أنباء عن مقتل متظاهرين اثنين في القاهرة بعد صدور الحكم في مأساة بورسعيد

شهدت شوارع القاهرة وبورسعيد السبت مواجهات عنيفة اوقعت قتيلين على الاقل في القاهرة بين قوات الامن ومتظاهرين، بعد ان اصدرت محكمة الجنايات المصرية احكاما بالسجن وأكدت احكاما بالاعدام صدرت في كانون الثاني/ يناير الماضي في قضية "مذبحة بورسعيد" العام الماضي.
وقتُل متظاهر بعد ظهر السبت في اشتباكات مع الشرطة قرب ميدان التحرير بوسط القاهرة، بحسب ما قال لفرانس برس رئيس هيئة الاسعاف المصرية محمد سلطان.

واوضح سلطان ان متظاهرا اصيب "بازمة تنفس" جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع "وتوفي في سيارة الاسعاف اثناء نقله الى المستشفى".

وشاهد صحافي من فرانس برس جثمانا لمتظاهر اخر توفي اثر اصابته بطلقة خرطوش (من بندقية صيد) وتم نقله الى مسجد عمر مكرم المجاور حيث قال اطباء ميدانيون انه فارق الحياة. واكد رئيس هيئة الاسعاف مقتله في تصريح صحافي لاحق.

واشعل متظاهرون النيران في مطعمين يعتقدون انهما مملوكين لرجال اعمال اسلاميين في وسط القاهرة بالقرب من ميدان التحرير الا انه امكن السيطرة على الحريقين في ما بعد، بحسب شهود.

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان حركة القطارات بين القاهرة والاسكندرية وهي ثاني اكبر مدينة مصرية (شمال) توقفت مساء السبت بعد ان "اعترض عدد من المتظاهرين القطارات في محطة بنها بمحافظة القليوبية (قرابة 30 كيلومتر شمال القاهرة).

ونقلت الوكالة عن رئيس هيئة السكك الحديدية حسين زكريا ان "شباب المتظاهرين قاموا باعتراض الحركة في محطة بنها بالقليوبية على الخط الرئيس للوجه البحرى (القاهرة – الاسكندرية)" مضيفا ان "عشرات القطارات توقفت".

من جهة اخرى، اطلق مجهولون النار في الهواء في شوارع منطقة باب اللوق القريبة من ميدان التحرير بوسط القاهرة ما ادى الى حالة من الذعر دفعت اصحاب المتاجر الى اغلاقها"، بحسب الموقع الالكتروني لصحيفة الاهرام الحكومية.

وكانت قوات الامن اطلقت بعد ظهر السبت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين كان يرشقونها بالحجارة والذين القوا زجاجات مولوتوف على فندق يطل على النيل بالقرب من ميدان التحرير، بحسب صحافي من فرانس برس.

وتمت السيطرة على حريق اندلع في مبنى يطل على ميدان سيمون بوليفار القريب كذلك من ميدان التحرير ومن موقع الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.

واشعل مشجعو النادي الاهلي المعروفين بـ(الالتراس الاهلاوي) النيران في ناد للشرطة يطل على النيل وفي مقر الاتحاد المصري لكرة القدم في القاهرة احتجاجا على الاحكام التي يرون انها مخففة للغاية وخصوصا احكام البراءة الصادرة بحق سبعة من رجال الشرطة.

وتعرف هذه المحاكمة في مصر بـ(قضية مذبحة بورسعيد) في اشارة الى مأساة شهدها ستاد المدينة عقب مباراة كرة قدم بين فريقي والاهلي القاهري والمصري البورسعيدي واوقعت 74 قتيلا من بينهم 72 من الالتراس الاهلاوي في شباط/ فبراير 2012.

وجرت وقائع هذه المأساة بعد انتهاء المباراة بفوز المصري الذي قام مئات من مشجعيه باقتحام المدرجات المخصصة لمشجعي الاهلي واعتدوا عليهم.

ووجهت اتهامات للشرطة بالتورط في هذه المأساة بسبب عدم تدخلها لمنعها.

وقالت حركة 6 ابريل الشبابية الاحتجاجية ان "هذا الحكم لم يطل الفاعلين الحقيقيين للجريمة وهم قيادات الداخلية وأعضاء المجلس العسكري" السابق الذي كان يتولى السلطة في البلاد عندما وقعت المأساة.

واضاف البيان ان "المحاكمة تمت بنظرية كبش الفداء.. وعدم محاكمة المحركين والمسؤولين الفعليين عن مجزرة بورسعيد".

وكانت احكام الاعدام التي صدرت في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي اثارت موجة من العنف والغضب في بورسعيد حيث قتل قرابة 40 شخصا عقب النطق بهذا الحكم في صدامات مع الشرطة.

وتجدد التوتر، الذي تخللته احيانا مواجهات دامية، الاحد الماضي بعد الاعلان عن نقل المتهمين ال21 المحكوم عليهم بالاعدام من سجن بورسعيد الى سجن اخر بعيد عن المدينة.

ولتهدئة المدينة التي اشتعل الغضب فيها ضد الشرطة، اضطر الرئيس الاسلامي محمد مرسي للجوء الى الجيش الذي انتشر الجمعة في بورسعيد بينما انسحب رجال الأمن.

وادى هذا العنف الى مزيد من التوتر في البلاد التي ما زالت تمر بمرحلة انتقالية مضطربة بعد عامين من اسقاط حسني مبارك وتسعة اشهر من انتخاب مرسي الذي يواجه احتجاجات عنيفة من المعارضة والحركات الشبابية التي شاركت في الثورة على الرئيس السابق.

واضطر وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم إلى اقالة قائد قوات الامن المركزي (قوات مكافحة الشغب) بعد اضراب غير مسبوق في صفوف الشرطة التي يشكو الكثيرون داخلها من عدم تزويدهم بالوسائل اللازمة للدفاع عن انفسهم ويعتقدون انهم يدفعون ثمن النزاعات السياسية.

التعليقات مغلقة.