الإصلاح محامياً للشيطان الأكبر فما هو الثمن ؟

لم استطع أن استوعب تبني الإصلاح لحملة مضادة للحملة المليونية التي تبناها أنصار الله ضد التدخل الأمريكي في اليمن  . ما الذي يدفع الإصلاح وعلي محسن وأدواتهم الإعلامية الى تبني حملة المليون توقيع لمحاكة الحوثي أو علي سالم البيض ؟ ولماذا هذا التوقيت الموازي للحملة المليونية ضد التدخل الأمريكي ؟ .

قد أتفهم خلاف الإصلاح مع أنصار الله وصراعهم في بعض المناطق وخوفهم من انتشار الفكر الذي يحملونه , خصوصاً مع عجز الإصلاح الواضح عن خوض المعركة فكرياً محولاً لها إلى صراع مسلح مدعوم إقليمياً كما هو معروف من السعودية , ويتستر الإصلاح ومحسن وراء مسمى " حرب القبائل والحوثيين " ثم عند توقيع الاتفاقات بين الطرفين تظهر قيادات الإصلاح في مقدمة الموقعين .
ومع ذلك ومهما وصلت إليه درجة الخلاف بين الطرفين , تضل هناك خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها سواء من الناحية الوطنية أو الدينية خصوصاً من مجموعة تدعي المرجعية الإسلامية في تحركها , ومن هذا المنطلق لم أجد سبباً واحداً مع اجتهادي في إيجاد المبررات للإصلاح في ردة فعله , إلا أني أعترف أني عجزت هذه المرة عن إيجاد ولو حتى عذر بسيط .
أظهر الإصلاح في الفترة الأخيرة الكثير من التناقضات , فقبل أشهر كان يتهم صالح أنه من أشعل حروب صعده وانه سبب كل مشاكل اليمن وأنه مجرم حرب هو وعائلته , ثم فجأة يتم إعطاء صالح الحصانة وبمباركة من الإصلاح وأعضائه في الحكومة ومجلس النواب , وفي خطوة مفاجئة أخرى يطالبون بمحاكمة الضحية عبر المطالبة بمحاكمة قيادات المجموعات التي وقع عليها ظلم صالح  متمثلةً في السيد / عبد الملك الحوثي والرئيس السابق / علي سالم البيض .
يفترض أن يكون الإصلاح آخر من يتكلم عن المحاكمات لأنه نظر للحصانة كثيراً وأعطاها لمن لا يستحقها .
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال وجيه وهو : ما الذي استفز الإصلاح في الحملة المليونية ضد أمريكا ؟ وما هو الضرر الذي لحق بالإصلاح منها ؟ وما هو الرابط بين الإصلاح وبين التدخل الأمريكي ؟
إن ردة فعل الإصلاح وصرفه الملايين للحملة المضادة لحملة أنصار الله يوضح بجلاء مدى استفادة بل وتبني الإصلاح للتدخل الأمريكي في اليمن , كما يذكرنا بما قاله المفكر العربي الكبير الأستاذ / محمد حسنين هيكل من أن هناك ضوء أخضر أمريكي للإخوان المسلمين – في مختلف البلدان العربية – لتولي السلطة أو المشاركة فيها بفعالية مقابل وقوفهم ضد محور المقاومة المتمثل في الحركات والأنظمة المقاومة ابتداءً من إيران مروراً بحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وانتهاءً بحركة أنصار الله الحوثيين , ويظهر أن الإصلاح بدأ في دفع الثمن مقدماً في استعجال واضح للوصول  إلى السلطة .
و في الوقت الذي يحاول فيه الأمريكيين الظهور بأنهم غير مكترثين بأنصار الله وشعاراتهم ليس لعدم تأثير تلك الشعارات عليهم إنما لأنهم معتمدين على أدواتهم المحلية التي ظهر الإصلاح وللأسف الشديد أنه إحداها , ولكي لا يعطوا أنصار الله زخماً شعبياً محلياً وعربياً وإسلامياً إذا تبنوا الحملة مباشرة .

" نقلاً عن صحيفة المسار  "

 

التعليقات مغلقة.