مَن سحكم غزة لن يُقرر إلا بعد هزيمة حماس
موقع صنعاء سيتي – صحافة
نقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي في نيويورك قوله إن غزة لن تحكمها لا إسرائيل ولا حماس، وأن القتال سيتواصل طالما لم يتم القضاء على الحركة الفلسطينية.
وفي التقرير الذي أعده توم أوكونور، أكد المسؤول الإسرائيلي بالتزام بلاده بعدم سيطرة حماس على قطاع غزة بعد انتهاء حربها الدائرة، لكنها لم تضع بعد إطارا يحدد من سيحكم الأراضي الفلسطينية في سيناريو ما بعد الصراع.
وقال تساخ ساعر، نائب القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك، لمجلة نيوزويك: “ليس من اختصاصنا تحديد مَن سيبقى هناك في اليوم التالي. نحن نضمن ألا تكون حماس هي من سيحكم. وعندما تهزم حماس، سيتعين علينا العمل مع حلفائنا، ومع دول المنطقة والدول المحيطة، والدول المجاورة لإيجاد حل لليوم التالي”.
وأضاف: “لكن طالما أن حماس موجودة، وهي للأسف لا تزال حية، فمن الصعب بالطبع العمل على حل اليوم التالي. لكننا الآن نركز على مهمة القضاء على حماس، فهي المنظمة التي تسيطر على قطاع غزة عسكريا وإداريا”.
وأكد ساعر أيضا موقفه القائل: “لن تكون حماس، ولن تكون إسرائيل” هي مَن تسيطر على غزة بعد انتهاء الصراع.
وجاءت هذه التصريحات وسط جديد واضح في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار، والتي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر في الدوحة.
وأشارت المجلة لمقترح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي ينص على وقت مؤقت للقتال. وقد حصلت “نيوزويك” على مسودة منه. وينص المقترح على قف إطلاق نار لمدة 60 يوما من كلا الجانبين، وإطلاق حماس سراح 10 إسرائيليين أحياء، وجثث 18 أسيرا على مرحلتين مقسمتين بالتساوي بين اليوم الأول والسابع من فترة وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى إطلاق إسرائيل سراح 1236 أسيرا فلسطينيا، و180 جثة لأسرى من غزة.
وينص الاتفاق أيضا على الانعقاد الفوري لمفاوضات المتابعة من أجل ضمان وقف إطلاق نار دائم، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين أحياء وأمواتا.
وفي بيان نقلته “نيوزويك” يوم الجمعة، انتقد باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس والمتحدث باسمها، الموقف الإسرائيلي من الاتفاق، مجادلا بأن إسرائيل “تسعى أساسا إلى ترسيخ الاحتلال وإدامة سياسات القتل والتجويع، حتى خلال ما يُفترض أن يكون فترة تهدئة مؤقتة”.
ومع ذلك، قال نعيم إن الحركة “تجري حاليا مراجعة شاملة ومسؤولة للمقترح الجديد”.
وفي بيان لاحق صدر يوم السبت، بعد أن وصف ويتكوف موقف حماس بأنه “غير مقبول بتاتا”، أوضح نعيم أن حماس “لم ترفض” مقترحه، بل رفض “الرد الإسرائيلي الذي خالف جميع البنود التي اتفقنا عليها”.
و”مع ذلك، فقد استجبنا الآن بإيجابية ومسؤولية، بما يلبي الحد الأدنى من مطالب وتطلعات شعبنا (أولا: ضمان احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وتدفق المساعدات الكافية إلى غزة، وثانيا: ضمانات لإجراء مفاوضات تُفضي إلى إنهاء الحرب على غزة)”.
وأضاف نعيم: “لماذا يعتبر الرد الإسرائيلي في كل مرة الرد الوحيد للتفاوض؟ هذا ينتهك نزاهة وحيادية الوساطة، ويشكل انحيازا تاما للطرف الآخر”.
ومع ذلك، وصف ساعر موقف حماس بأنه “رفض واضح”، قائلا إن “التغييرات التي طالبوا بها جوهرية”.
وقال ساعر: “أعتقد أن رد المبعوث ويتكوف على ذلك غني عن البيان، وهو يعمل بجد واجتهاد للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد واتفاق بشأن الأسرى. لذا، أستطيع أن أفهم خيبة أمله وخيبة أملنا من حماس”.
وأشارت المجلة إلى أن إسرائيل خاضت عدة حروب في غزة على مدى العقدين الماضيين، لكن الحرب الحالية التي اشتعلت بعد هجوم مفاجئ لحماس في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تمثل أطول صراع وأكثرها دموية. وبينما انتهت جميع الصراعات السابقة بوقف إطلاق النار الذي ترك حماس مسيطرة على غزة، فقد أكد نتنياهو منذ بداية الحرب الحالية أن العمليات لن تنتهي حتى يلحق بحماس هزيمة دائمة.
من جانبه، رفض ساعر الانتقادات الموجهة ضد إسرائيل ومنعها دخول المساعدات الإنسانية، وألقى باللوم على حماس، مجادلا بأن محاولات إلقاء اللوم على إسرائيل، بما في ذلك من جانب حكومات أوروبية، كانت “نتيجة عملية تحريض وتلقين استمرت لسنوات، مر بها الناس”، وتزايدت مع تقدم إسرائيل نحو أهدافها في هزيمة حماس.
وبينما أكد أن إسرائيل قد تقدمت نحو هدفها المتمثل في هزيمة حماس، أقر بأنها لا تزال قادرة على مواصلة القتال.
وقال ساعر: “لا يزال هناك بعض القادة العسكريين المحليين الكبار لهذه المنظمات. لديهم أيضا قيادات خارج غزة، وهناك بعض الشخصيات البارزة التي تقود المقاتلين، وتنظم أنشطة حماس في غزة. إنهم يعملون بشكل متزايد كمنظمة حرب عصابات، وهذا ما نريده لتفكيك قدراتهم”.
*“القدس العربي”
التعليقات مغلقة.