صنعاء سيتي |متابعات
في قطاع غزة، تحول الطحين من مادة غذائية أساسية إلى سلعة نادرة وباهظة الثمن، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 100 شيكل. هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار دفع العديد من العائلات لتأجيل شرائه يومًا بعد يوم، على أمل أن ينخفض السعر، لكن المفاجأة تكون دائمًا بارتفاعه في كل صباح.
في أحد مراكز الإيواء بمدينة غزة، تعبر أم أحمد عن يأسها وهي تنظر لأطفالها الجائعين: “ما في مساعدات ولا حتى كيس طحين، كل يوم بنسمع وعود، بس ما في إشي بييجي إحنا بنعيش عالانتظار.”
ساهمت الحرب الدائرة في تدمير العديد من المخابز والمخازن الرئيسية، بالإضافة إلى إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية، وفي مقدمتها الطحين. كما تواجه المؤسسات الإغاثية صعوبات كبيرة في توزيع الكميات المحدودة المتوفرة لديها، بسبب تقييدات الاحتلال واستهداف قوافل المساعدات.
يشير تجار في الأسواق المحلية إلى أن الكميات المتبقية تُباع بأسعار مرتفعة جدًا، تصل إلى أضعاف ثمنها السابق، مما يجعل الحصول على كيس طحين أمرًا شبه مستحيل بالنسبة للكثير من العائلات النازحة والفقيرة.
تحذر منظمات إنسانية من كارثة غذائية وشيكة إذا لم يتم فتح المعابر بشكل عاجل والسماح بدخول الطحين والمواد الأساسية، خاصة في ظل الاعتماد شبه الكامل على الخبز كمصدر رئيسي للغذاء وسط النزوح وانهيار سلاسل الإمداد.
في غزة، لم يعد الطحين مجرد مكون للخبز، بل أصبح رمزًا جديدًا للجوع، ولحصار يتسلل إلى بطون الناس قبل بيوتهم. وبين طوابير الانتظار وصمت الأفران، تتجلى قسوة الحرب بكل تفاصيلها اليومية.
التعليقات مغلقة.