صنعاء سيتي | صنعاء
في خطاب جديد حافل بالتوجيهات والمواقف، شدد السيد القائد على أن الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة فرز وابتلاء حقيقي، وأن الصدق والكذب في المواقف تجاه قضايا الأمة الكبرى—وفي مقدمتها القضية الفلسطينية—هما العنوان الأبرز في هذا الاختبار الإلهي والتاريخي.
وأشار إلى أن من يرفع شعار الجهاد يجب أن يدرك أن فلسطين هي الميدان الأعظم والأقدس للجهاد في هذا العصر، متسائلًا: “أم أن الجهاد لا يُرى إلا عندما يوجهه الأمريكي والإسرائيلي لإثارة الفتن الطائفية؟”.
وتساءل السيد القائد باستغراب عن صمت التيار الإسلامي العريض بمكوناته وأحزابه ومؤسساته ومنظماته عن نصرة الشعب الفلسطيني، قائلاً: “أين هم اليوم؟ هل ينتظرون حتى يُفنى أبناء غزة أو يُهجروا بالكامل قبل أن يتحركوا؟”.
وأكد أن العناوين الإيمانية يجب أن تظهر في صورة رحمة عملية تجاه المظلومين والمضطهدين، لا أن تكون مجرد شعارات، وأضاف: “أين هي العزة الإيمانية في مواجهة الإذلال والطغيان والإجرام الصهيوني؟”.
وفي انتقاد لاذع للمواقف الرسمية والدينية المتخاذلة، أشار إلى أن الأزهر الشريف سحب بيانًا له بسبب احتوائه على بعض العبارات التي تُبدي تذمرًا خفيفًا من جرائم الاحتلال، معلقًا: “أي تراجع هذا أمام إجرامٍ فاضح؟”.
وأكد السيد القائد أن ما يحدث في فلسطين ليس مجرد أحداث عارضة، بل هو اختبار يجلّي الحقائق ويميز الصادق من الكاذب، وقال: “إذا لم يكن هذا الابتلاء كافيًا لكشف المواقف الحقيقية، فما هو نوع الابتلاء الذي يوقظ هذه الأمة؟”.
واعتبر أن الوضع الراهن للأمة الإسلامية وضع غير طبيعي حتى بمقاييس الفطرة الإنسانية، لافتًا إلى أن “أمة غير مسلمة لو كانت في نفس الموقف لرفضت الظلم الواقع على أبنائها على يد عدو أجنبي يعاديها جميعًا”.
وأضاف أن هناك اختلالاً رهيباً في الوعي والتربية الإيمانية داخل الأمة، مشيرًا إلى أن الجمود الحالي، رغم الإمكانات والعدد والجغرافيا، يعكس فشلاً في بناء الوعي والكرامة والشعور بالمسؤولية.
وختم السيد القائد بالتحذير من أن القيادات الرسمية في العالم العربي تعمل على ترويض الأمة وتربيتها على الإذلال والخنوع وقبول الهوان، بل وتسعى إلى قتل المشاعر والدوافع الشعبية تجاه مواجهة العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن ما يجري في فلسطين هو نتاج شراكة أمريكية-إسرائيلية وعدوان مقصود لا سوء تفاهم مؤقت.
التعليقات مغلقة.