موقع صنعاء سيتي – متابعات – 25 ذو الحجة 1446هـ
قال الكاتب والاعلامي الفلسطيني والخبير بشؤون الشرق الاوسط “عبد الباري عطوان”، هناك ستة مؤشرات رئيسية يمكن بالنظر إليها بتعمق للتأكد بأن إيران لها اليد العليا حتى الآن في ميادين القتال سياسيا ومعنويا بعد مرور سبعة أيام على الحرب.
وقال عطوان هناك ستة مؤشرات رئيسية يمكن بالنّظر إليها بتعمّق للتأكّد بأنّ إيران لها اليد العُليا حتّى الآن في ميادين القتال سياسيا ومعنويا بعد مرور سبعة أيام على الحرب، يُمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولا: تواصل، بل وتكثيف الاتّصالات الأمريكيّة بين مستشار الرئيس ترامب “ستيف ويتكوف” في شؤون الشرق الأوسط، ووزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي”، وكذلك حِرص وزراء خارجيّة الاتّحاد الأوروبي على اللقاء مع الوزير عراقجي في جنيف، والهدف التوصّل إلى اتّفاق سريع لوقف إطلاق النّار.
ثانيا: عقد الرئيس ترامب ثلاثة اجتماعات لمجلس الأمن القومي الأمريكي في غرفة العمليّات في البيت الأبيض لبحث تدخل أمريكا في الحرب إلى جانب الاحتلال الصهيوني دون التوصل إلى قرارٍ حاسم، ممّا يعني وجود خلافات كبيرة حول هذه المسألة الخطيرة، ولعل إعلان الرئيس الأمريكي أنه سيبث في مسألة التدخّل في الحرب الإسرائيلية- الإيرانية في غضون أسبوعين في هروب واضح من الالتزام بالتدخل، وهو الذي قطع مُشاركته في قمّة الدول السبع الكبرى في كندا وعاد إلى واشنطن وقد قرر فعلا التدخل إنقاذا لصديقه نتنياهو.
ثالثا: الدعوة لانعقاد مجلس الأمن الدولي، وبطلب أمريكي أوروبي لبحث الحرب، والتوصل إلى وقف اطلاق النار ولا نستبعد أن تكون الولايات المتحدة هي المحفز الرئيسي لهذا الاجتماع للتستر خلف قرار دولي بوقف الحرب لفرضه على دولة الاحتلال، وإنقاذ ماء وجهها.
رابعا: توجيه الكونغرس اليهودي العالمي نداء استغاثة إلى أمريكا وأوروبا للتدخل الفوري في الحرب ضد إيران، والوقوف عسكريا في الخندق الإسرائيلي، فمثل هذا النّداء الاستجدائي ما كان أن يصدر لو كانت دولة الاحتلال الصهيوني منتصرة في هذه الحرب، وإيران مهزومة.
خامسًا: حُدوث تغيير جذري في موقف روسيا، وتحذيرات الرئيس فلاديمير بوتين القويّة الواضحة للرئيس ترامب من التدخل في الحرب، والتلويح بأنّ روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي في حال حُدوث هذا التدخّل.
سادسا: الصين أدانت العدوان الصهيوني على ايران، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، ولكن موقفها الحقيقي يتجسّد من خلال دفع باكستان حليفتها الاستراتيجيّة، بإعلان وقوفها في الخندق الإيراني، وإرسالها صواريخ لطهران، وحثها جميع الدول الإسلاميّة لقطع علاقاتها الدبلوماسية وإغلاق سفاراتها فورا لدى دولة الاحتلال.
وأضاف: إدارة الدولة الإيرانيّة العميقة والظاهريّة للحرب التي تجسدت في الرد التصاعدي بالصواريخ وعلى مراحل، وردها السريع جدا بقصف تل أبيب، وحيفا وبئر السبع بصواريخ متعددة الرّؤوس والأحجام كانت على درجةٍ عالية من الحكمة والدّراية العسكريّة، ممّا أدّى إلى إفشال جميع الخطط وقلب موازين القِوى ومُعادلتها في صالحها.
وتابع قائلا: فعندما ترد ايران على جميع طلبات وقف إطلاق النار الصّادرة عن الدول الغربية بزعامة أمريكا بأنّها مستمرّة في إطلاق الصواريخ لضرب العمق الصهيوني، ولن تغير هذا الموقف إلا إذا أوقفت دولة الاحتلال عدوانها، فهذا يؤكد أنها في موقع قوة، وتجلس أمام مقعد قيادة هذه الحرب، وعلى ثقة مطلقة بقرب النصر الكبير.
وصرح أن نتنياهو فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي من أهدافه التي كان يتطلع لإنجازها من وراء هذا العدوان الذي خطط له طوال العشرين عاما الماضية، فلم تنجح غارات جيشه في تدمير أي من المنشآت النووية الإيرانية، أو تغيير النظام، أو اغتيال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد “علي الخامنئي”، وما حدث هو العكس تماما، بالنظر إلى بعض صور الدمار الشامل الذي حل بتل أبيب وحيفا من جراء قصف الصواريخ الإيرانية سواء الباليستية، أو الفرط صوتية، أو المجهزة بالرؤوس التدميرية الانشِطارية.
وقال عطوان: إن إيران خرجت منتصرة من الجولتين الأولى والثانية من هذه الحرب، وستحقق انتصارات أكبر في الجولات القادمة، إلا إذا اعترفت “إسرائيل” بالهزيمة، وأوقفت هذه الحرب فورا قبل تحولها إلى حرب استنزاف ودمار شامل.إنه صمود وانتصار ليس لإيران فقط، وإنّما للأمة الإسلامية، والعالم الحُر، وتتويجا للزعامة الإيرانية وكسر شوكة الغطرستين الأمريكيّة والإسرائيلية، وإعادة تشكيل مِنطقة الشرق الأوسط، وربما العالم بأسْره، وِفقًا للإرادة الإسلاميّة، وليس النتنياهويّة الصّهيونيّة.. والأيام بيننا.
التعليقات مغلقة.