المبادرة الخليجية – الخيانة للشعب والأرض والوطن

أقول لأولئك المتهجمون والانتهازيون الذين يقفزون على أكتاف الآخرين الذين يرمون بالتهم والسب وكيل الشتائم على من عارضهم  لماذا لم نعد نراكم الآن على صفحات الفيس بوك لماذا تلاشيتم وأين أنفتكم التي كانت تدفع بكم إلى رشق التهم وتدليس الحقائق التي ظهرت لهذا الشعب المغلوب على أمره لماذا تتهمون من خالفكم بما ستفعلون وهم بريئون براءة الذئب من يوسف .
 
إذاً لاغرابة  فنحن نعيش في زمن الدجل وإن لم يظهر الدجال بشخصه فهو موجود في كل مكان من العالم بفكره وحيله ودجله وأساليبه وفلسفته إنها من عجائب الدنيا السبع , سبع عجائب في الدنيا ,التوقيع  عجب عجاب وأعجب منه عندما نرى كبار السياسيين في المعارضة وهم يعلمون أن قتل الثوار منذ تسعة أشهر أو أكثر في تعز وصنعاء وجميع محافظات الجمهورية في الشمال والجنوب تنفذ بتوجيهات أمريكية ودعم سعودي من السعودية المحمية الأمريكية الأولى في المنطقة ورغم كل هذا نرى الجهابذة هؤلاء يوقعون على المبادرة التي أطلقها البيت الأبيض عبر أنجس وأقذر أياديه هذه الجارة العميلة إنها ثقة عمياء بمن يمدون النظام بكل وسائل القمع وأدوات القتل والتدمير ويصنعون له الغطاء من خلال المبادرات والتصريحات من بعد أن أخرجوه  من المأزق القاتل الذي وقع فيه وقاموا برعايته وعلاجه هو وعصابته الإجرامية وجعلوا من الرياض منبرا له يوجه خطاباته التي تأمر بالقتل والتدمير .
كنا وكان المشترك ينخدع ويلهث وراء المبادرات كي لا أقول وكان حوارهم نارا تحرق الأخضر واليابس فعندما  يستخف بالإنسان الغرور فيتصور أنه يمتلك مقاليد كل شي ، وأنه يرزق ويعطي ويمنع ويحي موات الأرض ويغير التاريخ ، فهو ينخدع في نفسه حينما يرى الظروف تستجيب لإرادته والبيئة المادية تنقاد لمشيئته والعجينة الاجتماعية تتشكل في يده وتذل لسلطانه وينسى إرادة الله ومشيئته النافذة وحاكميتة المطلقة هذه هي الخميرة التي خرج منها ويخرج منها الجبابرة والطغاة وسفاحو الشعوب والخونة عشاق المناصب الذين يضحون بكل شيء من أجل المناصب ولهذا نراهم يضحون بالشعب والأرض والثروة والثورة ويدمرون كل شيء من أجل أن تبقى لهم مناصبهم , فمتى سنبتعد عن عشاق المناصب الذين يلهثون وراءها ونكون حذرين من أن نقع مرة أخرى في شباكهم وحبائلهم ، فيكفينا ماقد فعله بنا عشاق المناصب عبر التاريخ والذين نثور عليهم هذه الأيام ونريد أن نتخلص منهم هم الامتداد الطبيعي والنموذج الحي لكل من يريد أن يعرف من يعشقون المنصب والسلطة وإن كان ثمنها هو الدين والإنسان والأرض والعرض .

فلا يجوز أيها الثوار  أن نلهث وراء عشاق المناصب كيفما كانوا وأينما كانوا والدروس والعبر التي نراها خلال هذه الأيام  ماثلة أمام أعيننا والتي آخرها ماحصل في الرياض من توقيع لمبادرة قذرة بعد ما ارتكب هذا النظام بحق الشعب مجازر يندى لها جبين البشرية ، وينفطر لها القلب ، فهذه هي أفعال من يعشقون المنصب .

إن هذه المعارضة تدلل من خلال توقيعها على المبادرة القذرة أنها تعشق المنصب وإن قالت أنها وقعت من أجل الأمن والاستقرار والسكينة والمصلحة العامة والوطن فهي  تكذب وتبرر موقفها القبيح أمام الثوار الأحرار إن كل ما يحدث من قتل و تدمير وتجويع للشعب و قمع متواصل سببه التدخلات الخارجية والمسئول عنه  بالدرجة الأولى الأمريكان وأدواتهم القذرة في المنطقة والسياسة العمياء لهذه المعارضة الغبية التي تقوم على مبدأ الأنانية والغرور وحب النفس منذ انطلاق الثورة .

أيها الثوار إذا كنا نريد أن يتوقف هذا الشر والفساد والتدمير والمعاناة وتنتصر الثورة التي انطلقت منذ عشرة أشهر أو أكثر وقدمنا فيها كل غالٍ ونفيس مادي ومعنوي ولكي نكون أوفياء لشهدائنا الأبرار وشعبنا العظيم المظلوم والمسحوق يجب أن نضع النقاط على الحروف والبلسم على الجرح ونحول ثورتنا إلى ثورة ضد كل من شارك في قتل الشعب بقراراته وسياسته العمياء وضد التدخلات الخارجية في اليمن وخصوصاً أمريكا أم الإرهاب والركيزة التي يرتكز عليها هذا النظام المتهالك الذي باع أرضنا وجونا وبحرنا وديننا وكرامتنا للأمريكيين الذي يقفون وراء كل جريمة وشر في هذا العالم وإلا فإن صمتنا وتجاهلنا سيقتلنا أيها الثوار.

إن الصادقين هم الضمانة الحقيقية التي تجعل لكل الأعمال والجهود والدماء والحراك الثوري فاعلية وقيمة وثمرة والصادقون هم من يقودونك إلى ما تطمح  وتسمو إليه وبغير هذا فإننا سنضل نلهث ونضحي ونصبر ونعاني وفي نهاية المطاف لا نحصل إلا على الحسرة والندم والإحباط لذلك فالصادقون موجودون في كل زمان ومكان ومعروفون ونحن ببساطتنا وسطحيتنا لا نهتم بهذا رغم توجيهات الله المتكررة في كتابه الكريم الحكيم والتي نتلوها ونمر عليها مرور الكرام وهذا هو ما ضرب أمتنا العربية والإسلامية عبر تاريخها الطويل إنها أمة قاتلت وصبرت وضحت وتحركت ولكنها لم تجني إلا الحسرة والندم لأنها قدمت كل هذا وهي بعيدة عن الصادقين تسير خلف رموز مزيفه وبريق خادع يعدها بالعدل والحرية والسعادة وعندما يصل إلى أهدافه يركلها ويجرعها المر لأنها سارت خلف الكذب والدجل في القول والعمل والموقف والهدف.

إن الشئ الذي تفقده هذه الأمة الشقية هو الصدق والصادقين فمتى سنعي الدرس ونعرف أن منهج الصدق هو القرآن  الكريم وأن الصادقون هم الذين لا يفارقون القرآن في كل شي وهو منهج قال الله عنه (( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )) أنزله بعلمه وقال فيه (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً )) وعلى سبيل المثال في هذه الأيام وهذه الثورة التي جاوزت عام ولم تصل إلى نتيجة هل السبب في الثورة ؟ لا … هل في الثوار ؟ لا .. بل في من يسير  الناس خلفهم الذين كشفوا لنا عن واقعهم الخبيث فلو قارنا مقارنة سطحية بين أقوالهم التي يقولون فيها أنهم ثائرون ضد الفساد والمفسدين ضد الظلم والظالمين  وبين واقعهم نرى أنهم جعلوا من أنفسهم ملاذًا آمنًا لمن ظلموا الشعب عقودًا من الزمن وباعوا دماء الشهداء وخانوا الثوار الأحرار والوطن الذي يتشدقون بحبه  عبر قنواتهم الكاذبة والمضللة أيها الثوار هذه هي الحقيقة فهل سنجعل من ثورتنا ثورة على الظلم والظالمين في الداخل والخارج بكل ماتعنية الكلمة ؟؟

إذا أردنا أن ننتصر فلا بد أن نكون صادقين وأن نكون مع الصادقين وأن نرفض الظلم والظالمين كيفما كانوا وأينما كانوا وأن نستمد الروح الثورية من القرآن الكريم  كتاب الحق والعدل والثورة فتكون ثورتنا امتدادًا لثورة إبراهيم وموسى سلام الله عليهما ضد النمرود والفراعنة الظالمين وثقافة الظلم وحتى أنفسنا إن كانت  ظالمة فعلينا أن نعلن الثورة عليها ونطالب برحيلها إن كنا صادقين .

 
والعاقبة للمتقين الصامدين في ميادين التغيير والحرية ولكل أبناء هذا الشعب العظيم الثائر بكل أطيافه .. والخزي والعار والذلة والسقوط والانهيار للنظام العميل وذيوله ومرتزقته وبلاطجته..

التعليقات مغلقة.