“أطباء بلا حدود” تدعو الاتحاد الأوروبي للتوقف عن التصريحات “الفارغة” حول غزة

موقع صنعاء سيتي – متابعات – 21 ذو الحجة 1446هـ

دعت منظمة “أطباء بلا حدود” الاتحاد الأوروبي، إلى التوقف عن إطلاق ما وصفته بـ”التصريحات الفارغة” بشأن الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، مطالبة التكتل الأوروبي بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال، واتخاذ خطوات ملموسة للضغط على “إسرائيل” لوقف ما ترتكبه من جرائم حرب بحق الفلسطينيين.

وجاءت هذه الدعوة، أمس الاثنين، في رسالة مفتوحة وجهتها المنظمة إلى قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ورؤساء مؤسساته، قبيل اجتماع وزراء خارجية دول التكتل المرتقب عقده في 23 حزيران/يونيو الجاري في بروكسل، والذي يتوقع أن يتناول الوضع في غزة.

وأكدت الرسالة أن الحصار المفروض على غزة “ليس إجراءً أمنياً مشروعاً، بل جريمة حرب”، مطالبة بإلحاح بإفساح المجال لإدخال المساعدات الإنسانية الحيوية، وتكثيف عمليات الإجلاء الطبي، لا سيما أن نحو 13 ألف شخص – من بينهم أكثر من 4500 – بحاجة ماسة إلى الخروج من القطاع لتلقي العلاج.

وقالت المنظمة في رسالتها: “الاتحاد الأوروبي وعدد من قادته وجّهوا مؤخراً توبيخاً لإسرائيل، لكن هذه التصريحات تظل فارغة، ما لم تترافق مع تدابير ملموسة لوقف المجزرة الجارية”.

ونددت “أطباء بلا حدود” بما وصفته بتواطؤ بعض الدول – دون تسميتها – التي تواصل “بخبث” تزويد إسرائيل بأسلحة تقتل وتحرق وتترك إعاقات دائمة لدى المدنيين، الذين يصلون إلى مستشفيات المنظمة، مضيفة: “يجب أن يتوقف ذلك فوراً”.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد يوم أمس في بروكسل قرب مقرات الاتحاد الأوروبي، أدلى عدد من مسؤولي “أطباء بلا حدود” بشهادات حول الظروف القاسية التي تواجهها الطواقم الطبية في غزة، في ظل القصف المستمر والإنذارات المتكررة بالإخلاء.

وقالت الطبيبة فيرجينيا مونيتي، التي عادت مؤخراً من غزة: “ما من أسرّة كافية، ولا معدات، ولا قدرة على تلبية الحاجات الصحية المتزايدة. لا يمكن أن يستمر الوضع على هذا النحو، لا إنسانية فيه”. وضربت مثالاً بمستشفى ناصر في خانيونس، أحد آخر المراكز الطبية العاملة جزئياً في جنوب القطاع، مشيرة إلى أن قدرته التشغيلية تتدهور بسرعة.

وأضافت المنظمة أن الفلسطينيين يتعرضون منذ أسبوعين لإطلاق نار مباشر عند نقاط توزيع المساعدات الغذائية “المعسكرة”، وقد قُتل عدد منهم متأثراً بإصابته.

وتُعد هذه التطورات محوراً أساسياً في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين المقبل، الذي سيناقش أيضاً مدى التزام “إسرائيل” بالبند الثاني من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والذي ينص على ضرورة “احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”.

وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 184 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

التعليقات مغلقة.