سُنّةُ الله تمضي بلا تبديل

إنّ لله في خلقه سُننًا لا تتبدَّل، وحِكَمًا لا تتغيّر، ومواعيد لا تُخلَف، فكما أن الشمسَ لا تخرج من مغربها، كذلك لا يُمكَّن في الأرض إلّا من استحقّ، ولا تُكتب نهاية الطغاة إلّا على يد من اصطفاهم الله لحمل رايته وإعلاء كلمته.

ما من طاغيةٍ مرّ على هذه الأرض، وما من جبّارٍ تمرّد فيها، إلّا وجعل الله له عاقبةً يَرجع إليها، ونهايةً تليقُ بظلمه وبغيه، لكن الله سبحانه وتعالى لم يجعل تلك النهاية على يد المتخاذلين، ولا على يد القاعدين، ولا على يد من آثروا السلامة وركنوا إلى الدنيا، بل كتبها على أيدي أوليائه، على أيدي من استكملوا مؤهلات النصر، وأحاطوا أنفسهم بثقةٍ لا تتزعزع، وتوكلٍ لا يلين، ويقينٍ لا ينكسر.

إن الذين حملوا منهج الله، وساروا على صراطه، هم من اصطفاهم الله ليكونوا أدَاة تنفيذ عدالته في الأرض، وهم من شرفهم بأن يكونوا مطايا قدره، وسيوف نصره، يضرب بهم، وينصر بهم، ويطهر الأرض من دنس الطغاة بهم.

وها نحن اليوم على مشارف مرحلة جديدة، يشهد فيها العالم ترجمة سُنّة الله الخالدة، حَيثُ كتب الله أن تكون نهاية الطغيان الأمريكي الصهيوني على يد القيادة المباركة والشعب اليمني العظيم، شعب الإيمان والحكمة، الذي لم تنطفئ فيه جذوة الحياة، بينما سكنت القبورُ أفئدة الشعوب من حوله.

لقد اختص الله هذا الشعب من بين سائر الأمم، لأنه حيٌّ في أُمَّـة ميتة، ثابتٌ في زمن الارتجاف، كريمٌ في محيط الذلّ؛ لأنه جديرٌ بحمل الأمانة، وقادرٌ على خوض المعركة، ومستعدٌّ لتحمل كلفة المجد، ومؤهَّلٌ ليُكتب على يديه نصرٌ يُطهر الأرض، ويكسر قرون الشيطان، ويعيد للحياة معناها الذي أراده الله لعباده.

الله سبحانه وتعالى هو الذي يصنع المتغيرات، ويقلب المعادلات، ويرسم العواقب، واليوم قد أدار سنّته لتجري فينا، ليكون هذا الشعب الأبيّ هو اليد التي تقطع الطغيان، وهو الصيحة التي تُسكت جبروت الاستكبار، وهو القافلة التي تمضي في طريق تحرير فلسطين، وقد حُقَّ له ذلك، لأنه وحده من حمل المنهج، ووثق بالله، ولم يساوم، ولم يتراجع.

  • {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
  • {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ}.
  • {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

*عدنان ناصر الشامي

التعليقات مغلقة.