نشطاء ومحللون: “ويتكوف” عنوان لمجزرة أمريكية-إسرائيلية جديدة في غزة

موقع صنعاء سيتي – متابعات – 5 ذو الحجة 1446هـ

 

 

لم تكن المجاعة وحدها ما يفتك بأهالي غزة، بل فخاخ الموت التي نصبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تحت لافتة “المساعدات الإنسانية”.

 

ففي واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها القطاع منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت قوات الاحتلال، صباح اليوم الأحد، مجزرة جديدة في مدينة رفح، حصدت أرواح العشرات ممن هرعوا بحثًا عن فتات يسدّ رمقهم.

 

المجزرة التي أطلق عليها نشطاء ومحللون اسم “مجزرة ويتكوف” نسبة إلى المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أثارت موجة غضب عارمة على منصات التواصل، وسط صمت دولي وعجز عربي مستمر.

 

أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبدالله الشايجي، وصف المشهد بالمجزرة المتعمدة، قائلًا: “الاحتلال قتل 42 فلسطينيًا وجرح العشرات في مركز مساعدات، ضمن مسلسل طويل من الإبادة منذ 20 شهرًا في غزة النازفة والمجوّعة. تم نصب فخ للمواطنين الذين جاؤوا طمعًا بكيس طحين، لتُحصد أرواحهم بالرصاص والقذائف. كل ذلك يتم وسط حصار خانق وغياب شبه كامل للمنظمات الأممية التي تم استبدالها بشركة مساعدات أمريكية مشبوهة.”

 

وتساءل الشايجي عبر حسابه على منصة “إكس”: “إلى متى يستمر العمى والخرس والتواطؤ؟! غزة تُباد على مرأى ومسمع العالم.”

 

الكاتب الفلسطيني إياد القرا، من غزة، نقل شهادته الصادمة: “شاهدت المئات يسيرون ليلًا مسافات طويلة من أماكن نزوحهم إلى رفح، لعلهم يظفرون بطرد غذائي. كانوا ينتظرون كيس طحين… فحصدتهم الرصاصات. لم تكن المجاعة وحدها القاتلة، بل الرصاص الأمريكي-الإسرائيلي الذي لاحقهم إلى أبواب المساعدات.”

 

وأضاف عبر حسابه على منصة “إكس”: “تحولت منظمة الإغاثة إلى أداة قنص… والصمت الدولي ما يزال شاهدًا وشريكًا في الجريمة.”

 

أما الباحث سعيد الحاج، فاختصر المشهد بقوله: “الاحتلال، بدعم أمريكي وصمت عربي-إسلامي، يقتل ويحاصر ويجوّع، ثم يستخدم المساعدات كوسيلة ضغط وابتزاز سياسي، ثم يقتل من يحاول الحصول على المساعدات، الشحيحة أصلاً.”

 

لماذا “ويتكوف”؟

المحلل السياسي عبدالله عقرباوي كان أول من أطلق اسم “مجزرة ويتكوف” على الجريمة، مشيرًا إلى أن ويتكوف، أحد أبرز الداعمين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي لعب دورًا في تمرير خطة توزيع مساعدات أمريكية مشروطة في غزة.

 

وقال عقرباوي في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”: “هذه هي المساعدات التي أراد ويتكوف استخدامها كورقة ابتزاز سياسي للحصول على معلومات عن الأسرى الإسرائيليين. هو الإرهاب بعينه، والمجزرة اليوم هي نتاج مباشر لـ(آلية الموت) التي صممها الاحتلال بدعم من حلفائه.”

 

وأضاف: “المجزرة يجب أن تكون شرارة لغضب مصري شعبي لفتح معبر رفح، وكسر الحصار، وتحدي العجز العربي المفروض على غزة.”

 

الباحث علي أبو رزق من جهته، أعاد إلى الأذهان مجازر سابقة ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين الجوعى، قائلاً عبر حسابه على منصة “إكس”: “اليوم تكرر مشهد دوار الكويتي والنابلسي… دبابات الاحتلال قصفت الناس الجائعين فور وصولهم لموقع التوزيع. النية كانت مبيّتة؛ الاحتلال أرسل نداءات للناس ثم أطلق النار على صدورهم. إنها سادية مفرطة، وقتل من أجل القتل فقط.”

 

وختم: “حتى الموت لم يعد كافيًا لردع الجائعين. من يبحث عن طعام لطفله لا يخيفه مشهد جثة، ولا رائحة دم، في زمن ينشغل فيه العالم بنوع الأضاحي… بينما يُذبح أطفال غزة أمام أنظار الجميع.”

 

وأعلن “المكتب الإعلامي الحكومي” في قطاع غزة، بأن الاحتلال الإسرائيلي حوّل مواقع توزيع المساعدات إلى مصائد للقتل الجماعي حيث ارتقى 31 شهيداً وأكثر من 200 مصاب، فجر اليوم، وهو ما يرفع عدد الشهداء في تلك المواقع إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 جريحاً في أقل من أسبوع.

التعليقات مغلقة.