“مركز غزة لحقوق الإنسان” يدق ناقوس الخطر: مجاعة واسعة وشيكة في مدينة غزة بسبب الحصار وربط المساعدات بالمفاوضات
صنعاء سيتي | متابعات
حذّر “مركز غزة لحقوق الإنسان” اليوم الأربعاء من اتساع رقعة المجاعة وتفاقم الكارثة الإنسانية في محافظة غزة، التي تؤوي أكثر من 300 ألف نازح فلسطيني، وذلك نتيجة استمرار جريمة الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عامين.
وأوضح المركز، وفقًا لوكالة “صفا” الفلسطينية، أن هذا التحذير يأتي بعد نفاد المواد الغذائية من الأسواق ومخزون الأسر النازحة، في ظل الإغلاق الكامل الذي يفرضه الاحتلال على معبر زيكيم ومنع تنقل المدنيين والبضائع من وسط القطاع إلى مدينة غزة.
وأكد المركز الحقوقي تلقيه عشرات الشكاوى من المواطنين حول صعوبة توفير مصادر للغذاء، مع اشتداد الحصار واستمرار الهجمات الإسرائيلية، ومحاولات قوات الاحتلال المستمرة لتهجير السكان والنازحين قسرًا باتجاه وسط وجنوب القطاع.
وأشار المركز إلى أن هذا “الانهيار الإنساني” يتزامن مع استمرار المفاوضات في شرم الشيخ المصرية لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار، مشدداً على أن “ربط دخول المساعدات الإنسانية بنتائج المفاوضات أو الشروط السياسية، انتهاك خطير للقانون الدولي”. واعتبر أن الغذاء والدواء والماء هي حقوق غير قابلة للمساومة وليست امتيازات مشروطة.
ولفت المركز إلى أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت رسمياً في 22 أغسطس الماضي عن تفشي مجاعة “من صنع العدو الإسرائيلي” في محافظة غزة. وكشف أن نسبة رفض الاحتلال للبعثات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تضاعفت ثلاث مرات خلال سبتمبر الماضي، حيث تم رفض 26% من البعثات، ووصل معدل الرفض للمتجهة إلى شمال غزة إلى 52% بعد إغلاق معبر زيكيم.
أكد المركز أن استمرار المجاعة في غزة، رغم الإدراك الدولي لحجم الكارثة، يعبّر عن “فشل أخلاقي وقانوني دولي فادح”، ويكشف عن “نهج متعمّد في استخدام الجوع كأداة حرب” لإخضاع السكان المدنيين، في إطار جريمة الإبادة الجماعية.
وطالب المركز بضرورة فصل العمل الإنساني عن الشروط السياسية ووضع آلية مراقبة دولية عاجلة لضمان التدفق الفوري للغذاء والدواء والمياه إلى سكان محافظة غزة والمناطق المحاصرة.
يُذكر أن الاحتلال يغلق معابر القطاع أمام المساعدات منذ 2 مارس الماضي، مما أدى لتدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية، بينما تسببت الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 في سقوط أكثر من 239 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء.
التعليقات مغلقة.