مضادات القسام _ تتصدى لطائرة اسرائيلية بقطاع غزة

صنعاء سيتي – عربي ودولي

 

قامت كتائب القسام باستهداف طائرات الكيان الصهيوني، التي شنت غارات على قطاع غزة ليلة أمس بمضادات الطيران، مما يعني أنها رسالة على العدو أن يدرك أبعادها لاسيما وقد تغيرت معادلة الصراع.

ليلة الرعب التي عاشتها غزة على وقع سلسلة غارات على أهداف للمقاومة، أدت لاستشهاد الطفلين سالم محمد صباح “أبو غيث”، وعبد الله أيمن أبو شيخة، وعمرهما (17 عامًا) خلال القصف المدفعي شرق مدينة رفح، قابلها أيضا مخاوف صهيونية كبيرة من تطور أذرع المقاومة التي أصبحت تطال الأجواء.

“إسرائيل” رغم فارق قوتها العسكرية على المقاومة، بدت محتارة أمام تطورها المتلاحق، فضلا عن مخاوفها من تكرار سيناريو حدث على جبهات أخرى فقدت فيها طائراتها العسكرية التي كانت تستبيح كل الأجواء دون ردع.

مطلع الحكاية بدأ عندما انفجرت عبوة ناسفة في دورية للاحتلال قبالة مدينة خان يونس على السلك الفاصل، ما أدى لإصابة 4 جنود، اثنان منهما بحالة حرجة قبل أن تفتتح “إسرائيل” ليلة قصف وزعت فيها الصواريخ على كامل قطاع غزة.

بعد انفجار العبوة الناسفة على حدود غزة، بدأت صحافة الاحتلال تسوّق المواقف “الإسرائيلية” بضرورة الرد ورفع وتيرة النيران ضد المقاومة والمنطقة الحدودية على لسان قادة الساسة والعسكر “الإسرائيليين”.

رسالة بليغة

وللمرة الأولى منذ انتهاء “حرب غزة” عام (2014) يفصح القسام في بيان رسمي، أنه استخدام نيران مضادة للطائرات “الإسرائيلية” المغيرة، مشدداً أن بقية فصائل المقاومة مستعدة للدفاع عن القطاع.

ويؤكد د. إبراهيم حبيب الخبير الأمني، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن استخدام كتائب القسام مضادات طيران يعني أنه يحمل رسالة بليغة لعزمها التصدي لأي عدوان، واستعدادها الكامل لأي مواجهة، وهي المرة الأولى التي يطلق فيها هذا النوع من النيران بعد الحرب الأخيرة.

ويرى أن استخدام مضادات الطيران هو رسالة موقف؛ أن المقاومة بغزة لن تترك القطاع مستباحا أمام طائراته، وسيكون مصيرها شبيها لما حدث لطائرة الـ أف 16 في سوريا قبل أيام.

أما اللواء يوسف شرقاوي الخبير العسكري فيرى، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن استخدام مضادات الطيران يريد أن يعيد البوصلة لمعركة المقاومة مع الاحتلال، فالبوصلة هي ردع العدوان سواء كان فوق سوريا أو فوق قطاع غزة.

ويشير إلى أن تماثل الرد على كل الجبهات مع الاحتلال، يؤكد أن ما جرى في غزة يعد رافعة قوية للعمل المقاوم لردع الاحتلال.

الموقف “الإسرائيلي“

في المقابل، العسكر في كيان الاحتلال يفهمون الميدان جيداً، ويسعون من خلال التكيّف مع واقعهم الأمني كبح جماح السياسيين، وإقناع الجبهة الداخلية بضمان تفوقهم على خصومهم.

قبل أسبوع تجلّت خشية الاحتلال من اندلاع حرب بعد إسقاط طائرة إف 16 بمضادات سورية تتزامن فيها الجبهات بين سوريا ولبنان وغزة، واليوم غزة رغم إمكاناتها المتواضعة تعزز الفهم في هذا الاتجاه.

ويقول الخبير حبيب إن “إسرائيل” بعد موقف سوريا الذي أسقط طائرتها، ورد المقاومة بغزة الواضح والصريح باتت تفهم أن قرار الحرب لن يكن بالطريقة الماضية.

ويشير أن تفجير العبوة الناسفة على الحدود، وشن الاحتلال غارات توعّد فيها برفع القوة النارية؛ بل واستهداف المحتجين السلميين على الحدود يعكس بروز حسابات جديدة.

الاحتلال يخشى الحرب حاليا، لكن تدحرج الميدان يضع احتمال وقوعها، وهو منشغل أكثر حالياً ببناء جداره الحدودي مع غزة، وكسب الوقت في تشديد الحصار قبل تمرير صفقة القرن.

سيناريو جديد

سيناريو الأحداث من لحظة تفجير العبوة الناسفة أمس، ورد الطائرات بغارات وقصف مدفعي، أدى لاستشهاد اثنين وأضرار مادية تصدت خلالها القسام بمضادات أرضية يعيد شريط الذاكرة لزمن المقاومة في الجنوب اللبناني قبل عام (2000).

ويقول الخبير شرقاوي إن رسالة المقاومة بغزة، وهي تستخدم العبوات الناسفة ثم تتصدى للطيران، يفهمها الاحتلال أنها حلقة مقاومة متواصلة، واستنزاف بكل الوسائل.

ويتابع: “استخدام مضادات الطائرات المعروفة بالدوشكا بغزة هدفه تشتيت الطائرات ولو كانت معدّة كمائن بإمكانها إسقاط مروحية، وإزعاج طائرة حربية، وقد أسقطت الدوشكا الطيار رون أراد جنوب لبنان”.

ويبدو أن جيش الاحتلال رغم فارق القوة النارية مع المقاومة، إلا أنه تلقف الرسائل جيدا، وبات قلقا من قرار استخدام أي قوة نارية ضد طائراته

التعليقات مغلقة.