صنعاء تجدّد تكتيك الإغراق: هذا مصير من يخرق الحظر اليمني

صنعاء سيتي | صحافة

 

 

أكّدت قوات صنعاء البحرية أنْ لا هامش متاحاً أمام محاولات كسر الحظر المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وأنّ أي محاولات في هذا الاتجاه خط أحمر عقوبته الإغراق. ذلك ما أوحت به طريقة التعامل مع السفينتين “ماجيك سيز” و”إترنتي سي” اللتين حاولتا كسر الحظر اليمني المفروض على إسرائيل في البحر الأحمر وتمرير شحنات إلى الكيان، إذ ألحقت القوات اليمنية، الإثنين، السفينة “إترنتي سي” التي ترفع علم ليبيريا بنظيرتها اليونانية “ماجيك سيز” غرقاً في البحر الأحمر بفارق أقل من 24 ساعة، بعد أن حاولت الأولى تمرير شحنة إلى ميناء إيلات.

 

وفي هذا الإطار، قال المتحدّث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أمس، إن “القوات البحرية اليمنية أغرقت سفينة الشحن إترنتي سي بشكل كامل بعد استهدافها بزورق مُسيّر وستة صواريخ مجنّحة وباليستية، أثناء توجهها إلى ميناء إيلات في انتهاك صريح للحظر اليمني على التعامل مع الموانئ الإسرائيلية”.

 

وأوضح أنه “تمّ تنفيذ الهجوم البحري بعد تجاهل السفينة تحذيرات القوات اليمنية المتكرّرة، واستئنافها التعامل مع الميناء المحتل”، علماً أن الهجوم نُفّذ من مسافة صفر في منطقة قريبة من جزر الزبير وحنيش اليمنية الواقعة على الخط الملاحي الدولي في البحر الأحمر. وجدّد سريع تحذير قوات بلاده جميع الشركات والدول من مخاطر التعامل مع الكيان الصهيوني، مؤكّداً أن “أي سفينة تخرق الحظر البحري ستكون عرضة للاستهداف الفوري، بغضّ النظر عن وجهتها”.

 

وفي حين قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن قوات تابعة لها قامت بإجلاء طاقم “ماجيك سيز”، الإثنين، بعد تلقّيها نداء استغاثة، أكّد سريع أن وحدات خاصة من قوات صنعاء قامت بإنقاذ أفراد طاقم “إترنتي سي” وتقديم الرعاية الطبية لهم ونقلهم إلى مكان آمن. وكانت الأنباء تضاربت حول مصير طاقم السفينة الثانية، مع حديث البعثة الأوروبية “أسبيدس” عن انتشال ستة فقط من عناصر الطاقم المكوّن من 22 شخصاً، سقط منهم 4 قتلى وأصيب آخرون خلال المواجهة التي أعقبت رفض الناقلة الاستجابة لنداء البحرية اليمنية لتجنّب استهدافها. وبثّ “الإعلام الحربي” التابع لصنعاء، من جهته، مساء الثلاثاء، مشاهد استهداف “ماجيك سيز” وإغراقها في البحر الأحمر.

 

واشنطن ولندن تسعيان لإدانة هجمات الحوثيين في مجلس الأمن

مع ذلك، وفي رسالة تطمين إلى العالم، أكّد رئيس “المجلس السياسي الأعلى” الحاكم، مهدي المشاط، “الالتزام بحرّية الملاحة للجميع باستثناء الكيان الصهيوني ومن يدعمه في العدوان على أهلنا في غزة”. وأشار المشاط إلى أن بلاده “لا ترغب في استهداف أحد لا علاقة له بدعم الكيان الصهيوني”. ودعا جميع شركات الملاحة إلى “الالتزام بتعليمات وقرارات قواتنا المسلحة. ومن يتجاهلها يتحمّل مسؤولية ذلك”. كما نصح الجميع بالابتعاد عن التعامل مع أصول الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن “قواتنا المتعاظمة والمنضبطة ستواصل عملياتها بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وفقاً للمواثيق الدولية”.

 

وفي الوقت الذي استغلّت فيه الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي عمليتي الإغراق لإعادة تحريض المجتمع الدولي ضد صنعاء، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس، محاولات مكثّفة للحصول على إدانة من مجلس الأمن لعمليات القوات اليمنية. وكشفت مصادر دبلوماسية غربية أن الحليفتين تجريان حالياً اتصالات مكثّفة لاستصدار بيان من المجلس يدين “هجمات الحوثيين في البحر الأحمر”.

 

وكان مجلس الأمن، عقد أمس، جلسة خاصة بشأن التطورات في اليمن. وتصدّرت المندوبة البريطانية الجلسة بوعود حول ضمان حماية الملاحة البحرية، بينما قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن الهجمات تحتاج إلى إدانة دولية واسعة، مشيرة إلى أن بلادها ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة.

 

وفي الإطار نفسه، استدعت ألمانيا، الثلاثاء، السفير الصيني لديها وسط توتّر بين البلدين على خلفية تطورات البحر الأحمر. ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين ألمان قولهم إن استدعاء السفير الصيني جاء على خلفية اعتراض البوارج الصينية مقاتلة ألمانية خلال تحليقها في أجواء البحر الأحمر بالقرب من اليمن.

 

وأوضحت المصادر أن القوات الصينية أطلقت أشعة ليزر على الطائرة الألمانية، ما عرّض طاقمها للخطر، من دون تبيين توقيت الاعتراض أو مصير الطائرة. ووفق مصادر محلية مطّلعة في صنعاء، فقد تضع هذه التطورات ألمانيا في قائمة الأهداف اليمنية مع كشف تورّطها في الهجوم الأخير على اليمن، فضلاً عن الدور الألماني المكشوف في دعم الكيان الإسرائيلي.

 

رشيد الحداد: الاخبار اللبنانية

التعليقات مغلقة.