“أطباء بلا حدود”: مراكز توزيع الغذاء في غزة تحوّلت إلى مواقع قتل ممنهج تحت إشراف أمريكي وإسرائيلي

صنعاء سيتي | متابعات

 

 

أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” اليوم، الخميس 7 أغسطس 2025، أن مراكز توزيع الغذاء التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” تحوّلت إلى مواقع لـ”القتل المُدبّر”، في ظل ما وصفته بانتهاكات جسيمة تستهدف المدنيين الفلسطينيين المتضررين من الحصار والحرب في قطاع غزة.

 

وقالت المنظمة في بيان رسمي إن تحليلاً للبيانات المجمعة من عيادتين تابعتين لها داخل القطاع، يُظهر نمطاً من العنف العشوائي والموجَّه، مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي ومتعاقدون أميركيون ضد فلسطينيين كانوا يتجمّعون لتلقي المساعدات الغذائية.

 

ودعت “أطباء بلا حدود” إلى تفكيك برنامج “مؤسسة غزة الإنسانية” بشكل فوري، وإعادة تفعيل الآلية الدولية المنسقة التابعة للأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل آمن وفعّال.

 

ويأتي هذا البيان بعد مرور أكثر من شهرين على إطلاق آلية توزيع مساعدات جديدة في غزة، أعلنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أواخر مايو/أيار 2025، بعد إغلاق المعابر واستمرار العمليات العسكرية المكثفة. وقد تم إنشاء هذه المراكز بإشراف مباشر من “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي كيان حديث النشأة بادر إلى تأسيسه ضباط احتياط من جيش الاحتلال ورجال أعمال إسرائيليون.

 

بدأ العمل في هذه المراكز بتاريخ 27 مايو 2025، في مناطق واقعة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ما جعل الوصول إليها محفوفاً بالمخاطر، خاصة مع اضطرار المدنيين لقطع مسافات طويلة والتنقل في مناطق قتال نشطة.

 

ورغم ضخامة الأعداد التي تتوافد على هذه المراكز، إلا أن الكميات الموزعة من الغذاء توصف بأنها محدودة ولا تلبي سوى احتياجات عدد قليل من المحتاجين. والأسوأ، بحسب تقارير وشهادات ميدانية، أن مواقع توزيع المساعدات شهدت منذ انطلاقها عمليات قتل واستهداف شبه يومية، استخدمت فيها القوات الإسرائيلية أسلحة متنوّعة، من بينها المدفعية، وصواريخ الاستطلاع، وحتى طائرات “كواد كابتر” لإطلاق النار على المتجمهرين.

 

وترى منظمات حقوقية وإنسانية أن هذه السياسة تساهم في تعميق الأزمة الإنسانية بغزة، وتحوّل المساعدات الإنسانية إلى أدوات للضغط والإخضاع، بدلاً من أن تكون وسيلة إنقاذ للمدنيين المحاصرين.

التعليقات مغلقة.