العدوان على الأقصى.. خطة إسرائيلية مبرمجة تُمهد لتغيير واقعه وتقسيمه مكانيًا

موقع صنعاء سيتي – متابعات – 26 ذو الحجة 1446هـ

 

 

لم يتوان الاحتلال الإسرائيلي عن مساعيه الهادفة لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك، بما يُمهد لتغيير الوضع الديني والتاريخي القائم فيه، كونه يقع في قلب الصراع.
وصباح الأحد، أعادت شرطة الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى من جديد أمام المصلين حتى إشعار آخر، وطالبتهم بمغادرة ساحاته، فيما سمحت بدخول موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية فقط.
ويأتي ذلك عقب فتحها أبواب المسجد جزئيًا، الأربعاء الماضي، وتحديد عدد المصلين المقدسيين المسموح لهم بدخول المسجد بـ500 مصل، بعد إغلاقه الجمعة الماضي الموافق 13حزيران /يونيو الجاري، تزامنًا مع بدء العدوان الإسرائيلي على إيران.
ولم تتوقف الاعتداءات عند إغلاق الأقصى، بل اقتحمت شرطة الاحتلال، مساء السبت، مصلياته، وفتشتها وقامت بتخريب محتوياتها بطريقة إستفزازية، واعتقلت أربعة من حراسه، ومن ثم أفرجت عنهم لاحقًا، بعد التحقيق معهم وتسليمهم أوامر بالإبعاد عن المسجد لمدة أسبوع، قابل للتجديد.
*وقائع جديدة
ويسعى الاحتلال دومًا إلى تفريغ المسجد الأقصى من المصلين، سواءً من خلال الإبعادات، أو إجراءاته الممنهجة، والتي يعتمدها من أجل فرض وقائع تهويدية على المسجد.
ويوضح أبو دياب أن الاحتلال يستغل دائمًا أي ظروف أو مناسبات معينة، بما في ذلك ما يُسمى “حالة الطوارئ”، والوضع الأمني، لتنفيذ مخططاته ومؤامراته على الأقصى، وتفريغ ساحاته ومصلياته من المصلين.
ويؤكد أن الاحتلال ينتظر أي فرصة لأجل الانقضاض على المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الوصول إليه، بحجة الإغلاقات والتضييقات والحواجز العسكرية.
وحتى البلدة القديمة في القدس المحتلة لا يستطيع المقدسيون الدخول إليها، باستثناء سكانها، من أجل التسوق وشراء حاجياتهم، بهدف خنقها اقتصاديًا.
وحسب أبو دياب، فإن الاحتلال يُخطط لأن يعتاد الناس على أن يكون المسجد الأقصى مغلقًا، أو أن يكون عدد المصلين المسموح بدخولهم إليه قليل، كي يجدوا مساجد بديلة عن المسجد المبارك.
ويتابع أن الاحتلال يجد في ذلك فرصة ذهبية يريد استغلالها بشكل كبير، بغية تقليل عدد الوافدين للأقصى، وتغيير الوضع الديني والتاريخي القائم فيه.
ويرى الباحث المقدسي في إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى مرة أخرى، والاعتداء على حراسه خطة “مفتعلة ومقصودة ومبرمجة”، ليس لها أي علاقة بـ”حالة الطوارئ”، رغم أنه يُوظف الحرب لتحقيق ما يريد.
ويحذر من مخاطر إغلاق الأقصى وتشديد حصاره على البلدة القديمة، ومحاولة الاحتلال تمرير مخططاته فيه.
ويتحدث أبو دياب عن إجراءات الاحتلال خلال الأيام الثلاثة لفتح المسجد الأقصى قبيل إعادة إغلاقه صباح اليوم، قائلًا: إن “شرطة الاحتلال سمحت في الأيام الثلاثة لفتحه، بدخول أول 400 أو 500 شخص يأتون للصلاة في الأقصى، ومن ثم أغلق أبوابه كاملًا، دون أن يسمح للشباب بالدخول”.
ويشير إلى أن الاحتلال خفّض خلالها، عدد الوافدين للأقصى من النساء والرجال بأگثر من 95%، في المقابل فرّض إجراءات مشددة بالبلدة القديمة، وسمّح فقط لسكانها بدخولها، بهدف خنق الاقتصاد المقدسي، وصولًا لإغلاق المحال التجارية، أو نقلها خارج البلدة.
*مكانة الأقصى
ويسعى الاحتلال_ يؤكد أبو دياب_ إلى تحديد أعداد الوافدين للأقصى، وحتى البلدة القديمة على مدار الساعة، بهدف الانتقال من التقسيم الزماني إلى التقسيم الدائم في المسجد المبارك.
ويؤكد أن الاحتلال ينتقل خطوة خطوة في فرض وقائع تهويدية على الأقصى، وتمرير مخططاته، بدءًا من زيادة أعداد المستوطنين المقتحمين، وصولًا لأداء صلوات وطقوس تلمودية جماعية فيه، واستباحته كما يشاؤون، وإغلاقه أمام المسلمين.
ويقول: “إن بقيت الأمور على ما هي عليه الآن، فإن العد التنازلي قد يحين للانقضاض على الأقصى، نتيجة الظروف الراهنة، وفي ظل انشغال العالم والمجتمع الدولي في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإيران”.
ويضيف “مكانة الأقصى تراجعت في خضم الأحداث اليومية، وقد ينفرد الاحتلال فيه مستغلًا هذه الظروف، وقد لا نجد من يقف في وجه هذا المحتل”.
ويبين أن الاحتلال يعمل على كي الوعي الفلسطيني، ويستغل الإحباط الموجود لدى المقدسيين، بعدم وقوف الأمة والعالم مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان إسرائيلي.
ويؤكد أبو دياب أن الاحتلال فعّل ما يسمى “القبضة الفولاذية” في مدينة القدس، بعد السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، ما أدى لتراخي الوقوف مع القضية الفلسطينية بشكل عام، والمسجد الأقصى بشكل خاص.
ويتابع أن “هذه الإجراءات القمعية أدت لتحييد المقدسيين، وتقاعسهم بشكل كبير في الوقوف مع ما يدور بالأقصى، وهذا ما يستغله الاحتلال”.

التعليقات مغلقة.