المواد البلاستيكية في مطابخنا وبيئتنا تهدد صحة الإنسان

صنعاء سيتي| متابعات

 

 

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة روتشستر عن المخاطر المتزايدة للمواد البلاستيكية على صحة الإنسان، مشيرة إلى أن هذه المواد لا تقتصر على كونها مجرد “بلاستيك واحد” بل هي مركبات كيميائية معقدة تتفاعل مع البيئة وتتسرب إلى غذائنا وأجسامنا.

البلاستيك ليس مادة واحدة: مخاطر خفية في المطبخ

غالبًا ما يُنظر إلى الأوعية والأدوات البلاستيكية في مطابخنا على أنها مواد آمنة، لكن الدراسة تحذر من أن البلاستيك يُصنع من بوليمرات مختلفة تحتوي على إضافات كيميائية متنوعة مثل الملونات، الملدنات، ومثبطات الحريق. هذه المواد، عند تفاعلها مع الميكروبات والمواد الكيميائية في الهواء، الماء، التربة، والغذاء (بما في ذلك الفواكه والخضروات)، تزيد من خطرها على الصحة.

ويؤكد باحثو جامعة روتشستر، بمن فيهم كاترينا كورفماخر، المديرة المشاركة لمركز بحيرة أونتاريو للبلاستيك الميكروي، وجين فان ديس، الأستاذة المساعدة في طب التوليد وأمراض النساء، أن المطابخ هي أحد أكثر الأماكن شيوعًا للتعرض للمواد البلاستيكية:

  • أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء: قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة مصدرها نفايات إلكترونية مُعاد تدويرها.
  • ألواح التقطيع: تتساقط منها جزيئات بلاستيكية دقيقة (مايكروبلاستيك) أثناء التقطيع وتختلط بالطعام.
  • تسخين البلاستيك في الميكروويف: يمكن أن يؤدي إلى انفصال مواد كيميائية وانتقالها إلى الأغذية والمشروبات.
“البلاستيك الأسود” ومخاطره الصحية

يُستخدم البلاستيك الأسود على نطاق واسع في أدوات المطبخ وحاويات الوجبات الجاهزة وألعاب الأطفال. العديد من هذه المنتجات مصنوعة من نفايات إلكترونية مُعاد تدويرها، والتي قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل مثبطات الحريق المكونة أساسًا من مركبات البروم العضوية والفلزات الثقيلة. وقد ربطت دراسات سابقة هذه المواد الكيميائية بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك:

  • السرطان
  • اضطراب الغدد الصماء
  • السمية العصبية
  • العقم

أظهرت دراسة حديثة وجود مثبطات الحريق في 85% من 203 منتجات استهلاكية خضعت للفحص، مما يشير إلى أنها مصنوعة من نفايات إلكترونية قديمة.

الأطفال الأكثر عرضة للخطر

الأطفال أكثر عرضة للمواد الكيميائية المنتشرة في البيئة لأن أبدانهم وأدمغتهم لا تزال في طور التطور. تقول الدكتورة فان ديس: “اكتشفت مثبطات الحريق في عينات حليب الأمهات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما يمكن أن يتعرض الأطفال لها بواسطة الطعام وغبار المنازل الملوثة بهذه المواد”. وتضيف أن بعض الألعاب البلاستيكية تحتوي على مثبطات الحريق، والتي قد تتسرب إلى أجسام الأطفال حين يلوكها، مما يؤثر على نمو الدماغ والجهاز التناسلي.

المايكروبلاستيك: انتشار واسع وتأثير غير معروف على المدى الطويل

تُعرف الجسيمات البلاستيكية التي يقل حجمها عن 5 ملم بالمايكروبلاستيك. هذه الجسيمات تتحلل من البلاستيك الأكبر حجمًا (الماكروبلاستيك) وتنتشر بسهولة عبر السلسلة الغذائية وتظل في البيئة. وتشمل مصادر التلوث الشائعة أغلفة الطعام، الزجاجات البلاستيكية، أعقاب السجائر، وجزيئات تآكل الإطارات، والملابس الصناعية.

يدخل المايكروبلاستيك إلى البيئة عبر مياه الأمطار والصرف الصحي، ويمكن أن يتسرب مباشرة من عمليات التصنيع. وتشير كورفماخر إلى أن المايكروبلاستيك وُجد في الهواء الذي نتنفسه، مما يسمح له بالاستقرار في الرئتين أو الدخول إلى مجاري الدم. وقد اكتشف المايكروبلاستيك في دم الإنسان، قلبه، كبده، أنسجة رئتيه، مشيمته، وحتى في حليب الأمهات. ومع ذلك، لا يزال تأثيره طويل الأمد على صحة الإنسان غير معروف بشكل كامل.

التعليقات مغلقة.