في ذكرى استشهاد “فارس القلم والسياسة “

صنعاء سيتي – تقرير

كوثر محمد
عاش الفارس المجاهد حياته باحثاً عن الحرية يقارع لأجلها منذُ أن قرر أن يحمل على عاتقه هم أمةً وشعب مظلوم فأصر أن ينشر الوعي والثقافة بين أوساط المجتمع المدني، يقارع لأجلها تارةً بالقلم وتارةً بالسياسة التي مثلت حياته فكرسها لأجل الحق والحرية والعدالة والمساواة في ظل أنظمه حكومية عميلة لدول الخارج تعمل على إسكات أي صوت يبحث عن الحرية ويدعوا للحق وللرقي الإنساني أمام إنتهاكات كانت تستخدم ضد كل صوتٍ حر وأمام كل قلم يتحرك ليكتب عن الظلم وعن البؤس والفقر والبطالة والفساد الذي عانا و يعاني منه شعب ٌكان الحري به أن يعيش عيش الكرامة في وطن لازالت أرضة بكراً ولازالت فيه من الخيرات لأبنائة الكثير ومن بين التأملات هذة والتطلعات المستقبلية لهذا الشعب العظيم نبغ بحروف القلم التي كانت كرصاصات قاتله تفضح عورات أفعالهم وبصوت السياسة في قاعات الحوارات والنقاشات السياسية والاقتصادية كان شهيدنا المقدام حيث كان صوت الحق يجلجل فمن هو!!!!!

– هو : عبد الكريم محمد الخيواني مواليد تعز 1965 م درس فيها حتى وصل إلى مرحلة الثانوية وأكمل دراسته الجامعية في صنعاء ، فتخرج من قسم الإقتصاد والعلوم السياسية ولكن لغته الأسمى ومهنته الأرقى هي “الصحافة ” والإعلام، أهم اعماله كان رئيساً للدائرة السياسية في حزب الحق 2004 م ورئيسا لتحرير صحيفة الأمة الصادرة عن الحزب، ورئيس تحرير صحيفة الشورى الأسبوعية وموقع الشورى نت الإلكتروني كاتب صحفي حر عرُف بمقالاته الجريئة في إنتقاد وفضح النظام الحاكم وسياسته في اليمن،

وفي 2014 م منحته منظمة بعثة السلام والعلاقات الدبلوماسية للمجلس السياسي الدولي لحقوق الإنسان رتبة سفير للنوايا الحسنة والعلاقات الدبلوماسية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان تعييناً فخرياً وتقديراً لجهودة وإسهاماته في المجال الإنساني وهو أول يمني يمنح هذا المنصب ،

عمل أيضاً عضو مؤتمر الحوار الوطني عن مكون أنصار الله والذي كان له مواقف عظيمة الشأن في تلك المباحثات وهذا كان آخر عمل له قبل إغتياله ، كان من الصحفيين القلائل الذين صدحوا بالحق ونادوا من أجله ففي الوقت الذي لم يكن زملائه من الصحفيين يذكرون أحداث صعدة و مظلومية الحرب التي كانت مسلطه عليهم مثل ما كان يتحدث عنها الشهيد في كل كتاباته وتصريحاته التي زادت من بغض الدولة له فكانت علاقته بها بين ناطق بالحق وحكومة ظالمة والتي إندلعت في منتصف مارس 2004 م ومن خلال الصحف التي ترأسها نشر ملفات فساد شديدة الحساسية بالنسبة للحكومة وأشهرها ملف توريث الحكم والمناصب الوظيفية في الدولة المحتكرة من فئات معينه، وملفات الفساد في القطاع النفطي وجمع المسئولين الحكوميين بين المناصب وأعمال التجارة ،

وقد تعرض للقمع والمضايقات المستمرة فقد سجن في أواخر عام 2004 م واستمر إعتقالة لمدة عام إثر صدور حكم قضائي بالحبس على خلفية تهم عديدة نسبة إليه كان أهمها الإهانة والمساس بذات رئيس الجمهورية آنذاك علي عبدالله صالح ، ولكن بسبب تفاعل محلي وخارجي وعربي وغربي حتى أن قضيته أبرزت في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي عن الحريات وتقارير منظمة العفو الدولية وغيرها معا قضيته ومظلوميته وبعد تلك الضغوطات تم إطلاق سراحه أواخر 2005 م بموجب عفو رئاسي ،

وبموجب الحكم القضائي الذي أدانه وسجنه تم أيضاً إيقاف صحيفة الشورى ولكن بعد إطلاق سراحه تم إستأناف إصدار الصحيفة ولكن لم يسمح له بالاستمرار فتم إقتحام الصحيفة ومصادرتها وسمحت وزارة الإعلام بتولي عصابه للصحيفة وكان النشر في مؤسسة الثورة الحكومية والتي كانت تنشر ماتريدة الحكومة من مواضيع تداعب سياستها، حتى أنهم قاموا بحجب موقع الشورى نت عن المتصفحين من قبل وزارة المواصلات،

وفي أثناء فترة مكوثة في السجن وإطلاعة عن قرب على عالم آخر من المظلوميات وعلى قصص مُختلفة للسجناء أصدر سلسلة مقالات بعنوان ” وطن وراء القضبان ” والتي لامست قصص السجناء الأحداث القصر ووضعهم المزري في السجن وإختلاطهم بالسجناء الكبار وقصص زج العديد منهم بدون أي وجه حق أو مكوث البعض منهم رغم إنتهاء الفترة القضائية بحقهم ومن عالم السجن أصبح الناطق بأسمائهم والذي كان بتصرفه هذا يزعج الحكومة ويفضح خروقاتها بحق السجناء 2007 م ، حاز على جوائز عدة منها جائزة منظمة العفو الدولية للصحفيين المعرضين للخطر 2008 م ،

منُع من السفر خارج البلاد وتعرض لتهديدات عديدة بالتصفية الجسدية كان أبرزها عملية إختطاف تعرض لها حيث تم نقلة إلى ضواحي صنعاء وتم فيها ضربه بقوة على جسدة ورأسه بالذات وكانوا أثناء الضرب يكررون عليه كلمات كان قد كتبها في مقالاته وكانت ترمز للحكومة حتى أن أحد الجناة خلال الضرب سألة بأي اليدين تكتب فأشار ليدة اليسرى لأنه قد شعر بما يخططون له من بترها ولكن عندما هم احد الجناة بجلب الأداة الحادة وتنفيذ مارنت إليه نفسه أوقفه شخص ٌ أخر وأخبرة أن مهمتهم لهذة المرة هي فقط لردعه لا أكثر حسب الأوامر وأنه لا يوجد أوامر ببتر يدة ومن أبرز مقالاته التي أثارت غضب السلطات وحساسيتها ضدة ” عيد الجلوس ” و ” علي كاتيوشا” ومقالات كثيره تتحدث عن طريق الحق الذي سلكه وسار عليه رغم وعورتها وأشواكه الكثيرة

وبسبب مواقفه العظيمة ومواقف أخرى لا يتسنى لنا ذكرها والتي لم يستطيع أن يسكت عنها أمام الظالمين قامت أيادي الشر بجريمتها عبر لوبيات الغدر والخيانة والعمالة التي قادة سلسلة من الأغتيال لتكميم الافواة حيث تم إغتيال مجموعة من النخب الوطنية منهم الدكتور أحمد شرف الدين والدكتور عبد الكريم جدبان وآخرون والتي كان من ضمنها إغتيال الشهيد الخيواني أمام منزله في شارع هائل بصنعاء من قبل مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية وذلك بطلق ناري أصابه وأرداه شهيداً في 18 مارس 2015 م في يوم الاربعاء،

بكت عليه قلوب عشقت حبه للحق وسارت معه توجمت العقول مذهولة من هول الجرائم التي سبقتها و من الجرائم المتواليه وماتلاها من تفجيري مسجدي بدر والحشحوش بصنعاء والهادي بصعدة ومن ثمّ قيام الحرب على اليمن عبر عدوان تحالفت فيه كل دول الشر بزعامة السعودية والامارات وامريكا واسرائيل، ولكن فارسنا لم يمت بل هو حي في فكرة وثقافته وطريقة التي نعتبر أنفسنا طلابً على نفس المسير لتحقيق الحق والعدل والحرية والمساواة .

التعليقات مغلقة.