صنعاء سيتي| متابعات
تُعاني كييف من تداعيات قرار مفاجئ من البنتاغون بوقف بعض شحنات الأسلحة الحيوية، بينما تصعد روسيا هجماتها الجوية والبرية، حتى بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تناولت الأوضاع في أوكرانيا.
أجرى الرئيسان ترامب وبوتين محادثة هاتفية استمرت ما يقرب من الساعة، ناقشا خلالها الأوضاع في أوكرانيا وقضايا أخرى مثل إيران والشرق الأوسط. ورغم إشارة ترامب إلى أنه أثار مسألة “الإنهاء المبكر للعمل العسكري” في أوكرانيا، إلا أنه أعلن لاحقًا “إحباطه الشديد” لعدم إحراز أي تقدم. من جانبه، أكد المستشار في الكرملين، يوري أوشاكوف، أن بوتين كرر خلال المحادثة موقف بلاده الراغب في حل تفاوضي، دون التراجع عن أهداف الحرب، والتي تشمل “معالجة الأسباب الجذرية” للصراع، في إشارة إلى توسيع الناتو شرقًا والدعم الغربي لكييف.
كذلك، شنت القوات الروسية هجومًا جويًا على بولتافا وسط أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 47 آخرين، وتضرر مكتب التجنيد العسكري في المدينة. وأعلن الجيش الروسي سيطرته على قرية ميلوف في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، مما يفتح جبهة جديدة على خط المواجهة الممتد لأكثر من ألف وثلاثمئة كيلومتر.
على إثر هذا التصعيد، طالب وزير الخارجية الأوكراني، أندري سيبيها، حلفاء بلاده بفرض مزيد من العقوبات على موسكو، وتقديم المزيد من الأسلحة الدفاعية للجيش الأوكراني للتصدي للهجمات الروسية.
تزامن هذا التصعيد مع القرار المفاجئ للبنتاغون بوقف بعض شحنات السلاح الأمريكي الحيوية الموجهة إلى الجيش الأوكراني. برر البيت الأبيض القرار بأنه “مراجعة للقدرات” لضمان توافق المساعدات العسكرية الأمريكية مع أولوياتها الدفاعية، وسط مخاوف من انخفاض المخزونات الأمريكية. شملت الشحنات المعلقة صواريخ لأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت”، التي تعتمد عليها أوكرانيا بشكل كبير.
كان لقرار واشنطن مفعول الصدمة لدى كييف وحلفائها الأوروبيين، الذين لم يُبلغوا به مسبقًا. واستدعى وزير الخارجية الأوكراني، جون جينكل، القائم بالأعمال لدى السفارة الأمريكية في كييف، معربًا عن “استياء أوكرانيا العميق”، ومحذرًا من أن “أي تأخير في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي إلا إلى تشجيع المعتدي الروسي على مواصلة الحرب وأعمال الإرهاب، بدلًا من البحث عن السلام”.
حاولت واشنطن، على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، التقليل من أهمية القرار، معلنة أن التوقف عن شحن الأسلحة “محدود النطاق”. لكن كييف تطالب بتوضيحات دقيقة حول إمكانية استئناف الشحنات.
وشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الأهمية “الحاسمة” لحصول أوكرانيا على صواريخ لأنظمة “باتريوت”، مشيرًا إلى أن حلفاءه الآخرين لا يمكنهم إمداد نظامه بها. وأعرب عن استعداد بلاده لشراء 10 أنظمة “باتريوت” بقيمة 15 مليار دولار إذا تعذر الحصول عليها كمساعدات، مشيرًا كذلك إلى عزمها تصنيع الأسلحة بذاتها من خلال شراكات مع جهات أمريكية وأوروبية.
أثار قرار البنتاغون موجة استغراب في أوساط نخبة واشنطن المتعاطفة مع النظام الأوكراني، حيث انتقد مشرعون ودبلوماسيون سابقون الوزارة لوقفها شحنات الأسلحة. يرى البعض أن هذا القرار يعكس تحولًا في أولويات الإدارة الأمريكية، ربما بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتضاؤل اهتمام ترامب بالصراع الأوكراني. كما أشار خبراء إلى أن الموارد الأمريكية ربما تتجه مرحليًا إلى إسرائيل التي استنفدت جزءًا كبيرًا من مخزونات أنظمة دفاعها الجوية في التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية، وأيضًا لتعزيز الدفاعات الأمريكية في المنطقة.
يقر مسؤولون أوكرانيون بأن الدعم الأمريكي قد لا يكون مضمونًا على المدى الطويل، ما لم تحدث أمور دراماتيكية تدفع ترامب إلى تغيير نهجه. ويتكهن مراقبون بأن الرئيس الأمريكي يريد الضغط على كييف لتقديم تنازلات تسمح باستئناف جهود الوساطة للتوصل إلى تسوية.
التعليقات مغلقة.