإماراتي يعيدون حساباتهم أمام إرادَة الشعب اليمني وصمود المجاهدين.
لقد صنعت دماء الشهداء في اليمن قوةً حقيقية أرهبت المعتدين وأجبرتهم على إعادة النظر في خططهم، وأثبتت أن الإرادَة الحرة للشعب اليمني أقوى من كُـلّ ترسانة عسكرية، وأن أية محاولة للسيطرة أَو فرض التبعية ستفشل أمام صمود الشعب وإيمانه العميق.
كُـلّ قطرة دمٍ سالت على تراب اليمن كانت رسالة واضحة بأن القوة الحقيقية ليست في المال أَو الأسلحة، بل في الإيمان والوفاء للحق، وأن التضحية هي السبيل لحماية الأرض والعرض وصيانة الكرامة.
تضحيات الشهداء أجبرت المعتدين على التراجع عن كثير من قراراتهم، وأظهرت أن الإرادَة اليمنية الحرة هي القوة التي تمنع الهيمنة وتكسر المخطّطات.
دماؤهم لم تكن مُجَـرّد فقدان، بل كانت بذرةً لمستقبل كريم، ودرسًا للأُمَّـة في الصمود والثبات، ومصدر عزّة لكل اليمنيين المؤمنين بحقهم وكرامتهم، تؤكّـد أن الشهادة ليست نهاية، بل بداية لاستمرار مسيرة النضال ضد كُـلّ معتدٍ.
إن النظر إلى دماء الشهداء يمنح درسًا استراتيجيًّا عميقًا للأُمَّـة؛ إذ يثبت أن التضحيات ليست مُجَـرّد فقدان للأرواح، بل هي القوة الحقيقية التي تغيّر موازين القوى وتعيد ترتيب حسابات المعتدين، وتبين أن الأُمَّــة التي تحافظ على دماء أبنائها الشهداء لا تُهزم.
فمشروع الشهادة مشروع حياة كريمة يرفع الأُمَّــة من الذل والخنوع إلى العزّة والتحرّر، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
ذكرى الشهداء السنوية إذن ليست مناسبة للحزن فحسب، بل هي درس مُستمرّ في الصبر والثبات والمواجهة.
فهي تذكير بأن الإرادَة الصادقة للإيمان والمقاومة هي القوة التي تُجبر المعتدين على التراجع، وتمنح الأُمَّــة العزة والكرامة.
فلنستمر في استلهام دروس الشهداء، ولنواصل السير على دربهم الذي رسموه بدمائهم الطاهرة، حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ويبقى الشهداء أبدًا منارة تهدي الأحرار ومصدر فخرٍ لكل جيل يؤمن بالحق والكرامة.
التعليقات مغلقة.