صحيفة “غلوبس” العبرية “مطار، اللد تأجيلات بالجملة وإلغاءات بلا سقف”
نشرت صحيفة غلوبس العبرية تقريرًا موسّعًا كشفت فيه أن الخطوط الجوية البريطانية قررت تمديد إلغاء رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى نهاية يوليو المقبل، وهو ما وصفته الصحيفة بخطوة دراماتيكية تزيد من الضغوط على حركة الطيران من وإلى مطار “بن غوريون” في ذروة موسم الصيف، وتضع مستقبل هذا الخط الجوي الحيوي في مهب الريح.
ووفق التقرير، فإن الخطوط البريطانية، التي كانت تبذل جهودًا كبيرة خلال العام الماضي للحفاظ على استمرارية رحلاتها رغم التوترات الأمنية، قد انضمت الآن إلى قائمة الشركات التي تخلّت كليًا عن موسم الصيف، على غرار الخطوط الجوية الكندية التي ألغت رحلاتها رغم التخطيط للعودة في يونيو، وشركة “إيزي جيت” التي أجّلت عودتها إلى مطلع يوليو على الأقل.
وأعربت الصحيفة عن مخاوف من أن تحذو شركات طيران أجنبية أخرى حذو “البريطانية”، إذ إن بعض الشركات الكبرى مثل “يونايتد إيرلاينز”، و”لوفتهانزا”، و”رايان إير” تمدّد عمليات الإلغاء أسبوعًا بعد أسبوع، ما يعكس حالة من التردد والانكفاء العام عن التحليق إلى وجهة “تل أبيب”.
وتطرّق التقرير إلى العوامل التشغيلية التي تزيد من تعقيد الرحلات الجوية إلى “إسرائيل”، لاسيما الطويلة منها، حيث يُضطر الطاقم للمبيت في الفنادق بسبب طول وقت الرحلة، وهو ما يُعد تحديًا أمنيًا مكلفًا في الظروف الراهنة. وأوضحت الصحيفة أن بعض الشركات حاولت تجاوز هذا القيد عبر حلول مؤقتة مثل تبديل الطواقم في مطارات وسيطة كـ”لارنكا” بالنسبة للخطوط البريطانية، و”ميونيخ” بالنسبة ليونايتد إيرلاينز خلال شتاء 2024، لكن تلك الإجراءات كانت باهظة الثمن ولم تستمر طويلًا.
وتوقفت الصحيفة عند “تأثير القطيع” في سوق الطيران، حيث يؤدي انسحاب شركة كبرى مثل “البريطانية” إلى خلق موجة من التقييمات لدى باقي الشركات التي تفتقر أحيانًا إلى مرونة إدارة المخاطر، مما يدفعها لتبني قرارات مشابهة حتى دون أن تعاني من نفس الظروف. واعتبرت أن أي انسحاب من قبل “لاعب كبير” يخلق مناخًا من عدم اليقين يعرقل العودة إلى النشاط الطبيعي.
وأشارت “غلوبس” إلى أن مجموعة الخطوط الجوية البريطانية الدولية (IAG)، والتي تنتمي إليها “بريتيش إيرويز”، تضم أيضًا شركة “إيبيريا” الإسبانية، والتي بدورها مددت إلغاء رحلاتها حتى بداية يونيو. وتابعت أن المجموعة تُعد من أكبر تكتلات الطيران العالمية، وتمتلك الخطوط الجوية القطرية نسبة 26% من أسهمها، وهو ما يمنحها ثقلاً سياسيًا واقتصاديًا يجعل قراراتها مؤثرة على بقية السوق.
وفي القسم التحليلي من التقرير، أشارت الصحيفة إلى أن الخطوط البريطانية كانت من أوائل الشركات التي طالبت “الحكومة” الإسرائيلية بإجراء تعديل على “قانون خدمات الطيران”، الذي يُلزم شركات الطيران بدفع تعويضات للركاب حتى في حال إلغاء الرحلات لأسباب أمنية، وهو ما اعتبرته الشركات الأجنبية إجحافًا في ظل ظروف الحرب. وأكدت الصحيفة أن “رايان إير” مثلاً، تكبّدت قرابة 4 ملايين يورو نتيجة لهذا القانون خلال الأشهر الماضية.
واضافت انه ورغم أن الشركات حصلت على معظم ما طالبت به، لم تبادر حتى الآن إلى استئناف رحلاتها، بسبب امتناع وزيرة النقل “ميري ريغيف” عن الإعلان الرسمي لـ”حالة طوارئ خاصة”، وهو ما يُعد شرطًا لتفعيل هذه التعديلات.
وأكدت الصحيفة أن تعديلات القانون، رغم عدم تفعيلها رسميًا، تخلق سابقة قانونية يمكن أن تُستخدم لاحقًا من قبل شركات الطيران كدرع ضد أي دعاوى محتملة من الركاب، ما قد يؤدي إلى تقليص قدرة المستهلك على تحصيل تعويضاته مستقبلًا
التعليقات مغلقة.