التعاون الإسلامي: إدانة لإسرائيل لا لأميركا
موقع صنعاء سيتي – صحافة
تجاهل البيان الختامي لمؤتمر «التعاون الإسلامي» الضربة الأميركية لإيران، في وقت طغى خطاب إردوغان المنتقد لإسرائيل على مواقف رسمية باهتة ومتحفظة.
لولا الخطاب العالي النبرة الذي ألقاه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أمام وزراء خارجية دول «منظمة التعاون الإسلامي»، في إسطنبول، لَما كان أحد ربّما سمع أو اهتمّ بمتابعة المؤتمر، بعد تسعة أيام على بدء العدوان الإسرائيلي – الأميركي على إيران.
فالمنظمة نفسها أَظهرت فشلاً ذريعاً في الموقف من الإبادة الإسرائيلية المستمرّة في قطاع غزة؛ وإذا كان هذا هو الموقف من غزة، فكيف يمكن أن يكون خلافه عندما يتعلّق الأمر بدولة عضو في «التعاون الإسلامي»، من مثل إيران، يناصبها العداء العديد من أعضاء المنظّمة؟
ومع ذلك، انعقدت الدورة العادية الـ51 لوزراء خارجية «منظمة التعاون الإسلامي» في إسطنبول، يومَي السبت والأحد، ضمن جدول أعمالها العادي، وإنْ طغى عليها العدوان على إيران.
ولفت، على هامش المؤتمر، انعقاد جلسة طارئة لوزراء خارجية الدول العربية فقط، هو الأول من نوعه على هذا الصعيد، على الأراضي التركية.
وفي كلمته أمام المجتمعين، وصف إردوغان، حكومة بنيامين نتنياهو، بأنها «أكبر عقبة أمام إحلال السلام في المنطقة»، وبأنها «مجرد عصابة يتزعّمها نتنياهو».
وقال إن «إيران تتعرّض لمؤامرة، ولكنها ستتجاوز هذه الظروف الصعبة، والنصر سيكون حليفها»، مشيراً إلى أن «السكوت عن السياسات العدوانية ضدّ فلسطين، سمح بتوسيع العدوان إلى كل المنطقة». ورأى الرئيس التركي أنه «في عالم متعدّد، فإن مليارَي مسلم يجب أن يكونوا قطباً واحداً. ولكنهم لا يعيشون ما يستحقّونه.
إن تركيا هي ضدّ إنشاء سايكس بيكو جديدة، وسنعمل بكلّ وسعنا لمنع ذلك. يجب أن نظهر تضامناً أكبر بكثير لوقف العربدة الإسرائيلية في فلسطين وسوريا ولبنان وإيران».
وشبّه إردوغان، نتنياهو بـ»هتلر الذي أحرق العالم بأطماعه قبل 70 عاماً، وهو ما يفعله اليوم نتنياهو».
وخلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أبدى إردوغان استعداد تركيا للوساطة في الملف النووي، علماً أنه أجرى، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، اتصالات دبلوماسية مكثّفة بزعماء إقليميين ودوليين، ليؤكّد أن طاولة المفاوضات هي الأرضية الوحيدة للحلّ، وأن بلاده مستعدّة لاستضافة وتقديم كل أنواع التسهيلات لدبلوماسية السلام.
“أن تُقدِم دولة عضو في مجلس الأمن وتدوس بأقدامها القانون الدولي، فهذا يعني بداية مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في العالم”
أما وزير الخارجية التركي، حاقان فيدان، فقال، في كلمته، إن إسرائيل تجرّ المنطقة إلى كارثة شاملة. فالمشكلة ليست فلسطينية أو إيرانية، بل إسرائيلية في الأساس.
وبعد تحييد الولايات المتحدة من أيّ انتقادات على دعمها لإسرائيل، جاء العدوان الأميركي على إيران، فجر أمس، ليغيّر بعض الشيء من لهجة المسؤولين الأتراك، مع توالي المواقف التركية منه. ففي بيان للخارجية التركية، جاء أن الهجوم الذي شنّته الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، رفع مستوى الخطر إلى أقصاه، لافتاً إلى أن تركيا تشعر بقلق بالغ إزاء العواقب المحتملة للهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية.
ووفقاً للبيان، فإن «التطوّرات الجارية قد تؤدي إلى تصعيد الصراع الإقليمي والدولي إلى مستوى عالمي. لا نريد أن يتكرّر السيناريو الكارثي»، لذلك فإن الحلّ هو من خلال الدبلوماسية والمفاوضات، وتركيا مستعدّة لتقديم مساهمات بنّاءة.
ووصف الناطق باسم «حزب العدالة والتنمية»، عمر تشيليك، من جهته، العدوان الأميركي على إيران بأنه «خطر يهدّد الجميع، وقد يشعل المنطقة برمّتها»، مجدّداً الدعوة للعودة إلى طاولة المفاوضات. وهنا، لاحظت صحيفة «جمهورييات» أن بيان الخارجية أعرب فقط عن القلق، ولكنه لم يدن العدوان الأميركي، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على تصريح تشيليك.
أما زعيم حزب الديمقراطية والتقدّم، علي باباجان، فوصف العدوان بأنه «انتهاك فاضح للقوانين الدولية وتهديد خطير للسلام العالمي.
وقال: أن تُقدِم دولة عضو في مجلس الأمن الدولي وتدوس بأقدامها القانون الدولي، فهذا يعني بداية مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في العالم، فيما رأى أن ما حصل هو تكرار لِسيناريو عام 2003 ضدّ العراق.
ودعا باباجان، دول المنطقة إلى ألّا تقف مكتوفة الأيدي، إذ إن الحلّ هو بالعمل الدبلوماسي والتفاوض، مذكّراً بقول الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز، إن إسرائيل لن تكون الدولة التي ستبدأ باستخدام السلاح النووي، ليخلص إلى أن هذا يؤكد امتلاك إسرائيل السلاح النووي.
*محمد نور الدين: الإخبارية اللبنانية
التعليقات مغلقة.