الشهيد الغماري.قائدٌ لا يرحل، ودمٌ يُعمد طريق النصر
صنعاء سيتي | مقالات | أحلام الصوفي
في قلب المعركة الوطنية، ارتقى اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري معتلياً منصة الثبات، ليصبح رمزاً للوفاء والعزيمة التي تتجاوز اللحظة وتُصنع بها النهضة. لم يكن مجرد قائد في جبهات الحروب، بل شخصية صنعت قرارها بكل شجاعة وإيمان، وغرست في أرض اليمن عهداً لا يُنكث: أن السيادة والكرامة لا تُمنح بل تُحصن.
تعاقب الزمان، واحتدمت المؤامرات، لكن الغماري ظل صلباً، لا يحيد حين تنحرف الأهداف، ولا يتراجع حين تشدّ الرياح. كان يشقّ طريقاً نحو الأفق، يقود الجبهة بشجاعة، ويخطّ الاستراتيجية بروح رجل الدولة. رحيله رغم آلامه، ترك زاوية فارغة في المشهد العسكري، لكنه أيضاً أوقد فتيل الوعي الجديد الذي أعلن أن اليمن لم تسقط، بل تستنهض.
وفي وداعه، ترسَّخ الدرس: أن القادة الحقيقيين يُخلدون بعملهم لا بمناصبهم، وبدمائهم لا بكلماتهم. الغماري قد غاب عن الأنظار، لكنه بقي يعيش في الضمير، في القرار، في كل مقاومة تقودها الأيادي التي شمرّت لساحة الوطن ولم تتراجع.
إن رحيل الشهيد محمد عبد الكريم الغماري لم يكن نهاية قصة بل بداية فصل جديد في مسيرة النضال اليمني، إذ ترك وراءه إرثًا من الصمود والإصرار على تحقيق الاستقلال والكرامة. كان مثالًا للقائد الذي يجمع بين الحزم والتفاني، وبين رؤية استراتيجية وعمل ميداني شاق.
إن وفاته حفزت العديد من أبناء الوطن على التمسك بالمبادئ التي كان يمثلها، وأكدت أن التضحية ليست خسارة بل استثمار في مستقبل أفضل. لقد أعاد الغماري تعريف معنى البطولة، ليس فقط في ساحات القتال، بل في كل زاوية من زوايا الحياة اليمنية التي تطالب بالعدل والسلام.
اليوم، ونحن نستذكر اسمه، ندرك أكثر من أي وقت مضى أن بناء اليمن الموحد والقوي يحتاج إلى قادة مثل الغماري، يملكون الإرادة والوفاء، ويزرعون الأمل في قلوب الجميع، مهما كانت التحديات.
في النهاية، تبقى سيرته منارة لكل من يسعى للحفاظ على كرامة اليمن وحريته، ودعوة لكل الأجيال لأن تستلهم من قوته وتجعل من وطنها قصة نجاح تليق بتضحيات أبطالها.
التعليقات مغلقة.