تقرير مفصل.. هكذا فشل العدوان في البقع والجوف.. رغم استخدامه 5000 مرتزق ومئات الخبراء الاجانب ومئات الجنود، وكيف ذهب كل هؤلاء في مهب الريح

صنعاء – تقرير

فَشِلَتِ السُّـعُـوْديّةُ في تحقيقِ إنجازٍ ميدانيٍّ في صحراءِ البقع، بعد استقدامِ أكثرَ من خمسةِ آلافِ مقاتلٍ من أبناءِ المحافظاتِ الجنوبيةِ اليمنيةِ، بينهم المئاتُ من العناصرِ السلفيةِ وتنظيمِ القاعدة، والذين تعرّضوا لمجازرَ جماعيةٍ كشفت عن عدَمِ تلقي تلك العناصرِ التدريبَ الكافيَ، وخصوصاً المسلحين المنتمين لفصائلِ الحراك الجنوبي، مما جعلهم يتمركزون بشكلٍ خاطئٍ سَمَحَ للجيش اليمني والحوثيين باستهدافِهم بعملياتٍ نوعيةٍ شاهدها العالَــمُ عبر مقاطعِ الفيديو التابعةِ للإعلام الحربي.

وبدأت معركةُ منفذ البُقْع مطلعَ أكتوبر الماضي، وعَمَلياً لم تستفِدِ السُّـعُـوْديّةُ من المعركة من حيثُ السيطرةِ الميدانية، وقد تكونُ الفائدةُ الوحيدةُ للسُّـعُـوْديّة هو أنَّ ما تعرَّضَ له المقاتلون الجنوبيون كان يمكنُ أن يحدُثَ للجيش السُّـعُـوْديّ الذي استراح من المعركة بعد أن نابت تلك المجاميعُ عنه.

وبينما كانت وسائلُ الإعلام الجنوبية تنقُلُ أخبارَ وصول عشرات الجُثُثِ للمقاتلين الذين سقطوا في صحراءِ البقع، إلى عدن وأبين ومحافظات جنوبية أخرى، كانت الآلةُ الإعلاميةُ السُّـعُـوْديّةُ تكابِرُ وتروِّجُ لتقدُّمٍ باتجاه صعدة بشكل كبير، الأمرُ الذي أدَّى لنتائجَ عكسيةٍ زاد من فشلها ما عَرَضَه الإعلامُ الحربي من جولات مصوّرة في منفذ البُقع وداخل الصحراء في الأراضي السُّـعُـوْديّة، ما يؤكّدُ عدمَ حدوثِ أي تقدم، وذلك ساهم برفعِ الأصوات الجنوبية المعارضة لإرسالِ المقاتلين إلى الحدود السُّـعُـوْديّة، بل إن معركةً نشبت بين مقاتلين جنوبيين والشرطةِ السُّـعُـوْديّةِ في منطقة خباش بنجران، حيث يتجمَّعُ المقاتلون في معسكرات هناك؛ بسببِ محاولة العشرات منهم الهروبَ من أرضِ المعركةِ في واقعةٍ تناولتها وسائلُ الإعلام السُّـعُـوْديّة والجنوبية.

وعلاوةً على فشل التقدُّم في صحراء البُقع فإن المعركةَ كانت منذُ بدايتِها تتسمُ بالعبثية؛ كونها تدورُ في صحراء واسعةٍ تنتهي عند تضاريسَ جغرافيةٍ من أصعبِ التضاريس اليمنية باتجاه كتاف بمحافظة صعدة، بما يعني أن التقدُّمَ، لو حصل، كان سينتهي عند جِدارٍ جُغرافيٍّ يصعُبُ تجاوُزُه بشكلٍ يفوقُ عَجْزَ قواتِ هادي والإصلاحِ عن تجاوُزِ منطقةِ نهم باتجاه صنعاء، رغم أن خبراتِهم القتاليةَ أكبرُ من خبراتِ المقاتلين الجنوبيين في صحراء البقع.

أمامَ ذلك الأُفُقِ المسدود في صحراء البقع، وبالتزامن مع طرَحِ خطّة السلام الأُممية التي رُفِضَت من قِبل هادي وحزب الإصلاح، يتكرَّرُ ذاتُ السيناريو الذي تقومُ به قواتُ هادي والإصلاح بمحاولة تحقيقِ تحوُّلٍ في سَيْرِ المعاركِ يقنعُ الأطرافَ الدوليةَ بمواصَلةِ الحرب، حيث عَمِدَتْ تلك القواتُ إلى شَنِّ أكبرِ هجماتِها على الاطلاق باتجاه منطقة صبرين بمديرية خَب والشَّعَف التابعة لمحافظة الجوف والتي تمثّلُ الصحراءُ معظمَ مساحتها؛ بغَرَضِ تخفيفِ الضغط على جبهة صحراء البقع ووَصْلِ الجبهتين معاً.

ولفهمِ ما حدث ويحدُثُ في منطقة صبرين بالجوف، يتحدَّثُ مصدرٌ قبَليٌّ لـ المراسل نت، أن المنطقةَ الواقعةَ في مديرية خب والشعف شَهِدَت خلالَ الأشهر الماضية تقدُّماً كَبيراً للجيش اليمني والحوثيين، مما يعني أن وضْعَ قوات هادي والإصلاح كان في السابق أفضلَ مما هو عليه اليوم في منطقة صبرين، بالإضافة إلى أنه ورغم الهجمات المتواصلةِ واليوميةِ المستمرة منذ أسبوع إلا أنه، وبحسَبِ المصدر، لم تحقق قواتُ هادي والإصلاح أيَّ تقدم.

ما يؤكِّدُ هدفَ معركة صبرين بالجوف بأنها جاءت لتخفيفِ الضغط على معارك البقع ووصل الجبهتين معا، هو أن الطرَفَ السُّـعُـوْديّ شهِدَ تراجُعاً كَبيراً على مستوى الحرب الإعلامية وتراجعت الأخبارُ التي تتحدّثُ عن المعركة هناك، على النحو الذي شهدته مديريتا ميدي وحرض الحدوديتان واللتان أعلن التحالُفُ السُّـعُـوْديُّ عن السيطرة عليهما مرتين، وفي نهاية المطاف تراجَعَ الاهتمامُ الإعلاميُّ بهما، وسَلَّمَ التحالُفُ بصعوبةِ اختراقهما، لينتقلَ إلى فتحِ جبهةٍ جديدةٍ، تمثّلت بجبهةِ البُقع والتي تسيرُ في ذاتِ الاتجاه.

من جانبه نفى مصدرٌ ميدانيٌّ في حديثٍ لـ المراسل نت أن تكونَ قواتُ هادي والإصلاح قد تقدَّمت، ولو شبراً واحداً في منطقة صبرين، وأنها لم تتمكَّنْ أصلاً من استعادة المواقعِ التي سيطرت عليها قواتُ الجيش والحوثيين قبلَ أسابيعَ.

ويؤكِّدُ المصدرُ أن قواتِ هادي والإصلاح تكبّدت هزائمَ متتاليةً، ولقي العشراتُ من مقاتليهم مَصَارِعَهم في الهجماتِ المختلفة.

وكشف المصدرُ لـ المراسل نت أنَّ كاميرا الإعلامِ الحربي واكبت عملياتِ التصدّي لهجماتِ قواتِ هادي والإصلاح، ووثّقت صُوَراً لجُثَثِ قتلاهم في المناطقِ التي دارت فيها المعاركُ خلالَ الأيامِ الخمسةِ الأخيرة.

المصدرُ ذاتُه أكّد لـ المراسل نت أنَّ المشاهدَ المصوّرةَ لانكسارِ قواتِ هادي والإصلاح سيتم بثُّها وتوزيعُها على وسائل الإعلام غداً الاثنين.

وخلالَ أيامِ المعاركِ في منطقةِ صبرين بالجوف، واكَبَ مراسلُ المراسلِ نت العملياتِ التي حظيت بالتغطيةِ المتواصلةِ في المنطقة والتي تضمّنت اعترافاً من قواتِ هادي والإصلاح بسقوطِ عددٍ كبيرٍ من القياداتِ العسكريّةِ الميدانيّةِ، والذين تم الكشفُ عن أسمائِهم ومهامِهم في المعركةِ خلالَ التغطيةِ الإخبارية التي قَدَّمَهَا المُرَاسِل نت منذُ احتدامِ المعارك.

* المراسل نت

التعليقات مغلقة.