حياكة السجاد اليدوي في أفغانستان؛ صناعة تدرّ الملايين

تُعد حياكة السجاد في أفغانستان، فنا محليا تقليديا وعريقا للغاية وتحظى بقيمة ثقافية وتجارية واقتصادية بالغة.

وفي العصور السالفة، كانت صناعة السجاد اليدوي في أفغانستان رائجة في شمال البلاد بشكل رئيسي، لكن وعلى مرّ السنين، تطورت هذه الصناعة وباتت تنتشر في معظم أرجاء البلاد.

ويشكل صوف الخراف والماعز، المكون الرئيسي لصاعة السجاد اليدوي، إذ يقومون بمعالجته في ورشات خاصة ويحوكونه بتصاميم مختلفة.

ويحظى السجاد الأفغاني بشهرة عالمية على خلفية تصاميمه المنوعة والدقة في العمل، ويتم تبادله كسلعة تجارية إضافة إلى كونه سلعة ثقافية.

ويُقدّم السجاد اليدوي الأفغاني كهدية وتحفة رائعة بعد العودة من السفر، ويُركّب ويُفرش في المواقع والأماكن الثقافية المختلفة.

صادرات بملايين الدولارات

وتدعم صادرات السجاد الأفغانية، اقتصاد البلاد المأزوم، لانها تدرّ دخلا يُقدر بملايين الدولارات سنويا، ويتم تصديره إلى مختلف بلدان العالم.

وتقول وزارة صناعة وتجارة طالبان أنه تم خلال العام الماضي تصدير ما وزنه 3 آلاف و 632 طنا من السجاد اليدوي الأفغاني إلى دول العالم المختلفة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة صناعة وتجارة طالبان عبد السلام جواد أن قيمة هذه الكمية من السجاد المُصدرّ بلغت 15 مليونا و 200 ألف دولار أمريكي.

وأضاف ان هذه الكمية من السجاد صُدرت إلى كل من باكستان واستراليا وايران وتركيا وتركمانستان وأوزبكستان وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والهند وكندا والإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية وبلدان آخرى.

ومع ذلك فان قيمة صادرات السجاد اليدوي الأفغاني في العام الماضي، تراجعت بنحو 5 ملايين دولار مقارنة بالعام الذي سبقه.

وفي عام 2023، قالت وزارة صناعة وتجارة طالبان أن قيمة السجاد اليدوي المُصدر إلى خارج البلاد بلغت 20 مليون دولار.

ولم تعط الوزارة إيضاحات حول تراجع نسبة صادرات السجاد من أفغانستان وليس واضحا ما الأسباب التي أدت إلى ذلك.

مهنة الأيام الصعبة

إن حياكة السجاد وفضلا عن قيمتها الثقافية والفنية المحلية والتقليدية، كانت وما زالت رائجة كمهنة وحرفة في أحلك الأيام بين الشعب الأفغاني.

وقد استقطب فن وصناعة السجاد اليدوي عادة النساء الأفغانيات في مختلف حقب التاريخ وهن اللواتي حافظن عليها وحتى أسهمن في تطويرها، النساء اللواتي اضطررن في التاريخ المتقلب للبلاد، للعمل من الصباح إلى المساء خلف الأنوال الخشبية التقليدية لتأمين لقمة العيش.

وفي العهد الأول من حكم طالبان في أفغانستان، كانت صناعة السجاد اليدوي منتشرة في العاصمة كابل بين الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل على وجه خاص.

وتحصل الأسر التي تعمل في حياكة السجاد على مكوناته ومواده الأولية من التجار والصناعيين لحياكتها وتحويلها إلى سجادة مقابل مبلغ ضئيل. إذ يثمر عمل أسرة من ستة إلى ثمانية أعضاء على مدار 40 إلى 50 يوما في حياكة وإنتاج سجادة مساحتها 12 مترا وهو ما يدر عليهم دخلا محدودا.

وفي الوقت الحاضر، انتعشت صناعة السجاد اليدوي مجددا في أفغانستان بين الأسر التي اضطرت على خلفية العوز والفقر المدقع، للعمل خلف النول الخشبي التقليدي.

ومع ذلك، فان العوائل المعوزة والنساء اللواتي أمضين عمرهن وصحتهن خلف أنوال الحياكة اليدوية، لم يجنين شيئا سوى أجر الكفاف من الإيرادات المليونية التي تدرها صناعة السجاد اليدوي.

التعليقات مغلقة.