واشنطن تقترب من الإقرار بالهزيمة في اليمن.. وترامب يومئ إلى كبش الفداء

صنعاء سيتي – تقرير

عيش النظامان السعودي والإماراتي أسوأ أيامهما منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015م، وهما يخوضان حاليا معركة الفرصة الأخيرة في الساحل الغربي، الممنوحة لهما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي ضاقت بالإخفاقات المتكررة للسعودية والإمارات.

منذ أسبوعين جرى حشد عشرات الآلاف من خليط المرتزقة وعناصر القاعدة وداعش الذين يقاتلون تحت لواء تحالف العدوان على اليمن لمحاولة فرض حصار على مدينة الحديدة، وشن هذا التحالف مستخدما كافة امكانياته العسكرية أعنف عملية عسكرية باتجاه مدينة الحديدة ومنطقة الكيلو 16 في مسعى لفرض الحصار على المدينة ومينائها بعد أن انخفضت سقف التوقعات.

لقد جرى الدفع بما يقارب 30 ألف من المرتزقة على الأرض في عملية يبدو أن عامل التوقيت كان العامل الأكبر وراء إطلاقها وافتقرت إلى التخطيط والجهل باستعدادات الجيش واللجان الشعبية.

ولم تستطع كثافة الغارات التي شنتها طائرات التحالف منذ بداية الأسبوع الحالي بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية باتجاه مدينة الحديدة أن تحدث فرقا فالطرف المقابل أصبح محترفا على التعامل مع أوضاع كهذه طيلة أربع سنوات.

تصريحات الرئيس الأمريكي الاثنين الماضي عما سماه إساءة استخدام السلاح الأمريكي في جوهره يعبر عن خيبة أمل الإدارة الأمريكية، جراء الأنباء القادمة من الساحل الغربي لليمن، والفشل الذريع لحلفائها في المنطقة الذين وضعت لخدمتهم ناصية التكنولوجيا الأمريكية في اليمن.

فشل يبدو أنه انعكس على الصناعة العسكرية الأمريكية، ويعصف بسمعة السلاح الأمريكي عالميا في مواجهة الصناعات العسكرية المنافسة كروسيا والصين، لإمكان أفضل لترويج السلاح وإثبات كفاءته من ميدان الحرب الحقيقية.

ويستغرب عضو مجلس الأمة الكويتي ناصر الدويلة وهو خدم في الجيش السعودي في التسعينيات عن سبب خسارة الجيش السعودي لنحو 80 دبابة أمريكية حديثة رغم عدم خوضها معركة دروع واحدة على مدى أربع سنوات من القتل في اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية، ويؤكد أن هذا الأمر مستغرب من قبل الخبراء العسكريين.

إيراد الرئيس الأمريكي لجريمة استهداف حافلة مدرسية مكتظة بالأطفال في ضحيان في أغسطس الماضي في تصريحه عن إساءة استخدام الحلفاء للسلاح الأمريكي وتبريره لماذا فشل السلاح الأمريكي في اليمن، ينطوي في حقيقته على تهديد مبطن للنظامين السعودي والإماراتي بالتخلي عنهم وتقديمهم كباش فداء حين يحل موعد فتح ملف جرائم الحرب الثقيل في اليمن، وهو الأمريكي يقدم نفسه مؤخرا في الإعلام كداع للسلام وإيقاف الحرب.

في حين يؤكد رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي أن تحالف العدوان على اليمن غير قادر على حسم المعركة، ويعد في تصريحات اليوم الثلاثاء 06 نوفمبر 2018م بمواصلة القتال حتى يوم القيامه، ليس معلوما كم سيمنح الأمريكي أدواته في المنطقة من الوقت لمحاولة تحقيق انجاز في الساحل الغربي لليمن يحسن الوضع بالنسبة للمصالح الأمريكية في اليمن والمنطقة، لكن هذا الوقت أضحى ضيقا حتى يحين موعد فتح ملف جرائم الحرب في اليمن، والاستمرار في العدوان على الشعب اليمني، لم يعد العالم بقادر على غض الطرف تجاه الكارثة الإنسانية الأكبر عالميا في اليمن أضف إلى ذلك الفضيحة السعودية فيما يتصل بقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول والتي ساهمت في تسليط الضوء على جرائم السعودية خاصة في اليمن وازداد إلى حد كبير الناقمين عليها .

بحسب مراقبين فإن التصريحات الأمريكية من دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والرئيس الأمريكي ترامب، تومئ إلى أن الأمريكي شرع بإعداد قارب للنجاة بنفسه من المسئولية الدولية إزاء الفظائع التي جرى ارتكابها في اليمن بدعم وحماية أمريكية، وهو قرر القفز مع تجلي بوادر الهزيمة الحاسمة في اليمن وفشل تحقيق الأهداف من وراء عاصفة الحزم التي انطلقت من البيت الأبيض مساء الـ 26 من مارس الفين وخمسة عشر ولاتزال مستمرة في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين.

 

التعليقات مغلقة.