الغاية تبرر الوسيلة

موقع أنصارالله || صبري الدرواني

 

 

"الغاية تبرر الوسيلة " ومن جعل هذا المثل مبدأ له يعمل أي شيء حتى ولو كان منافـيًا للأخلاق، والعرف والدين في سبيل الوصول إلى هدفه.

ولدينا الآن شاهد عيان على أهل هذه المبادئ وهو أحد الأحزاب اليمنية "الإصلاح" فطالما سمعنا الرئيس السابق صالح السفاح يصفهم بصفات كثيرة من ضمنها: أنهم من أجل الوصول إلى السلطة (الكرسي) على استعداد لعمل أي شيء حتى ولو كان مخالـفًا للدين أو العرف أو المبدأ.. وعندما يتكلم صالح عنهم يكون كلامه أقرب إلى الصواب؛ لأنه أكثر من استخدم "الإصلاح" وفتاواهم الدينية، وهو يعرف أنهم ليس لديهم مبدأ ثابت يقفون عنده، وإنما لأجل أهدافهم يضحون بكل شيء من المباديء السامية.

والإثبات على هذا الكلام نورده على عدة نقاط:

أولها: أننا سمعنا

العديد من القيادات الإصلاحية تقسم أنها لن تنسى دماء الشهداء وستواصل ثورتها حتى تحقيق جميع أهدافها بما فيها محاكمة صالح، والواقع اليوم يشهد بأنهم لم يفوا  بوعودهم ولم يبروا في قَسَمِهم بل ضحوا بدماء هؤلاء الشباب الطاهر، وقبلوا بالتوقيع على المبادرة الخليجية مع أنها لا تحقق جميع مطالب الثورة، ورموا بتلك الكلمات والإيمان والدموع المتساقطة خلف الحائط، وجعلوا تلك الدماء في جولة (كنتاكي) أيام التصعيد بمثابة سلم للوصول إلى الهدف والمبتغى وهو "الكرسي".

 

وثانيها: وهي مرتبطة بالأولى وهو زعمهم أنهم لم يخرجوا إلى الساحات طلبًا للمناصب وإنما هي ثورة لتصحيح الوضع اليمني بأكمله وإزالة الفاسدين من النظام السابق الذين أكلوا خيرات الشعب وثرواته، وما ظهر جليًّا هو أنهم لم يكن لهم سوى مطلب واحد وهو"الكرسي" وبوصولهم إليه تنتهي المطالب، ومن خرج يريد إسقاط النظام فيما بعد فهو منشق وباغٍ ومفرق لإجماع الأمة.

وثالثها: وهي التنكر لشركائهم في ساحات التغيير مع أنهم ضحوا جميعًا وخرجوا جميعًا لهدف واحد هو "إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه" وليس غريبًا عليهم ففي صيف 94م شارك هؤلاء بفتاواهم الدينية بقتل ونهب الجنوب، ونزلوا إلى المعسكرات لتحريض الجنود على القتال وبعد ذلك اقتضت المصلحة التحالف مع خصم الأمس.

وفي الوقت الحاضر نسمع أحد قيادات الإصلاح "محمد علاو" يصف (الحوثيين) وهم الشريك الأقوى في إسقاط النظام بأنهم جماعة مسلحة مثلها مثل القاعدة، تسير وفقًا لأفكارها وهي لا تمتلك مشروعًا سياسيًّا لها.

وهذا التصريح له تفسيران الأول: تشبيهه (الحوثيين) بالقاعدة وهو ما يعطي في المستقبل تصريحًا كاملًا لشن حرب أمريكية ضد الشريحة الإرهابية الأخرى (الحوثيين) وهذا ليس ببعيد.

أما الثاني : وهو يفيد أن الإصلاح قد عزل شريحة كبيرة من الشعب اليمني عن الواقع السياسي وهم الرافضون للمبادرة الخليجية مثل الحوثيين والمستقلين في تعز، وغيرهم… ومما يدل على صدق هذه النية أن وسائل الإعلام التابعة لهم شنت قبل أسبوعين من توقيع المبادرة عبر أبواقها الإعلامية المختلفة حملة إعلامية لتشويه صورة (الحوثيين) عند العامة من أبناء الشعب كان أولها قولها بأن الحوثي من بقايا النظام.

وثانيها: أن الحوثي يتوسع بشكل كبير.

وثالثها: تكفيره وتفسيقه وتشويه صورته.

والغرض الأساس من هذه الحملة الإعلامية ضد الحوثيين والمستقلين هو تشويه صورتهم وإشغال الناس بهذه الأخبار الكاذبة لكي يتسنى لهم إكمال مخططاتهم ووصولهم إلى هدفهم ومبتغاهم وهو (الكرسي) وشعارهم دائـمًا "الغاية تبرر الوسيلة". 

 

التعليقات مغلقة.