هل يقود الذكاء الاصطناعي إلى مجتمع أمي رقميًا؟

صنعاء سيتي| متابعات

 

 

منذ ظهور روبوت الدردشة ChatGPT في أواخر عام 2022، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، مما أثار مخاوف من تدهور المهارات البشرية. يرى ليف ويذربي، مدير مختبر النظرية الرقمية بجامعة نيويورك، أن الخطر الأكبر لا يكمن في تراجع القدرات الكتابية فقط، بل في الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي لأداء المهام المعقدة والحسابية وكتابة الأكواد البرمجية.

 

ويوضح ويذربي أن الطلاب والمهندسين أصبحوا يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة الأكواد وتحليل البيانات، مما يفقدهم القدرة على القيام بهذه المهام بأنفسهم. ورغم أن تقنيات مثل “فايب كودينج” (Vibe Coding) تهدف لتسريع عمل المبرمجين، إلا أن الأكواد الناتجة عنها غالبًا ما تكون مليئة بالأخطاء، وقد تؤدي إلى فقدان المبرمجين لقدرتهم على كتابة الأكواد بالطرق التقليدية.

 

على صعيد الشركات، بدأت كبرى الشركات التقنية مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون وأوبن إيه آي تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي في عملياتها البرمجية، حيث تشير تقارير إلى أن أكثر من 25% من أكواد جوجل مكتوبة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، هذا التوجه أدى إلى توقف الشركات عن توظيف مهندسي البرمجة للمبتدئين، مما يهدد مستقبل المؤسسات التعليمية المتخصصة في هذا المجال.

 

ويحذر الخبراء من أن الاعتماد المبالغ فيه على أدوات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى مفهوم جديد للأمية، حيث يفقد الإنسان قدرته على الإبداع واستخدام المفاهيم الرياضية والحسابية وتحليل البيانات بشكل صحيح، مما يسرّع من وصولنا إلى مجتمع أمي رقميًا.

التعليقات مغلقة.