من المقرر أن تعقد الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة اليوم الأحد في مسقط. كان من المفترض أن تُجرى هذه المحادثات في الأسبوع الماضي، لكنها تأجلت إلى هذا الأسبوع لأسباب “فنية ولوجستية”. في حين قام عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، قبيل هذه المفاوضات، بزيارة إلى كل من قطر والسعودية، حيث التقى بنظرائه هناك.
وتحدثت كل من إيران والولايات المتحدة عن إحراز تقدم في الجولات السابقة من المفاوضات، إلا أن الموقف الأمريكي يبدو أنه ازداد تشدداً قبيل مفاوضات اليوم، إذ طالب المسؤولون الأمريكيون في تصريحات إعلامية بوقف كامل لعمليات التخصيب في إيران. من جانبها، لا تزال إيران تصر على حقها في التخصيب النووي.
وعقب مطالبة ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وممثل الولايات المتحدة في المفاوضات مع إيران، بوقف كامل لعمليات التخصيب في مقابلة إعلامية الأسبوع الماضي، جاء رد وزير الخارجية الإيراني عشية اللقاء المرتقب.
وكان ويتكوف قد صرح قبل عدة أيام في مقابلة مع موقع “بريتبارت” الإخباري قائلاً: “يجب تفكيك جميع منشآت التخصيب في إيران، بما في ذلك منشآت نطنز وفردو وأصفهان”. وأضاف: “يجب تفكيك منشآت التخصيب بالكامل. يجب ألا يمتلكوا أجهزة طرد مركزي، ويجب خفض مستوى الوقود الذي لديهم وإرساله إلى موقع بعيد”.
ورداً على هذه التصريحات، قال عباس عراقجي مساء أمس في الدوحة: “إذا كان الهدف هو حرمان إيران من حقوقها النووية وفرض مطالب غير منطقية أخرى، فيجب أن أؤكد بوضوح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتنازل عن أي من حقوق شعبها”.
وتقوم إيران حالياً بتخصيب اليورانيوم حتى نحو 60%، بينما ينص الاتفاق النووي على ألا يتجاوز التخصيب نسبة 3.65%.
وقد أجرت إيران والولايات المتحدة حتى الآن ثلاث جولات من المفاوضات بوساطة عمان، اثنتان منها في مسقط، وواحدة في روما. ومن المتوقع أن تكون مفاوضات اليوم مزيجاً من الحوار المباشر وغير المباشر.
هل من الممكن أن تصل المفاوضات إلى طريق مسدود؟
إذا حدث ذلك، فغالباً سيكون السبب هو قضية التخصيب. وقد سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على هذا السيناريو، مشيرة إلى أن إصرار الولايات المتحدة على وقف التخصيب بالكامل يتعارض مع موقف إيران الرافض للتفاوض على هذا الحق. وكانت صحيفة الغارديان قد حذّرت سابقاً من أن هذا الخلاف قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات.
في هذا السياق، فإن تصريحات ويتكوف بشأن تفكيك منشآت نطنز وفردو وأصفهان تُعتبر خطوطاً حمراء بالنسبة لإيران. وقد شدد عراقجي على ذلك بقوله: “نحن مستعدون لبناء الثقة، ولكن وقف التخصيب أمر غير ممكن”. وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة جيروزاليم بوست يوم الجمعة أن إسرائيل، التي تدعم هذا الموقف، قد تمارس ضغوطاً على الولايات المتحدة لدفع المفاوضات نحو طريق مسدود.
وفي الوقت نفسه، تواجه المحاولات الأمريكية لإدراج برنامج الصواريخ الإيراني ضمن المفاوضات رفضاً من طهران. وقد أفادت إذاعة فرنسا الدولية بأن هذا الموضوع قد يُخرج المفاوضات عن مسارها.
التعليقات مغلقة.