“نيويورك تايمز”: ماذا يفعل سوء التغذية بأطفال غزة؟

صنعاء سيتي | صحافة

 

 

 

تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ما يسبّبه سوء التغذية، الذي أحدثه العدو الصهيوني عبر اعتماده سياسة التجويع، للأطفال في قطاع غزة.

ويأتي ما أوردته الصحيفة في تقريرها بعد تسجيل 145 طفلاً شهيداً من جراء التجويع، ووسط استعداد “جيش” العدو للتوغّل في مدينة غزة، وهو ما سيزيد “صعوبة توفير الرعاية الطبية اللازمة لاستعادة صحة الأطفال” الذين يعانون سوء التغذية.

ومع مواصلة العدو الصهيوني عملياته العسكرية ضدّ القطاع، فإنّه يواصل منع الغذاء الذي يحتاجه الأطفال، فـ”بالنسبة إليهم، الطعام ليس مجرد طاقة لليوم، بل هو اللبنة الأساسية لحياة مقبلة، وهو ضروري لنمو العضلات والعظام والدماغ”.

 

ماذا يحدث عندما يجوع الطفل؟

عندما يجوع الأطفال، يبدأون بحرق احتياطيات الدهون للحفاظ على وظائف أجسامهم. وعند نفاد هذه الاحتياطيات، تبدأ أجسامهم بحرق مصادر أخرى للطاقة، للبقاء على قيد الحياة، كما أوضحت “نيويورك تايمز”.

ويبلغ محيط ذراع الطفل العادي، البالغ من العمر عامين، نحو 15.2 سم، في طبقات تتكوّن من العظام والعضلات والدهون. أما إذا قلّ محيط ذراع الطفل، ذي الأعوام الـ5 أو أقل، عن 11.4 سم، فإنّ ذلك يدلّ على سوء التغذية الحاد، بحسب ما أوردته الصحيفة.

وفي مدينة غزة، كان 16% من الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون هذه النحافة تقريباً، في أواخر تموز/يوليو، وفقاً لما ذكرته الصحيفة. وعندما يصبح الجزء العلوي من ذراع الطفل نحيفاً إلى هذا الحدّ، “يستهلك الجسم عضلاته وعظامه”.

 

لا طاقة للأكل

كما قد يصاب هؤلاء الأطفال بالخمول، إلى درجة لا يقوون عندها على الحركة، فـ”قد لا يأكلون أو يشربون، حتى عندما يُعرض عليهم الطعام”. بحسب الصحيفة، “تحاول أجسامهم الحفاظ على طاقتها، والأكل يستهلك طاقةً لا يملكونها”.

وفي الحالات الأكثر شدةً، يبدأ الجسم بتفكيك أعضائه الحيوية للبقاء على قيد الحياة، حيث “يبدأ جهاز المناعة بالفشل، مما يجعل الطفل أكثر عرضةً للأمراض. تصبح الالتهابات البسيطة خطيرة، ولا يلتئم الطفح الجلدي أو الجروح”.

 

عواقب مدى الحياة

وحتى الأطفال الذين يتعافون “سيتحمّلون العواقب الجسدية لبقيّة حياتهم”، وهي تشمل “تقزّم النمو، لين العظام، مشكلات في الكبد والكلى، مشكلات في الإدراك على المدى القصير وزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والسكري وأمراض القلب لاحقاً”، كما أضافت “نيويورك تايمز”.

ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق العدو الصهيوني معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع والوقود، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.

وبدعم أمريكي، يرتكب “جيش” العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 220 آلاف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود.

التعليقات مغلقة.