صنعاء تنفي مسؤوليتها عن استهداف الكابلات البحرية
صنعاء سيتي | صحافة
في الوقت الذي تجنّبت فيه شركة “مايكروسوفت”، اتهام أي طرف بالوقوف وراء الانقطاعات التي تعرّض لها عدد من كابلات الألياف الضوئية في البحر الأحمر، سارعت أطراف موالية للتحالف السعودي – الإماراتي، إلى اتهام حركة “أنصار الله”، بالوقوف وراء الانقطاعات التي أدّت إلى تباطؤ شديد في خدمة الإنترنت في المنطقة العربية وشرق آسيا، طاول أيضاً اليمن الذي يعاني أصلاً من تدهور خدمة الإنترنت في مختلف المحافظات نتيجة الحصار الذي يفرضه التحالف المذكور والولايات المتحدة عليه، والذي حال دون تطوير هذه الخدمة على مدى عشر سنوات.
والواقع أن استهداف الكابلات في البحر الأحمر، لم يكن خياراً لصنعاء حتى في ذروة المواجهات البحرية بينها وبين تحالف “حارس الازدهار” بقيادة أميركا، وقوة المهام الأوروبية “أسبيدس”. وعلى الرغم من الاتهامات التي وُجّهت إليها من قبل عدة جهات دولية بتهديد الكابلات الكائنة في المياه التي تسيطر عليها في البحر الأحمر، إلا أن الحركة أكّدت على لسان قائدها، عبد الملك الحوثي، في أكثر من خطاب العام الماضي، أنه “ليس لدينا أي نية لاستهداف الكابلات البحرية التي توفّر الإنترنت لدول المنطقة”. ومع ذلك، ثمّة من حاول الربط بين ما تقدّمه شركة “مايكروسوفت” من بيانات سحابية تساعد في تحديد أهداف وتنفيذ اغتيالات، استخدمها العدو في اغتيال رئيس حكومة صنعاء وعدد من وزرائها، وبين إعلان الشركة الأخير.
ورداً على ذلك، أكّد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ”الأخبار”، أن “أنصار الله” لم يصدر عنها أي تحذير رسمي لـ”مايكروسوفت”، مضيفاً أنه في مثل هذه الحالات يكون هناك تحذير للمسبّب ومن ثم يتم اتخاذ إجراء بشكل علني. وأكّد المصدر عدم وجود علاقة لصنعاء بانقطاع الإنترنت، مشيراً إلى أن الخلل الذي تعانيه كابلات الألياف الضوئية في البحر الأحمر وفي البحار والمحيطات الأخرى يحصل بشكل دوري، ومعظمه يعود إلى أن الكابلات لا توجد في أعماق البحار، ما يؤدّي إلى تضرّرها من مراسي السفن. والجدير ذكره، هنا، أن حكومة صنعاء قدّمت، العام الماضي، تسهيلات للشركة الدولية للكابلات لإصلاح ثلاثة كابلات بحرية هي “AAE-1″، و”EIG”، و”SEACOM”، تعرّضت لأضرار في المياه اليمنية في البحر الأحمر.
وكانت تحدّثت تقارير دولية عن وجود تعاون كبير بين “الوحدة 8200” الإسرائيلية وشركة “مايكروسوفت” لمراقبة وتخزين كل المكالمات الهاتفية التي تُجرى من قبل الفلسطينيين، فضلاً عن منح الشركة، الوحدة المذكورة، منطقة منفصلة ومخصّصة داخل منصة “أزور” السحابية لتخزين كل مكالمات الهواتف ومراقبتها وتحليلها، ومن ثم استخدامها بشكل مباشر في العمليات العسكرية التي يشنّها جيش العدو على القطاع.
وفي هذا الإطار، أظهر تقرير مشترك نشرته صحيفة “الغارديان” ومجلة “972+” والمنصة العبرية “لوكال كول”، أواخر الشهر الماضي، أن منظومة مراقبة المكالمات بدأت نشاطها في عام 2022؛ ومنذ تلك الفترة تمكّنت من تسجيل ملايين المكالمات الصوتية من المدنيين والعسكريين على حدّ سواء. ونسب التقرير إلى ثلاثة مصادر مختلفة داخل “الوحدة 8200” القول إن خدمات “أزور” السحابية ساهمت في تسهيل الغارات الجوية القاتلة على قطاع غزة والضفة الغربية، فضلاً عن مساهمتها في تشكيل العمليات العسكرية وتحديد الأهداف، وهي جريمة ترتكبها الشركة الدولية قد تعرّض مصالحها لمخاطر عالية.
*رشيد الحداد: الاخبارية اللبنانية
التعليقات مغلقة.