“قالوا لنا إذا عدتم سنقتلكم”.. مليحات بعد مهاجمة المستوطنين لقرية مغاير الدير: آثار عصيهم على كل جزء.. حتى رأسي
موقع صنعاء سيتي – مقالات – هاجر شيزاف
البيت الذي اضطرت عائلة مليحات إلى الانتقال إليه على مدخل قرية الطيبة، ما زال قيد البناء. ليلاً، يضع أبناء العائلة السبعة فرشاتهم على الأرض وينامون عليها، معظم الأثاث الموجود هنا ليس لهم.
هم اضطروا إلى الانتقال بعد أن أقام المستوطنون بؤرة استيطانية على أراضي قرية مغاير الدير التي كانوا يعيشون فيها، وبدأوا ينكلون بهم.
السبت الماضي، عندما كان السكان منشغلين بحزم أغراضهم بعد أن قرروا المغادرة عقب أعمال التنكيل، هاجمهم المستوطنون.
“أعتقد أنهم فعلوا ذلك كي لا نفكر في العودة إلى القرية”، قال عمر مليحات (14 سنة)، الذي أصيب في رأسه في الحادث. “عندما يريد المستوطنون فعل أي شيء، فهم لا يخافون لا من الجيش ولا من الشرطة ولا من النشطاء الإسرائيليين أو الفلسطينيين.
لا قانون عندهم”. حسب باحث في “بتسيلم”، تم نقل الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات والعيادات بعد الاعتداء. إضافة إليهم، أصيب في تلك الحادثة مستوطن وناشط يساري. لقد مر أسبوع على هذا الاعتداء، وحتى الآن لم يعتقل أي مشبوه.
اعتداء السبت سبقه أسبوع من مضايقة المستوطنين وتهديدهم، الذين أقاموا بؤرة استيطانية قريبة من بيوت القرية. حرص المستوطنون على المرور في أراضي القرية مشياً على الأقدام وفي تراكتورات صغيرة وسيارات لفترة طويلة وتوجيه التهديدات للسكان، الذين قرروا ترك المكان بعد خمسة أيام.
حتى بالنسبة لنشاطات رجال البؤر الاستيطانية الأكثر عنفاً، كان هذا طرداً سريعاً. وقال سكان التجمع إنهم يعيشون في القرية منذ أربعين سنة، والصور الجوية تدل على توطنهم في المكان منذ الثمانينيات.
حرص المستوطنون على المرور في أراضي قرية فلسطينية مشياً على الأقدام وفي تراكتورات صغيرة وسيارات لفترة طويلة وتوجيه التهديدات للسكان، الذين قرروا ترك المكان بعد خمسة أيام.
السبت الماضي، تجول المستوطنون بين بيوت القرية في الوقت الذي كان فيه السكان يفككون بيوتهم. بعد الظهر، عندما كان أحد السكان يفكك سطح حظيرة، حاول المستوطنون منع مواصلة التفكيك.
المصور والناشط الإسرائيلي افيشاي موهر، الذي وثق الحادث، قال إنه بعد أن قام أحد المستوطنين بدفع أحد الفلسطينيين الذي كان على السطح، بدأت مواجهة بين الطرفين شملت رشق الحجارة. وأثناء ذلك، أصيب أحد المستوطنين وعدد من الفلسطينيين. المستوطن الذي أصيب سقط أرضاً، ثم نقل إلى المستشفى.
في ذلك الحين، استل مستوطن مسدسه وبدأ يطلق النار على الفلسطينيين. في هذه المرحلة، بدأ سكان القرية ومعهم موهير، يهربون باتجاه الوادي.
“رموا علينا صخوراً كبيرة من الجرف الموجود في الأعلى. هذا خطير بشكل جنوني”، قال موهير مساء السبت بعد خروجه من المستشفى. في الطرف الثاني للوادي، تنتصب البؤرة الاستيطانية المعروفة بسمعتها السيئة في الضفة الغربية وهي “مزرعة المكوك” للمستوطن نيريا بن بازي.
في تشرين الأول 2023 كان أعضاء البؤرة الاستيطانية هم السبب في هرب سكان قرية السيك إلى قرية أخرى. وفي اليوم الذي غادروا فيه قريتهم، تم الاعتداء على عدد من الفلسطينيين ونشطاء اليسار الذين كانوا معهم.
الأحداث في الوادي الذي يفصل بين وادي السيك الذي تم إخلاؤه وبين قرية مغير الدير، تردد صداها في أوساط الكثيرين. وقال مليحات: “مستوطن اسمه أمير، أطلق النار بين أقدامنا. كنا محاطين من كل الجهات، رشقوا الحجارة علينا.
ثم قال لنا أمير: تعالوا، لن أؤذيكم. عندها اقتربنا منه”. وحسب قوله، وعندما وصلوا إليهم قاموا بتركيعهم وبدأوا يضربونهم. “طلبوا منا الركوع على الأرض، وبدأوا يضربوننا على رؤوسنا.
ولم يسمحوا لنا برفع رؤوسنا”، قال مليحات. “ضربوني على رأسي، سرقوا الهاتف والأموال، صفعوني ولكموني وضربوني بالعصي”. وقال اثنان آخران إن المهاجمين أخذوا هواتفهم وحطموها.
“ركلوني وضربوني في كل أنحاء جسمي. كانت ضربة، ولم أتمكن من رفع رأسي، وفقدت الوعي”، قال موهير. أحد المستوطنين قال: لا تقتلوه، أعطبوا… ثم حاولوا فتح رجلي وضربوني.
في النهاية، أطلق المهاجمون سراحي وسمحوا لي بالذهاب نحو الشارع. هناك شاهد عدداً من المستوطنين، بينهم زوهر صباح ومركز الأمن. الجنود الذين وصلوا إلى المكان قدموا له العلاج ونقلوه إلى المستشفى.
في الوقت نفسه، بقي الفلسطينيون مع المستوطنين الذين قاموا بحجزهم في الوادي. “ضربوني بالعصي، لا مكان في جسمي إلا وضربوني فيه”، قال مليحات. وقال إن الهاتف لا يلتقط في المنطقة التي احتجزوه فيها، ولا يمكن رؤيتها من الشارع. في مرحلة ما، أخذهم المستوطنون إلى قاع الوادي، حيث شاهدوا سكاناً آخرين من القرية ينزفون على الأرض.
وقال مليحات إنه فقد وعيه لبضع دقائق. “قالوا لنا إذا رجعتم سنقتلكم”، قال. وخشي ألا يخرج حياً من هناك.
في الحادث تمت سرقة كاميرا موهير وحاسوبه وبطاقة هويته. السيارة التي بقيت في القرية أثناء الحادث تم اقتحامها. قال مليحات إن المستوطنين سرقوا منه كاميرا وأموالاً. قدم موهير شكوى في الشرطة هذا الأسبوع.
وحسب قوله، لم يصور المحقق الكدمات على جسمه وجاء من شرطة إسرائيل بأن الشرطة لا تعرف أن فلسطينيين أصيبوا في الحادث، وأنه لم تكن في المكان أي أدلة على إطلاق النار. منذ الحادث، يقول سكان إنهم لم يعودوا إلى قريتهم.
التعليقات مغلقة.