“2039” عام استثنائي.. موسما حجّ وثلاثة أعياد في تقويم واحد
موقع صنعاء سيتي – متابعات – 22 ذو الحجة 1446هـ
في ظاهرة فلكية نادرة يستعد المسلمون حول العالم لاستقبال عام 2039 الذي سيحمل طابعاً استثنائياً على الصعيدين الديني والفلكي، إذ سيشهد العام 2039 تداخلاً غير مألوف بين التقويمين الهجري والميلادي، يؤدي إلى وقوع ثلاث مناسبات إسلامية كبرى، من بينها عيدان للأضحى وموسمان للحج، ضمن السنة الميلادية نفسها.
*2039.. تقاطع زمني نادر
في العادة يتضمن كل عام ميلادي موسماً واحداً للحج وعيدين رئيسين، هما عيد الفطر وعيد الأضحى، غير أنّ عام 2039 سيكسر هذا النمط المستقر، بسبب الفارق بين السنة القمرية التي يعتمدها التقويم الهجري، والسنة الشمسية المعتمدة في التقويم الميلادي، إذ تتحرك الأولى بوتيرة أسرع وتقل عنها بنحو 11 يوماً، مما يؤدي إلى تداخل زمني متكرر بعد عقود عدة.
ويؤكّد المتخصص في الفيزياء الفلكية الدكتور ملهم هندي، في تصريح لصحيفة “اندبندنت” عربية أنّ “هذا التداخل يحدث عندما تتقاطع بداية شهر هجري مع الأيام الأولى من السنة الميلادية، ثم يعود الشهر القمري ذاته للدخول مرة أخرى في نهايات العام نفسه، مما يؤدي إلى تكرار مناسبات معينة، وهو ما سيشهده عام 2039 على نحو استثنائي”.
*الحج مرتان والعيد ثلاث مرات
بحسب التقديرات الفلكية، سيحل أول عيد للأضحى يوم السبت، في السادس من كانون الثاني/يناير 2039، الموافق الـ10 من ذي الحجة 1460هـ، بينما سيأتي العيد الثاني يوم الإثنين الـ26 من كانون الأول/ديسمبر 2039، الموافق الـ10 من ذي الحجة 1461هـ، وبينهما يحل عيد الفطر في الـ19 من تشرين الأول/أكتوبر 2039، الموافق الأول من شوال 1461هـ.
بدوره يوضح أستاذ المناخ في جامعة القصيم سابقاً الدكتور عبدالله المسند، في منشور عبر منصة “إكس”، أنّ “هذه الظاهرة تمثل حدثاً فلكياً فريداً لا يتكرر إلا نادراً”، مؤكّداً أنّ “عام 2039 سيشهد وقوفين بعرفات في بداية العام ونهايته، في مشهد يتكرر بعد عقود عدة، لكنه يبقى محملاً بالدلالات الروحية والتنظيمية الخاصة”.
*الدورة الفلكية والتنظيم اللوجستي
تكرار الحج في عام ميلادي واحد والذي سيحدث في 2039 لا يحمل فقط دلالة فلكية، بل يطرح تساؤلات عملية تتعلق بكيفية الاستعداد لإدارة موسمين للحج خلال 12 شهراً، وهي سابقة محدودة الحدوث في التاريخ الإسلامي المعاصر.
وفي هذا الإطار، يقول الباحث في الشؤون الدينية عبد العزيز العقيلي إنّ “تكرار موسم الحج في عام واحد يستدعي مراجعة دقيقة من الجهات التنظيمية، خصوصاً في ظل التعقيدات المرتبطة بتوزيع الحصص وإدارة الحشود، وضمان استدامة الخدمات والبنية التحتية خلال عام مزدوج العبء”.
ويرى مراقبون أنّ وزارة الحج والعمرة السعودية ستكون أمام تحدٍّ نادر يتمثل في توزيع الجهود اللوجستية والموارد البشرية بصورة متوازنة بين موسمين متقاربين زمنياً، مع احتمال تداخل التحضيرات الإدارية والفنية لكل موسم.
*ظاهرة تكررت سابقاً وحدث نادر
بحسب أرشيف الدراسات الفلكية، فقد شهد العالم الإسلامي ظواهر مشابهة، كان أبرزها عام 2006 حين تكرر عيد الأضحى مرتين: الأولى في الـ10 من كانون الثاني/يناير، والثانية في الـ31 من كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، لكن اجتماع عيدين للأضحى وعيد فطر في عام واحد يبقى حدثاً نادراً يلفت الانتباه.
التعليقات مغلقة.