الدكتور بن حبتور رئيس وزراء حكومة الإنقاذ اليمنية التي شكلها التحالف الحوثي الصالحي قرر “الحياد الإيجابي” والوقوف في خندق الجناح المؤتمري المؤيد للحرب ضد التحالف السعودي.. لماذا اختار تجاهل مقتل الرئيس صالح في مقاله الأول والتركيز على قرار ترامب “بتهويد القدس″ وتوجيه انتقادا شرسا للسعودية

صنعاء سيتي – تقرير

 

الدكتور عبد العزيز بن حبتور، رئيس وزراء حكومة الإنقاذ اليمنية التي شكلها التحالف الحوثي الصالحي، عاد الى الساحة بقوة في اليومين الماضيين، متخذا موقفا اقرب الى الحياد الإيجابي في الازمة بين تيار “انصار الله” الحوثي وحزب المؤتمر الذي انتهت بمقتل الرئيس علي عبد الله صالح، ونائبه في الحزب عارف الزوكا.
الدكتور بن حبتور كان قد اختير رئيسا للوزراء بترشيح من حزب المؤتمر، بينما اختار “انصار الله” صالح الصماد، رئيسا للمجلس الرئاسي قبل عامين تقريبا، ولكن الدكتور بن حبتور اعرب عن معارضته لأي اتفاق يمكن ان يتوصل اليه الرئيس صالح مع التحالف العربي بزعامة السعودية الذي يشن حربا على اليمن منذ ثلاث سنوات.
وتتحدث تقارير إخبارية عن حدوث انقسام في حزب المؤتمر للشعبي العام الذي يرأسه الرئيس الراحل صالح، الى ثلاثة معسكرات، الأول قرر الانضمام الى الحلف السعودي الاماراتي، والقتال تحت مظلته، والثاني قرر القتال الى جانب التحالف الحوثي ضد العدوان، مثلما كان عليه الحال منذ بداية “عاصفة الحزم”، اما الجناح الثالث فقرر الوقوف على الحياد، وهو اصغر الاجنحة واقلها تأثيرا، مثلما اكدت مصادر يمنية مطلعة
الدكتور بن حبتور فاجأ الكثيرين عندما خصص اول مقال يكتبه لصحيفة “راي اليوم” بعد مقتل الرئيس صالح لادانة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الامريكية اليها، في خطوة غير مسبوقة وصفها بأنها إهانة مخزية للعرب والمسلمين، ووجه انتقادات شرسة للمملكة العربية السعودية وملوكها واتهمهم بالتآمر مع الكيان اليهودي، وحكومته الحالية بالتطبيع معه.
يتزامن موقف الدكتور بن حبتور هذا مع اعلان الشيخ ياسر العواضي، امين عام حزب المؤتمر المساعد، انه ما زال على قيد الحياة من خلال تغريدات نشرها على حسابه الشخصي في “التويتر” اليوم الاحد، وقال “انه آثر البقاء في العاصمة صنعاء بعد اغتيال صالح والزوكا”، واكد “ان اخلاقه ومروءته لم تسمح له، وانا الذي لم اترك الزعيم والأمين العام حيان، ان اتركهما وهما ميتان ولذلك آثرت البقاء مهما كان الثمن”، وحث انصار حزب المؤتمر على التماسك والالتفاف حول السيد صادق ابو راس الذي يقود الحزب خلال الفترة الحالية.
ولم يتطرق الشيخ العواضي مطلقا الى السيد احمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس الراحل، الذي يتحدث كثيرون عن خلافة والده في رئاسة الحزب، وهدد بالثأر لمقتله، ولمحّ الى تأييده للتحالف السعودي الاماراتي، الامر الذي فسره مراقبون بأنه قرر الوقوف مع الجناح المؤتمري الذي قرر مواصلة قتال هذا التحالف استمرارا للاتفاق الذي عقده الرئيس صالح مع الحوثيين، ويؤكد الوقوف في خندق محاربته وعاصفة حزمه.

التعليقات مغلقة.