حِبالُهم من حرير.. ولكنها تخنق
صنعاء سيتي | مقالات | عبدالله عبدالعزيز الحمران
ليس كُـلّ من يبتسم صديقًا.. احذر من الحبال الناعمة التي تخنق!
لا يحمل العدوّ دائمًا سيفًا، ولا يلوّح ببندقية. بل أحيانًا يطرق أبوابنا بابتسامة، ويدخل بوجه بشوش وكلمة عذبة.
هذه ليست مبالغة، بل حقيقة يثبتها التاريخ والواقع، ويكشفها القرآن قبل الجميع. في هذا المقال، محاولة لتمزيق القناع عن وجه العدوّ الأخطر: اليهودي الذي لا يصارحك بعداوته، بل يهمس بها في عقلك، ويسقيك سمّه في كأس من حرير.
حين كنت صغيرًا… وصورة العدوّ المغلوطة
حين كنت صغيرًا، كنت أظن أن العدوّ يحمل سيفًا، أَو يلوّح ببندقية. كنت أبحث عن شرّه في هيئة جندي بوجه صارم، أَو جاسوس يختبئ خلف شجرة.
لكنني حين كبرت، أدركت أن ألدّ الأعداء لا يظهرون سلاحهم أبدًا، بل يخفونه في الكلمة، في الصورة، في الفكرة، في السلام الذي يُذبح من الوريد إلى الوريد.
اليهود في القرآن: تحريف الكلم وتدمير الفطرة
اليهود… أُولئك الذين وصفهم القرآن بأنهم {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}، لم يخرجوا من التاريخ، بل تمددوا فيه كالعفن الذكي، لا يُرى ولكن يُخرّب.
كانوا أول من تآمر على النبوّات، وعلى الحقائق، وعلى الفطرة؛ لأَنَّهم قوم جعلوا الكذب شريعة، والمكر عقيدة، والمال إلهًا.
العدوّ الذي لا يصرخ… بل يهمس في عقلك
ما أخطر اليهود؟ ليس لأَنَّهم يحملون صواريخ نووية، أَو يمتلكون تكنولوجيا عسكرية؛ بل لأَنَّهم يتقنون الحرب الناعمة والخبيثة، يتسللون إلى العقل، يغرسون مفاهيمهم كالسم في العسل.
يقولون لك: تحضّر، وهم يريدونك عاريًا من دينك. يقولون: سلام، وهم يخططون لنسفك من الداخل. هم الذين “يكتمون الحق وهم يعلمون”، ويظهرون الود وقلوبهم سوداء.
من “هوليود” إلى “وول ستريت”: غزو ناعم بوجه باسِم
هل تساءلت يومًا لماذا هم خلف الإعلام؟ خلف المصارف؟ خلف دور النشر الكبرى؟ خلف “هوليود” و”وول ستريت”؟
ليس صدفة، بل خطة. إنهم يعرفون أن السيطرة لا تبدأ من السلاح، بل من الصورة. من تشويه الوعي، من خلق القيم المزيّفة، من تقديم الانحلال كحرية، والتطبيع كسلام، والضعف كاعتدال.
حين يصبح “السلام” مشروع خنق حضاري
دخلوا كُـلّ بيت من شاشات التلفاز، غيّروا الذوق، وتلاعبوا بالمفردات، وعلّموا الناس أن العدوّ هو “التخلّف”، وأن الغرب هو المثال، وأن القرآن تراث قديم لا يصلح للعصر.
وكل ذلك باسم “الحرية” و”الإنسانية”!
تشويه المفاهيم: حرية تُغلف العبودية
أخطر ما فعلوه… أنهم زرعوا الشك في القرآن نفسه. جعلوا كَثيرًا من أبناء الأُمَّــة يظنون أن هذه الآية: {وَلَن تَرضَىٰ عَنكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم}، لا تنطبق اليوم، وكأن الوحي كان لحظة تاريخية انتهت. لم يدركوا أن سنن الله لا تموت، وأن العدوّ لا يغيّر جلده، بل يغيّر قناعه فقط.
زرع الشك في الوحي… أخطر أسلحتهم
اليهود لا يواجهوننا بسلاح ظاهر، بل بألف سكين في الظهر… في التعليم، في الفن، في الاقتصاد، في الأزياء، في الإعلام، في الخطاب الديني المتصهين. يزرعون رجالهم في أنظمتنا، بل في مساجدنا أحيانًا، حتى يطعنونا بأيدٍ نحسبها منّا.
متى ننظر للعدو بعيون القرآن؟
لكن القرآن عَـلَّمَنا أن نكون يقظين. أَلَّا ننخدِعَ بالابتسامة المصطنعة، ولا نثق بحديث السلام إن كان يأتي من الذي حرّف الكُتُب وقتل الأنبياء.
عَـلَّمَنا أن التبعية لهم هلاك، وأن التحرّر منهم يبدأ من الوعي، ثم من المواجهة.
من الوعي تبدأ المواجهة… لا من الخوف
فلا تخف من الذي يصرخ في وجهك… بل خَفْ من الذي يمد لك يده وفي الأُخرى سمٌّ بارد.
هذا هو اليهودي كما كشفه القرآن، لا كما صوّره الإعلام.
التعليقات مغلقة.