“ذا ناشونال إنترست”: لا تنجرّوا إلى حرب مع إيران

موقع صنعاء سيتي – صحافة

 

مجلة “ذا ناشونال إنترست” الأميركية نشرت مقالاً ينتقد فيه الكاتب الدعم الأميركي غير المشروط لـ “إسرائيل” في حربها ضدّ إيران وغزة، مع التركيز على عواقب هذا الدعم ومدى مسؤولية الولايات المتحدة في التصعيد الحالي في الشرق الأوسط.

ويدعو الكاتب، وهو كاتب وباحث أميركي، الإدارة الأميركية، إلى عدم الانجرار إلى حرب مع إيران، والوقوف في وجه حكومة نتنياهو بدلاً من تركه يُقرّر التدخّل العسكري الأميركي في المنطقة.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

ألحق الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران أضراراً جسيمة، إلّا أنّ “إسرائيل” لم تدمّر العناصر الرئيسية لبرنامج طهران النووي، بما في ذلك منشآت تحت الأرض مثل منشأة فوردو.

ولكي تتمكّن من تعطيل برنامج إيران، ستحتاج “إسرائيل” إلى قنابل خارقة للتحصينات من الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، ولتنفيذ حملة قصف متواصلة، قد تحتاج “إسرائيل” إلى مساعدة أميركية في التزوّد بالوقود والخدمات اللوجستية. وبما أنّ جميع طائرات “إسرائيل” المقاتلة أنظمة أميركية الصنع، فقد يحتاج سلاح الجو الإسرائيلي أيضاً إلى مساعدة أميركية في قطع الغيار والصيانة.

تشنّ “إسرائيل” حالياً حملة قصف وتخريب في إيران على أمل تدمير قدراتها العسكرية. وقد أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنّ هجماتهم قد تؤدّي إلى تغيير النظام في إيران، على الرغم من الأثر المدمّر والمزعزع للاستقرار لمثل هذه الجهود السابقة في المنطقة. وبالنظر إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول استمرار صراع طويل الأمد، لا يمكن استبعاد احتمال نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقاً.

تتحمّل الولايات المتحدة مسؤولية كبيرة عن الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط. فهي ليست فقط المورد الرئيسي لـ “إسرائيل” بالقنابل والصواريخ والطائرات العسكرية، بل تُزوّدها بهذه المعدّات بتكلفة زهيدة أو معدومة، وتدفع ثمنها من أموال دافعي الضرائب الأميركيين. كما تدخّلت واشنطن في شؤون “إسرائيل” في الأمم المتحدة، وسمحت باستخدام الأسلحة التي زوّدتها بها في مجازر جماعية، من دون أيّ عواقب تُذكر على القدس.

لعلّ أخطر اتجاه في العلاقات الأميركية الإسرائيلية حالياً هو تعهّد واشنطن مراراً وتكراراً بدعم “إسرائيل” كلما وسّعت أهدافها العسكرية، حتى عندما نصح المسؤولون الأميركيون “إسرائيل” بعدم توسيع نطاق الحرب.

لقد مكّنت كلٌ من إدارتي بايدن وترامب “إسرائيل” من التصعيد بشكل أساسي من خلال السماح لحكومة بنيامين نتنياهو بفعل ما تشاء في غزة، من دون أيّ مساءلة أو ردّ ذي معنى يتجاوز الخطابة.

لطالما تجاهلت “إسرائيل” نداءاتها بضرورة عدم إيذاء المدنيين، حيث لقي عشرات الآلاف حتفهم من جرّاء الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية في غزة، بما في ذلك الهجمات على المستشفيات وعمال الإغاثة والنازحين الساعين للحصول على المساعدات الغذائية.

والأمر الأكثر مأساوية هو أنّ ورقة بحثية صادرة عن مشروع تكاليف الحرب في جامعة “براون” تُقدّر أنه بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الوفيات المباشرة الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية على غزة، فقد مات مئات الأشخاص جوعاً. لهذا السبب، أعلنت منظّمات حقوق الإنسان المستقلة والخبراء الأكاديميون ومسؤولو الأمم المتحدة أنّ أفعال “إسرائيل” في غزة تُشكّل إبادة جماعية.

لقد حان الوقت منذ زمن طويل لواشنطن لوضع مسار جديد في الشرق الأوسط. ما كان ينبغي على الرئيس بايدن فعله، وما زال بإمكان الرئيس ترامب فعله، هو إبلاغ نتنياهو بأنّ الولايات المتحدة لن تُقدّم لـ “إسرائيل” سنتاً واحداً من المساعدة أو أي أسلحة أو قطع غيار أخرى حتى تتوقّف الحكومة الإسرائيلية عن توسيع نطاق عملياتها العسكرية الخطيرة في المنطقة. لكن من غير المرجّح أن يتخذ الرئيس ترامب أيّ إجراء في غياب ضغط شعبي كبير ومتزايد.

يجب أن تتوقّف التصريحات الرسمية لواشنطن حول دعم “إسرائيل”، خاصة مع تصاعد حكومة نتنياهو إلى مستويات جديدة من التهوّر. لقد حان الوقت لصياغة سياسة تقلّل من احتمالية نشوب حرب في الشرق الأوسط بدلاً من تأجيج الصراع.

يعني ذلك الوقوف في وجه حكومة نتنياهو بدلاً من تركه يُقرّر التدخّل العسكري الأميركي في المنطقة.

*نقلته إلى العربية: بتول دياب.
*الميادين نت

التعليقات مغلقة.