بين طهران وواشنطن الخليج يتنقل على حبل المصالح المتشابكة

صنعاء سيتي | الخليج

 

 

في خضم العدوان الإسرائيلي-الأمريكي الأخير على إيران، اتخذت العواصم العربية موقفًا موحدًا بإدانة “التصعيد العسكري” ضد طهران. وقد تكون هذه هي المرة الأولى، منذ انتصار الثورة الإسلامية، التي تتفق فيها هذه الدول على قضية بهذا الحجم. تكررت التحذيرات في جميع بيانات الإدانة العربية من “تداعيات خطيرة” للصراع، مع الإعراب عن “الخشية” من أن يؤدي ذلك إلى “تهديد لأمن المنطقة واستقرارها”.

 

مع مرور الوقت، تزايدت المخاوف في العواصم العربية من اتساع رقعة النزاع، لا سيما في ظل الحديث عن احتمال تعرض الممرات البحرية الحيوية، مثل مضيق هرمز، للتهديد. هذا من شأنه أن يؤثر سلبًا على الأمن الاقتصادي وسلاسل الإمداد العالمية. ومع ذلك، تجنبت الدول العربية الانحياز العلني لأي من طرفي الصراع، سعيًا منها للحفاظ على علاقاتها الثنائية المتشابكة، سواء مع إيران أو مع القوى الغربية (الولايات المتحدة وإسرائيل).

 

في المقابل، بدت إيران حذرة بشأن التهديد بإغلاق مضيق هرمز، مدركة أن مثل هذا الإجراء قد يضر بعلاقاتها مع دول الخليج. يشار إلى أن مستوى الصراع، على الرغم من ضراوته، لم يصل إلى مرحلة تتطلب اتخاذ قرار كبير مثل إغلاق الممر.

 

وعلى الرغم من التحسن في العلاقات الإيرانية-الخليجية، لا تزال القواعد الأمريكية في الخليج تشكل عقبة أمام أي تقارب استراتيجي بين الجانبين. ترى طهران أن هذه القواعد، التي تمتد من قاعدة “العديد” في قطر إلى “الظفرة” في الإمارات، والأسطول الخامس في البحرين، وقاعدتي “عريفجان” و”بورنغ” في الكويت، لا تشكل مظلة دفاعية خليجية، بل تمثل تهديدًا لأمن المنطقة. في المقابل، تعتبر دول الخليج الوجود العسكري الأمريكي ضمانة لأمنها، في ظل تنامي نفوذ إيران الإقليمي. وهكذا، يظل الملف الأمني على رأس الخلافات؛ حيث يرى كل طرف في تحالفات الطرف الآخر تهديدًا لبقائه، مما يحد من فرص بناء شراكة استراتيجية حقيقية.

 

بعد وقف إطلاق النار، أبرزت وسائل الإعلام (السعودية والإماراتية والبحرينية) خشية من خطاب النصر الإيراني، معتبرة ذلك “استعداء لدول الخليج”؛ إذ أن وقف الحرب سيُقرأ في طهران على أنه تسليم من واشنطن بدور الأولى في الإقليم. كما أبرز الإعلام المذكور مشكلة صعود قوة كإيران في وجه إسرائيل، وهو ما “لن يحقق توازن الردع فعليًا”، وسيحول المنطقة إلى “ملعب لاستعراض القوة”، معتبرًا أن “ما تفعله إسرائيل الآن، ستفعله إيران لاحقًا في جزء من الإقليم، وقد فعلته قبل ذلك في العراق وسوريا واليمن ولبنان”.

التعليقات مغلقة.