صنعاء تتلمّس رسائل سعودية “إيجابية”

صنعاء سيتي | صحافة

 

 

بالتزامن مع تلقّيها رسائل إيجابية من قبل الرياض، جدّدت صنعاء، تأكيد حرصها على تنفيذ «خارطة طريق السلام». وشدّد نائب وزير خارجية حكومتها، عبد الواحد أبو راس، على ضرورة «قيام الأمم المتحدة بتحريك مسار السلام واتخاذ إجراءات ملموسة تُسهم في بناء الثقة، والعمل على تهيئة ملائمة لتحقيق سلام عادل وشامل».

وفي أثناء لقائه مدير مكتب المبعوث الأممي لدى اليمن، محمد الغنام، الذي يزور العاصمة اليمنية منذ أول أمس، طالب أبو راس، المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، بـ«الضغط على الأطراف الأخرى لوقف الإجراءات الأحادية التي تعوق مساعي السلام وتعمّق معاناة اليمنيين». ووفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ»، أكّد الغنام، من جهته، «حرص الأمم المتحدة على استثمار المناخات الملائمة الناتجة من توقّف الحرب في غزة والقيام بالترتيبات اللازمة لإعادة مسار المفاوضات إلى ما كان عليه».

ووسط حديث عن استئناف سلطنة عمان، مساعيها الدبلوماسية بين اليمن والسعودية، سرّبت الأخيرة معلومات حول ترتيبات لإعادة تشغيل رحلات مطار صنعاء الدولي. ونقلت وسائل إعلام سعودية، عن مصادر قولها إنّ شركة الخطوط الجوّية اليمنية، الناقل الوطني لليمن، تستعدّ لإعادة تشغيل خطّ صنعاء – عمّان، لأول مرة منذ أشهر. وتزامن الحديث عن إعادة تشغيل الخط الملاحي مع إطلاق الفصائل الموالية للتحالف في عدن، سراح الطيار اليمني، محمد المتوكل، وذلك بعد أيام على اعتقاله، بينما كان في رحلة علاجية عبر مطار عدن الدولي. ورغم التّهم التي طاولتها تلك الفصائل إلى المتوكل، وأبرزها اختطاف طائرة، فإنه جرى إطلاق سراحه بشكل مفاجئ.

ويقول مراقبون إنّ التسريبات السعودية، بخصوص إعادة الرحلات الجوّية إلى مطار صنعاء، تأتي في إطار محاولات للتهدئة مع اليمن، لا سيّما في ضوء التصعيد الأخير الذي وصل إلى حدّ التلويح من قبل «أنصار الله»، بمواجهة عسكرية. ويُعدّ الخط الملاحي صنعاء – عمَّان، واحداً من عدّة خطوط ملاحية نصّ عليها اتفاق الهدنة، وكان يُتوقّع تشغيلها في أثناء السنوات التي أعقبت إعلانها، لكن تم ّالتراجع عنها تدريجياً بقرار من الرياض، وصولاً إلى إغلاق المطار، إثر غارات إسرائيلية، طاولت عدّة طائرات مدنية كانت تُسيّر الرحلات.

اللافت أنّ روسيا، التي تدعم الجهود الأممية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، دخلت على الخط أيضاً، إذ كشفت وسائل إعلام روسية، أنّ نقاشاً جرى في موسكو، بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونائب رئيس «المجلس الرئاسي» في اليمن، عيدروس الزبيدي، الذي يزور العاصمة الروسية منذ أيام، تركّز حول إحياء ملف السلام. وفي هذا الشأن، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أمس، إنّ لافروف جدّد حرص بلاده على تنفيذ استحقاقات السلام، وشدّد على ضرورة إطلاق حوار وطني شامل برعاية الأمم المتحدة، لحلّ المشكلات القائمة في اليمن.

وأكّدت مصادر سياسية، بدورها، قيام السفير الروسي لدى اليمن، يفغيني كودروف، بالتواصل مع عدد من أعضاء «المجلس الرئاسي» في عدن، بهدف مناقشة انعكاس توقّف الحرب في غزة، على الأزمة العسكرية والسياسية في اليمن. وقالت السفارة الروسية، في منشور على منصة «إكس»، إنّ السفير كودروف، أكّد في أثناء لقائه غروندبرغ، عدم وجود بديل لإعادة إطلاق الحوار السياسي وحلّ النزاع المسلّح بوسائل سلمية ودبلوماسية.

يشار إلى أنّ غروندبرغ، يبذل مساعي منذ إعلان وقف الحرب في غزة لإعادة تحريك ملف السلام المجمّد بشكل شبه كلّي، منذ دخول اليمن معركة إسناد غزة.

 

*رشيد الحداد: الاخبارية اللبنانية

التعليقات مغلقة.