صحيفة أمريكية: هكذا يبقي”شبح القسام” عز الدين الحداد “حماس” قوة مهيمنة في غزة رغم كل التحديات المصيرية

موقع صنعاء سيتي – صحافة

 

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير أعدته سمر سعيد ودوف ليبر وأنات بيلد أن “شبح القسام”، عز الدين الحداد، الذي أصبح ثالث قائد لحماس في غزة خلال سبعة أشهر، تولى قيادة الحركة وسط تحديات كبيرة تتعلق بتراجع قدرات الحركة العسكرية وقلة التمويل والسلاح. إلا أن الحركة ورغم خسائرها لا تزال قوة ومهيمنة في غزة، حيث غيرت قادتها وأظهرت مرونة، في ظل استعداد الحداد لمناقشة بعض المطالب.

وبعد أكثر من 600 يوم على الحرب التي أدارها الأخوان يحيى ومحمد السنوار، بات الحداد زعيما جديدا للحركة. وهو مقاتل مخصرم ساهم في التخطيط لهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر وأشرف على تجنيد المقاتلين والتعامل مع الأسرى، حيث احتفظ بصور عدد منهم على هاتفه، حسبما تزعم مصادر عربية وإسرائيلية.  ويأتي تولي الحداد لقيادة حماس في ظل عمليات الجيش الإسرائيلي وتوسيع سيطرته على معظم القطاع.

وتقول الصحيفة إن الحداد لم يجد منافسة على المنصب، فلم يتبق على قيد الحياة من قادة المجلس العسكري للحركة سوى عدد قليل بعد أن قتلت إسرائيل سلفه محمد السنوار في غارة على المستشفى الأوروبي، وألافا من المقاتلين ودمرت قدرات الحركة العسكرية. وتؤكد أنه “مع ذلك، تظهر حماس قدرة على استبدال القادة الجدد بسرعة بعد مقتلهم متانتها والتحديات التي تواجهها في ظل هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعلن القضاء عليها”.

وبحسب التقرير ففي الوقت الذي تراجعت سلطتها بمناطق مثل رفح، على طول الحدود مع مصر، وتعرضت لاختبارات الاحتجاجات، لا تزال حماس القوة المسلحة المهيمنة في قطاع غزة، حيث أعدمت مؤخرا عددا من الأشخاص الذين اتهمتهم بسرقة مساعدات أو الانتماء إلى ميليشيا صغيرة مدعومة من إسرائيل في غزة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق لقسم الشؤون الفلسطينية في الإستخبارات العسكرية، مايكل ميليشتين قوله: “أصبحوا أضعف مما كانوا عليه قبل 20 شهرا، ولكن علينا تحري الدقة فلا يزالون يسيطرون على الفضاء العام ولا يزالون اللاعب الرئيسي في غزة”.

ويشير التقرير إلى أن الحداد يبلغ من العمر 55 عاما وعرف بـ “شبح القسام” نظرا لابتعاده عن الأضواء وقد نجا من عدة محاولات اغتيال، مع أن ولديه قتلا هذا العام في الحرب. وبعد إعلان إسرائيل عن مقتل السنوار في نهاية أيار/مايو، قال وزير الدفاع إسرائيل كاتس أن الدور سيأتي على الحداد وخليل الحية، القيادي في حماس خارج غزة. وبحسب مسؤولين عرب وإسرائيليين فقد صعد الحداد في صفوف حماس من خلال قيادته لمجموعة كبيرة من المقاتلين وعمل في تنظيم مجد، الذي قاده يحيى السنوار لملاحقة العملاء. وقبل يوم من هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر عقد اجتماعا سريا مع قادة حماس وسلمهم وثيقة تحتوي على أوامر باختطاف أعداد كبيرة من الجنود.
وبعد مقتل يحيى السنوار العام الماضي، تولى قيادة قوات حماس في شمال غزة، فيما قاد محمد السنوار القوات في الجنوب. وقال أسير سابق إنه التقى الحداد خمس مرات، الأولى في آذار/مارس 2024 حيث جلس إلى جانب أسيرين وسألهما بالعبرية: “كيف حالكما” وأخبرهما أنه المسؤول عن الأسرى في غزة وسألهما إن أرادا أي شيء. وعندما التقيا مرة أخرى في كانون الثاني/يناير كان ملثما وحديثه سلبيا واشتكى من جرائم إسرائيل ضد السجناء الفلسطينيين. وعندما غادر علم الأسير الإسرائيلي أن ولدي الحداد قتلا في غارة إسرائيلية. وتزعم إسرائيل أنها كبدت حماس خسائر كبيرة وقتلت 20,000 مقاتلا من قوتها القتالية البالغة 35,000 مقاتلا بدون تقديم تفاصيل عن الطريقة التي توصلت فيها إلى هذا الرقم.

ووفق التقرير استطاع الحداد جذب المزيد من المقاتلين الذين تلقوا تدريبات الحد الأدنى. ويقدر مسؤولون أمنيون أن قوة حماس القتالية يمكن أن تصل إلى 25,000 مقاتلا إلى جانب ألاف المقاتلين في منظمات أخرى بغزة.  وقال مسؤولون إسرائيليون وعرب إن هؤلاء المقاتلين يعانون من نقص في المعدات والأسلحة والمال.

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حماس كانت تمتلك أكثر من 20,000  صاروخا وقذيفة هاون قبل الحرب، لم يتبق منها سوى 15% .

وقال مسؤولون استخباراتيون عرب هذا الربيع إن الحركة تعاني من نقص حاد في السيولة النقدية لدرجة أنها لا تستطيع دفع رواتب معظم مقاتليها. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر على 50% من أراضي غزة ويتقدم حيث يهدف لدفع السكان إلى مناطق صغيرة مفصولة عن حماس. ويهدف الجيش بتوسيع سيطرته إلى 75% بنهاية تموز/ يوليو المقبل.  ولا يزال حداد يتمتع بالقدرة على القتال، ويقر الجيش الإسرائيلي بأن 75% من أنفاق حماس تحت الأرض سليمة، وأن الحركة تقوم  بإعادة تدوير الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة إلى قنابل تستخدم في الكمائن.

ففي بداية حزيران/ يونيو، قتل ثلاثة جنود إسرائيليين بانفجار قنبلة على جانب الطريق أثناء مرور سيارتهم من طراز همفي في منطقة يعتقد أنها تحت سيطرتهم الكاملة. وبعد أيام، قتل أربعة جنود آخرين في مدينة خان يونس بوسط غزة، عندما انفجرت عبوة ناسفة أثناء دخولهم مبنى. وقالت ميري إيسين، نائبة رئيس فوج الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابقة: “إنهم لا يحتاجون إلى عشرات الآلاف من الأسلحة. إنهم بحاجة فقط إلى قتل جندي واحد يوميا”.

وحسب التقرير لم يتضح بعد إلى أي مسار سيقود الحداد المجموعة، لكنه أظهر علامات براغماتية أكثر من الأخوين السنوار، وفقا لمسؤولين استخباراتيين عرب ومسؤولين في حماس. لكن الحداد يشترك مع أسلافه من القادة أنه يجب عدم الإفراج عن الأسرى بدون انسحاب إسرائيلي ونهاية للحرب.

التعليقات مغلقة.