توضيح بخصوص الاشكال الذي حصل أثناء افتتاح مؤتمر الحوار الوطني

بدأت الجلسات وكانت الأمور وفقاً للبرنامج المعد, القى الدكتور أحمد بن مبارك أمين عام مؤتمر الحوار الوطني كلمته وكان فيها " عبارة " ترحيب بسفراء الدول الراعية لمؤتمر الحوار الوطني, وذلك يخالف النظام الداخلي " ضوابط الحوار ", انتظرت الى أن أكمل الدكتور أحمد كلمته, ثم طلبت من رئيس المؤتمر الذي هو في نفس الوقت رئيس الجمهورية الاذن لي لأبدي نقطة نظام حول ما ورد في كلمة بن مبارك, تجاهل الرئيس طلبي, فوقفت وبدأت استعرض نقطة نظامي التي تتلخص في التالي :
اعتبار الدكتور احمد بن مبارك ان سفراء الدول الأجنبية رعاة للحوار الوطني يتناقض مع النظام الداخلي " ضوابط الحوار " المنصوص عليها في القرار الجمهوري رقم " 10" لسنة 2013م, والتي تنص على أن للسفراء الحق في الحضور كمراقبين, وطلبت من الدكتور أحمد سحب تلك الكلمة وهي تحديداً " الراعين ", فكونهم رعاة للمبادرة الخليجية لا يعطيهم الحق ان يكونوا رعاة لمؤتمر الحوار الوطني, خصوصاً وأن تلك الجملة تحديداً حصل حولها جدل كبير أثناء اجتماعات اللجنة الفنية, وفي النهاية تم الاتفاق على كلمة " مراقبين " مع ان ممثلينا سجلوا تحفظهم حتى على تلك الصيغة.
أثناء تسجيل نقطة نظامي جاء اثنين مدنيين من الحماية الخاصة برئيس الجمهورية وحاول أحدهم الامساك بي واخراجي من بين أعضاء المؤتمر, عندها قمت بدفعه بشدة وقلت له أنا عضو لجنة حوار ولست جندياً عند هادي, بعد أن دفعته دخلت بيننا الدكتورة هدى البان وزيرة حقوق الإنسان وتصاعد صياح المشاركين في الحوار وحالوا بيني وبين الحماية الرئاسية واعلنوا تضامنهم معي قائلين أن من حقي أن أوضح نقطة النظام, وأنه لا دخل للأمن في الموضوع, عندها تعالت الأصوات وسادت الفوضى وتراجع أفراد الحماية الرئاسية تحت ضغط زملائي في الحوار, واصلت بعدها كلامي قائلاً, ان هؤلاء السفراء هم مجرد مراقبين, يجب أن يعودوا الى الصفوف الخلفية, ولن نقبل أن يكونوا رعاة للحوار خصوصاً السفير الأمريكي التي تتلطخ يداه بدماء اليمنيين في أبين وغيرها من المحافظات, أثناء ذلك حضر الاستاذ عبدالقادر هلال أمين العاصمة وقام بتهدئتي الى أن وصل الدكتور أحمد بن مبارك أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الى جواري وقال لي ما هي المشكلة, فأعدت له ما قلت فقال أنه لا يتذكر أي خروج في كلمته عن ضوابط الحوار قائلاً إن أي سوء فهم سأعالجه معك بعد الجلسة, فقلت له ليست لدي مشكلة أو غرض في أفشال الافتتاح, لكن تصرف رجال الأمن اضافة الى تجاهل الرئيس لنقطة نظامي هو ما وتر الأمر, فقال ان تدخل الأمن في الموضوع خطأ وانه وجههم بأن لا يتدخلوا مجدداً مهما صدر من عضو الحوار, وطلب مني الهدوء, فقلت له لو تركوا لي المجال لدقيقة واحدة لما حصل ما حصل, المهم أنه أقنعني بلطفه وأخلاقه العالية أن أنهي احتجاجي, فوافقت, بعد ذلك بقليل رفع أحد المشاركين علم " جمهورية اليمن الديمقراطية " والمفارقة أن الحماية الرئاسية قاموا بعمل طوق حوله ومنعوا أي اعتراض على تصرفه, فقلت في نفسي " سبحان الله ما هاذا العقل الذي نزل فجأة عليهم", جلست الى أن انتهت الجلسة ومن ثم ذهبنا لتناول طعام الغداء مع بقية اعضاء المؤتمر..
وفي الساعة الرابعة عصراً وصل الدكتور أحمد بن مبارك الى المكتب السياسي لأنصار الله واستقبله الشيخ صالح هبرة رئيس المجلس السياسي للحركة, وقدم الدكتور أحمد اعتذاره عن تأخر التصريح الأمني الخاص بالشيخ صالح ومرافقيه وعن سوء التنظيم الذي أدى الى عدم حضور الشيخ صالح جلسة الافتتاح مع أنه أحد نواب رئيس مؤتمر الحوار الوطني, وساد الاجتماع جو متفائل خصوصاً وأن الدكتور أحمد بن مبارك تمكن من احتواء كل المواضيع المثارة في الاجتماع ووعد بحل اي كل الإشكالات, داعياً " أنصار الله " الى الاستمرار في أداء دورهم الوطني في الحوار, مذكراً بالدور الفعال الذي لعبه كلاً من الدكتور أحمد شرف الدين ومحمد ناصر البخيتي في اللجنة الفنية, ومن ثم وجه الشيخ صالح هبرة الشكر لبن مبارك على تعامله الرائع مع الاشكالات التي تظهر, مبدياً اسفه الى أن بعض الأطراف لا تقدر ما يقدمه أنصار الله من تنازلات من أجل مصلحة اليمن, متسائلا عن دور رئيس الجمهورية في التصرفات التي تصدر من بعض الجهات مشيراً الى الأحداث الدامية التي وقعت في ساحة التغيير في صنعاء, والتي تسببت فيها الفرقة الأولى مدرع, ووعد الدكتور بن مبارك بالتواصل مع المعنيين لحل كل الاشكالات.
المفارقة في الموضوع أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني تأخر عن الحضور ووصل بعد أن القى أحد مساعديه كلمته نيابة عنه مبدياً أسفه لتأخر الزياني, وبعد ان اكمل كلمته بقليل وصل الزياني, وسمح له بأن يلقي كلمه أخرى مجدداً في سابقة تاريخية لم تحصل من قبل.
ففي الوقت الذي منعت من توضيح نقطة نظام, وأنا أحد أعضاء مؤتمر الحوار, تم السماح للزياني الذي يحمل صفة " مراقب " باختراق كل تلك المراسيم والقي كلمة ثانية, ووجد الرئيس هادي كل الوقت ليستمع لكلمتي الزياني برحابة صدر!!!
وهنا لا انسى أن أتوجه بالشكر لكل زملائي من أعضاء مؤتمر الحوار الذين ساندوني, وأخص بالذكر الدكتورة هدى البان التي نالها بعض حماقات الحماية الرئاسية, وهي تصدهم عني بشراسة.
كما أتوجه بالشكر للدكتور أحمد بن مبارك على أخلاقه العالية ومعالجاته الحكيمة وادارته المتميزة, التي كان لها الدور الكبير في حل الكثير من المشاكل.

التعليقات مغلقة.