رئيس اللجنة الثورية في مقابلة مع قناة سبأ: ما تعرض له الشعب اليمني من عدوان جريمة ‏كبرى في حق الشعوب

صنعاء سيتي | صنعاء | ‏
أكد الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا أن ما تعرض له الشعب اليمني من ‏عدوان غاشم جريمة كبرى في حق الشعوب جمعاء وأبشع انتهاك لحقوق الإنسان في هذا ‏العصر.‏

ودعا رئيس اللجنة الثورية العليا في مقابلة مع قناة سبأ الفضائية، الشعوب إلى أن يكون لها ‏دور أكبر مما كانت عليه في السابق وأن تقف إلى جانب الشعب اليمني الذي يعاقب بسبب ‏مواقفه مع قضايا الأمة المصيرية.‏

وقال” إن العدوان الشرس على الشعب اليمني هو عدوان يندرج في إطار الأطماع الدولية التي ‏تخللها التصريحات المتعددة للمسئولين الإسرائيليين، وكذلك الدفاع المستميت على استمرار ‏العدوان من قبل أمريكا، هو يتلخص في هذه المفردة”.‏

وأشار إلى أن دور الأمم المتحدة سلبي في اليمن لأنها أصبحت مجرد غطاء للعدوان وفي سياق ‏أعطاء الشرعية أو الضوء الأخضر لاستمرار العدوان على الشعب اليمني.. منوها في الوقت ‏ذاته بما صدر من الأمم المتحدة من موقف مشجع في تصريحاتها الأخيرة إزاء استهداف ‏العدوان لمستشفى رازح ومستشفى أطباء بلا حدود واستخدام القنابل العنقودية في قصف ‏اليمن.‏

ودعا رئيس اللجنة الثورية العليا وسائل الإعلام للحضور إلى اليمن لكشف الحقيقة التي عمل ‏العدوان على إخفائها وطمسها .. مؤكدا ترحيب اليمن بلجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ‏ارتكبها العدوان في مختلف مناطق اليمن.‏

وفيما يلي نص المقابلة:‏

القناة / لماذا هذا العدوان الشرس على الشعب اليمني؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: العدوان الشرس على الشعب اليمني هو عدوان يندرج في إطار ‏الأطماع الدولية التي تخللها التصريحات المتعددة للمسئولين الإسرائيليين، وكذلك الدفاع ‏المستميت على استمرار العدوان من قبل أمريكا، العدوان هو يتلخص في هذه المفردة، في أن ‏إسرائيل تريد العدوان على اليمن، وأمريكا تريد العدوان على اليمن، لأن اليمن يحظى ‏بجغرافيا مميزة، وأيضاً يحظى أفراده وشعبه وجماهيره بثقافة ووعي تختلف عن ثقافة ووعي ‏أغلب شعوب العالم، فهي ثقافة وطنية تنطلق من القضايا الكبرى .. قضايا المصيرية للأمة ‏للدفاع عن الأمة ككل، وتعرف أن القضية الأولى لها هي القضية الفلسطينية.‏

القناة: ما هي الأهداف المعلنة والأهداف غير المعلنة لهذا العدوان السعودي الغاشم الذي ‏تكالبت معه معظم الدول العربية والإسلامية والغربية؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: كان الأهداف المعلنة بمجملها سواءً المعلنة أو غير المعلنة تدمير ‏الشعب اليمني، تدمير بنيته التحتية وتدمير كل شيء يمكن أن يخدم صمود الشعب اليمني، هذه ‏هي أهدافه، كلما تحدثوا عنه أهداف ليست من حقهم أن يقوموا بحرب أو يشنوا العدوان من ‏أجلها.‏

القناة: إلى أي مدى برأيك تجد أن هذا العدوان استطاع أن يحقق أهدافه في ظل هذا العدوان ‏المستمر منذ عشرة أشهر؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: هذا ممكن أن يفهم المشاهد بين مقارنته بين العدوان على العراق ‏عام 2003م وبين العدوان على الشعب اليمني عام 2015م، ستجدي أنه لم يحقق شيء.‏

القناة: استخدموا الحرب على اليمن الورقة الطائفية المذهبية العرقية حاولوا تغطيتها فترة قبل ‏الحرب ليستغلوها في هذه الأحداث لتكون مبرراً، الغريب نجد أن مفتي المملكة أو الخطيب ‏المكي يقول: إن لم تكن طائفية سوف نجعلها طائفية .. لماذا هذا التحريض على المذهبية ‏وعلى الطائفية، ومحاولة إشعال هذا الفتيل في اليمن؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: نجد من يزعم أنه بلد الإسلام الأول، ومن يتحدث بإستمرار على ‏أنه راعي الإسلام، وأنه أيضاً هو من لديه الثقافة الإسلامية الحقيقية، ويتهم الآخرين بالكفر أو ‏الشرك، تجدهم يتحدثون بهذه اللهجة النتنة، لهجة نتنة أن يكون إمام الحرم أو شيخ الحرم ‏المكي هو من يتحدث وأن يدعو إلى ما تدعو إليه إسرائيل وأمريكا إلى الفتنة الطائفية أو ‏المناطقية أو المذهبية، هذا شيئ مقزز، ويدل على جهل كبير، والمفترض بالمملكة أن تغير ‏من سياستها، وأيضاً أن تعزل مثل هذا الشخص، الذي يدعو إلى الفتنة الطائفية، بغض النظر ‏عن الحرم، نحن في حرب وفي مواجهة، لكن أن تكون الحرب طائفية، هذه كارثة تعتبر، نحن ‏نعتبر أنها لا زالت في حدودها السياسية، الحرب هذه هي هدفها سياسي وتطمين لإسرائيل، ‏فلذلك المفترض أن تراجع السعودية سياستها، هذه السياسة لا تخدم المنطقة، لن يبقى آل سعود ‏في العرش إلى يوم القيامة، لكن الشعوب العربية ستبقى إلى أبد الآبدين، تبقى حتى تقوم ‏القيامة، فلذلك الحديث عن الورقة الطائفية حديث مقزز، ويدل على جهل، ويدل على أنه لا ‏يوجد لديه عمق ولا فهم للتاريخ الإسلامي، ولم يدرك بعد مثل هذه المسألة، لذلك نحن نأسف ‏على أن يكون هذا هو من يدعي أنه من ركائز الإسلام، عدم وجود الحجة والدليل يجعلهم ‏يذهبون إلى الحرب، لو كانوا يملكون الحجة أو يملكون الإقناع بالبراهين لما احتاجوا أن يشنوا ‏حرب لو كان لديهم مشروع يستطيعوا أن يسوقوه للشعب اليمني وأن يلتف الشعب اليمني ‏حوله لما احتاجوا إلى حرب، هذه هي الثقافة الأمريكية التي تدعو إلى تحريك الورقة الطائفية ‏والمذهبية والمناطقية، “أمريكا وراء كل شيء”‏

القناة: أستاذ محمد : ما هو المطلوب من الشعب اليمني؟ هل هو مطلوب تركيع الشعب اليمني ‏‏– استغلال ثرواته – ما هو بالضبط مفهوم العدوان السعودي وايضاً تحالفه في تركيع الشعب ‏اليمني؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: هذا شيء أكيد، لأنه يعرف أن الشعب اليمني بتماسكه وتوحده لم ‏يستطيع أن يقدم شيء، مع أنه شعب فقير، ومع أنه شعب لا يملك الترسانة العسكرية التي ‏تملكها دول المنطقة، دول المنطقة لديها سلاح كبير، وهي ترهب هذه الشعوب كلها، وتزرع ‏الشقاق والفتن داخل هذه الشعوب، ولذلك أضفي عليها اسم الشرعية مع أنها لا تملك الشرعية، ‏هذه الدول ليست لديها أي مقومات للشرعية، بل لا يوجد لديها نظام ديمقراطي ولا شرعية ‏تستمدها من الشعب، نظامها نظام معروف بتوجهها، ولا يوجد لديهم حتى الدستور، ولا يوجد ‏لديهم أسس لإدارة الدولة، هي تدار بعقلية واحدة ومن منطلق المصالح الدولية، هكذا تدار ‏الدولة، لكن إخضاع الشعب اليمني هو ضرب من المستحيل، وأعتقد أن عليهم أن يراجعوا ‏حساباتهم بعد مرور هذه الأشهر الكبيرة، ونحن قلنا في لقائنا مع بعض الشخصيات من أبناء ‏تعز، لو كان الشعب اليمني يقبل هذا المشروع، لكان المستعمر هو من يسيطر اليوم على ‏صنعاء وعلى تعز وعلى غيرها من المناطق، لكن الشعب اليمني يعي ما هو مشروع هذا ‏المستعمر الجديد، المستعمر الذي لا يؤمن بالآخر، المستعمر أيضاً الذي لم يعقل بعد أننا قد ‏خرجنا من الثقافات السابقة منها الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، والمفترض ‏أن يكون هناك استراتيجيات أخرى، أرادوا الوصاية على الشعب اليمني من خلال مبادرة ‏الخليج، ولكن بوعي الشعب اليمني وبنجاح ثورة 21 سبتمبر أسقطت هذه الورقة، وهم الآن ‏يحاولون أن يفرضونها من خلال السلاح، وما لم يستطيعوا أن يفرضوه من خلال الحوار، ‏نحن نقولها بالفم المليان لن يستطيعوا أن يفرضوه بالقوة، مهما كانت قوتهم وكيف ما كانت ‏غلبتهم.‏

القناة: كما ذكرت أستاذ محمد بالنسبة للإستعمار، وأنه انتهى، وهذا استحالة أنه يكون في ‏اليمن، ونحن لاحظنا كلنا والمجتمع الدولي أيضاً أنه بعد عشرة أشهر لم ينجح أي مستعمر أو ‏أي غازي في إخضاع اليمن أو إذلالها، لكن ما هو الآن بالنسبة للتركيز الأكبر حول الوصاية ‏الأمريكية والسيطرة على اليمن لموقعها الاستراتيجي، فهل تجد أن هناك لا زال إصرار بعد ‏عشرة أشهر على أن استمرار هذه الوصاية والنيل من اليمن؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: أعتقد أن الأفق معروف ماذا يدور فيه، روسيا مع أمريكا وسياسة ‏القطب الواحد، وما يحصل من مجريات، هي ما تفرض على إطالة الحروب في هذه المنطقة، ‏مع الأسف الشعوب العربية هي من تدفع فاتورة الحروب هذه، الحروب الدولية تدفعها ‏الشعوب العربية، سواء من نفطها أو من بشرها أو من حجرها أو من كل مقدراتها، الشعوب ‏العربية هي من تدفع الفاتورة، والآخرين يضعون رجل على رجل، ويمارسون انتهاك حقوق ‏الإنسان، بل أبشع، يعتبر هذا العصر هو من أبشع العصور الذي مورست فيه الانتهاكات ضد ‏حقوق الإنسان بالأخص في اليمن، يقصفون الشعب اليمني ليل نهار بالأسلحة المحرمة دولياً، ‏وأيضاً في عدوان مستمر وغاشم وغير مبرر ولا شرعية له، هذه جريمة كبرى بحق الشعوب ‏جميعاً، وبحق كل الحكومات أيضاً، الشعوب التي ناصرت أو لم تناصر، يجب أن يكون لها ‏دور أكبر مما كانت في السابق، وأن تقف إلى جانب الشعب اليمني، الشعب اليمني يعاقب، ‏لأنه وقف إلى جانب إخوانه في جميع قضاياه، لأنه وقف إلى جانب القضية الفلسطينية، لأنه ‏وقف أيضاً إلى جانب العراقيين، ووقف أيضاً إلى جانب السوريين، وقف أيضاً إلى جانب ‏الليبيين، وهو مستعد أيضاً وفي ظل هذه الظروف أن يقف إلى جانب كل الأشقاء العرب ممن ‏يصابون بمحنة هنا أو هناك، جراء تهور بعض الأنظمة العربية، من أجل السير الحثيث في ‏رضا أمريكا وإسرائيل.‏

القناة: قبل فترة وجهتم رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة شرحت له الأوضاع فيها وحال ‏اليمن وما يتم من حصار و قصف واستهداف للمدنيين، هل كان هنالك تجاوب من الأمين العام ‏للأمم المتحدة؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: نعم .. لقد رد علينا برسالة وتم إنزالها عبر سبأ نت، وبإمكانكم ‏العودة إليها، لكن هذا لا يكفي، الأمم المتحدة معروفة أن دورها دور سلبي في اليمن، والدور ‏السلبي يأتي لأنها أصبحت مجرد غطاء للعدوان، صحيح أن هناك تصريحات جيدة في ‏الأسبوعين الأخيرين خصوصاً فيما يتعلق باستهداف المستشفيات في رازح، والمستشفى الآخر ‏الذي استهدف تبع منظمة بلا حدود، كذلك حول الحديث عن القنابل العنقودية، كان هناك ‏موقف مشجع ومحترم، يجب أن نعطي كل ذي حق حقه، ولكن مواقفها الأخرى، نحن نعتبرها ‏في سياق التستر وفي سياق أيضاً أن تكون هي من تعطي الشرعية أو الضوء الأخضر ‏للممارسة العدوان واستمرار العدوان ضد الشعب اليمني، صحيح أن أمريكا هي من أوقفت ‏حوار جنيف، وهو من أوقفت من خلال سفيرها الحوار هناك، لكن يجب أن لا تعطي الأمم ‏المتحدة فرصة لأمريكا وإن كانت تقف مقرها في نيويورك، لكن المفترض أن يكون حقوق ‏الشعب اليمني هو فوق كل اعتبار، وأن تكون الرسالة الخالدة والواضحة هي العدالة، وأيضاً ‏أن تنصر مبادئها ومواثيقها، ومواثيق الأمم المتحدة في اليمن تخترق، وقوانين الأمم المتحدة ‏في اليمن أيضاً تخترق، لا يوجد هناك ما يمكن أن يعطي أي مبرر لسكوت أو وقوف أو جمود ‏الأمم المتحدة على أن يكون لها موقف واضح وصريح يدين هذا العدوان، بل المفترض أن ‏هناك قرار، قرار صارم، لأنه لا يوجد أي مبرر، حتى قرار 2216 لا يندرج في إطار ‏الشرعية لهذه الحرب، قرار 2216 أتى بعد 18 يوم من العدوان، والمفترض أن يكون هناك ‏موقف حقيقي وواقعي، وأن يعلن قرار بإيقاف الحرب، وإن لم يوقف الحرب فهو بالتالي من ‏يتحمل المسئولية، طبعاً العدوان هو من يتحمل المسئولية سواء أوقفوا الحرب أو لم يوقفوه.‏

القناة: بالنسبة للموضوع الأممي والأمم المتحدة بشأن استمرار الحرب من عدمه، الملفت الآن ‏أنه تم تأجيل مؤتمر جنيف، كيف تقرأ هذا التأجيل؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: هي الرغبات، الرغبات الأمريكية هي من توقف، لقد أوقفوا ‏الحوار وهو مستمر في جنيف، وكان من أوقفه السفير الأمريكي، تواصل مع المبعوث ‏الأممي، قال كفى حوار، فلذلك هي رغبات أمريكا، أمريكا من خلال ما تعمل في هذا الوقت ‏بالذات، من أجل إنعاش اقتصادها، تعمل لاستمرار الحرب، لأن هناك فواتير كبيرة تدفع ‏للأمريكيين وهناك إنعاش للاقتصاد الأمريكي من خلال هذه الحرب.‏

القناة: أستاذ محمد، في تحاشي وفي تقلص من الدور الأممي خصوصاً في ما يحصل من ‏عدوان شبه كوني على اليمن من تحالف همجي، نلاحظ أن هذا التحاشي يتمثل في الصمت ‏الأممي الرهيب، رغم القرار 2216 و المبعوث الأممي حضوره إلى اليمن يتحاشى ذكر ‏العدوان بشكل صريح، ويتكلم فقط عن الأطراف، يحاول أن يدخل اليمن بحجة أنه إطلاق ‏أسرى، دخول اليمن لإطلاق ثلاثة أسرى أو أربعة أسرى، ويتناسى القتل والتدمير وتهديم ‏البنية التحتية، والمجازر المروعة في الأحياء السكنية، ما تعليقك على هذا الموضوع؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: الموضوع كان في ما قبل سبعينيات القرن الماضي كان هناك ‏أحرار، وكان هناك مفكرين، وكان هناك أيضاً إعلاميين كبار، يستطيعوا أن يمارسوا الضغط ‏الحقيقي على الجماعات أو اللوبي في السياسات الخارجية لأمريكا، اليوم غيب هذا الدور، قد ‏تجدي القليل جداً من الإعلاميين المخضرمين الذين يستطيعون إيصال رسالة إلى الشعوب، ‏والحديث مع الشعوب، الصمت الدولي أيضاً هو يمكن أن يكون بسبب شيئين: أولاً : التعتيم ‏الإعلامي المستمر على الشعب اليمني، وأنت تعرفين على انه كانت القنوات الرسمية ومنها ‏سبأ، تم إيقافها من البث، وكذلك قنوات أخرى تستهدف، حتى لا تصل المعلومة إلى العالم ‏العربي وإلى العالم الخارجي، هذا الاستهداف المستمر لهذا الصوت الحر والصوت الواعي ‏والصوت الذي يمكن أن ينقل الحقيقة، جعل من ضبابية الموقف أو عدم الوضوح في الخارج ‏وبالأخص بعض الشعوب الحرة، رؤية كاملة عن ما يجري في اليمن، هذا جانب، يقال أن ‏هناك أكثر من مليار دولار التي سلمتها السعودية لبعض القنوات حتى لا تثير أو لشراء هذه ‏الأشياء، لأن هناك ملايين الدولارات التي تدفع لبعض الأشخاص ولبعض القنوات ولبعض ‏المؤسسات الإعلامية حتى لا تتحرى الحقيقة، ولا تنطلق نحو إقناع شعوبها أو إيصال الرسالة ‏لنا حقيقة، هذا للأسف نعتبر أن هناك تفسخ في الأخلاق في هذه الفترة بالذات ولم يعد لدى ‏الكثير من الناس نفس الهوية الوطنية أو القومية العربية، أو كذلك صدق الكلمة وحريتها في ‏العالم الخارجي، هناك أصوات قليلة تتحدث، سواء في مصر، كما يتحدث الكاتب الشهير/ ‏محمد حسنين هيكل حفظه الله، أو كذلك عطوان أو غيره من الكتاب القديرين، فهمي هو الذي ‏تراجع في موقفه وبدأ ينظر إلى أن ما قيل له أو ما ظلل عليه في الماضي وكتب عنه كان ‏خطأ، فهناك من الكتاب الجيدين والمميزين والمنصفين، وهناك آخرين لا أستحضر أسمائهم، ‏الإعلاميين الكبار داخل مصر العربية ينقدوا حتى سياسة المصريين، سياسة دولتهم وسياسة ‏العدوان، هذه الحرب لا تخدم أحد، هذه الحرب هي تدمر شعب حر معطاء أبي، هذا نوع من ‏الأنواع، النوع الآخر سكوت الشعب أو الصمت الدولي يأتي من خلال سياسات الدول، لأن ‏الدول شريت، ونحن قلنا أنها حرب الصفقات، لا أعتقد أن هناك دولة إلا ونالها النصيب الأوفر ‏من ميزانية السعودية، ودفعت المليارات الكثيرة جداً، حتى أصبحت فاتورة الكهرباء تدفع ‏بأكثر مما كانت، وفاتورة البترول تدفع بأكثر مما كانت، وفواتير متعددة، وأيضاً الحديث عن ‏بيع أصول شركات عملاقة في السعودية، أشياء كثيرة جداً تحدث بها بعض مسئولي السعودية ‏في بعض المقابلات الصحفية، الحرب هذه دمرت وهي حرب تدميرية، ومن خلال شرائهم ‏لبعض الولاءات في الدول، سواء العربية أو الدول الأوروبية أو الأمريكية، استطاعوا أن ‏يحجبوا الصوت عن المجتمع، وعن إيصال الحقيقة للقامات الحقوقية الحرة، لكن علينا أن لا ‏نيئس، وأن ندعو دائماً وسائل الإعلام للحضور وكشف الحقيقة، نحن طالبنا أيضاً بلجان ‏تحقيق، وبالأمس كان هناك تواصل معي حول أن يكون هناك لجنة تحقيق تأتي للتحقيق في ما ‏حدث في مستشفى رازح، وفي بعض الجرائم، قلنا ليأتوا، نحن نرحب بلجنة دولية تأتي ‏للتحقيق في الجرائم التي ترتكب، بس نتمنى أن تكون ليست لرازح فقط، وإنما تشمل كل ‏المحافظات، إذا كان هناك إمكان، ولا زالت الأشياء تدرس، وإنشاء الله أن يكون هناك نزول ‏هذه اللجنة لبحث الجرائم على مستوى الجمهورية، أنت تعرفين أن هناك استهداف كان ‏للصيادين للأعراس لمناطق متعددة، مناطق ليست مكان أو محل تماس للقوات العسكرية، ‏وأيضاً لا يوجد فيها لا هدف عسكري ولا أمني ولا قسم شرطة ولا شيئ من ذلك.‏

القناة: كانت معروفة أنها أهداف مدنية بحتة ، أستاذ محمد، التقيت قبل أيام بالمبعوث الأممي ‏ولد الشيخ أحمد، ما كان مضمون هذا اللقاء؟ وما هي النتائج التي خرجتم بها؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: نحن تحدثنا نحن وإياه حول الحوار وما يجري في الحوار، وقلنا ‏كنا نعول بما أنك كنت ، كانت دول العدوان هي من اختارت شخصه، كنا نعول على أن يترك ‏له فرصة للنجاح – أن تنجح مهمته – قلت له هكذا، كان المفترض أن يتركوا لك فرصة ‏لنجاح المؤتمر، لكن أنت لاحظت على أن هناك تعنت شديد جداً، ومحاولة لكسر الأمم ‏المتحدة، وإفقادها ما تبقى من حياديتها أو مصداقيتها أمام شعوب العالم، وبالنسبة للشعب ‏اليمني لقد عرى عرى الكثير من المشاريع، ولقد قلت له أن هناك بعض الأشياء، مثلاً إيقاف ‏المتحاورين وسجنهم، عندما يتحدث عن المساجين، هنالك قد سجنوا الوفد المفاوض لنا أربعة ‏وعشرين ساعة في مطار جيبوتي، ولم تستطع الأمم المتحدة أن تفرج عنه، فكان هناك ‏مواضيع متعددة، كان مما تحدث بها عن إيقاف الصواريخ التي ندافع بها عن وطننا وعن ‏بلدنا، قلنا يوقفوا العدوان ونحن مستعدين، لأن لم يكن استهدافنا بالصواريخ للمملكة إلا مقابل ‏ردة فعل على ما يجري للشعب اليمني، لسنا عدائيين ضد أحد قلنا له، وهذه حقيقة، وأيضاً لسنا ‏ممن يستهدف المدنيين ولم تكن ضمن قوائم أهدافنا. ‏

القناة: أستاذ محمد، المثير للسخرية أنه تم اختيار ممثل النظام السعودي كرئيس للجنة حقوق ‏الإنسان، المعروف للجميع، المجتمع الدولي بشكل عام، ولكل المتتبع أيضاً للسعودية، حرمان ‏المرأة من حقوقها، مصادرة الحقوق السياسية، وكذلك مصادرة الآراء، وعدم التعبير بشكل ولو ‏بنسبة قليلة حرية الرأي والرأي الآخر، إعدام المناهضين أو المعارضين سياسياً، كيف يمكن ‏للمجتمع الدولي أن نثق فيه إذا كان يختار هذا النظام ممثلاً للجنة حقوق الإنسان؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: هي تعتبر مكافأة له، لأنه يعمل شرطي لأمريكا، تعمل شرطي ‏لأمريكا فيما يخص هذا الوضع، ربما أيضاً مكافأة له، لأنه استطاع أن يحرز بعض الانتخابات ‏الجزئية أو النيابية، وهو يعتبر كفر عندهم وشرك الانتخابات، فلذلك أعلن أنه استطاع أن ‏يخترق الطبقة المتأزمة أو الطبقة المتعنتة لديهم، والأيديولوجية الوهابية التي تحكم البلد، هم ‏يحكمون من منظار هذا، ربما تعتبر من هذا الباب، لأنه خدم أمريكا وسياستها وإسرائيل ‏وسياستها، وأيضاً استطاع أن يقفز على المنظور الفقهي لديهم الذي يدعي الشركية والكفر لكل ‏من يمارس الانتخابات، ما يحصل فعلاً فيدمي القلب، عندما تلاحظين على أن البلد التي تنتهك ‏كل الحقوق هي من تكون ممثلة والتي ترعى حقوق الإنسان في العالم، كما هي عليها أمريكا، ‏عندما تدي حماية الحقوق وهي أكبر دولة منتهكة لحقوق الإنسان، فلذلك هي كما كانت أمها ‏تعمل كما تعمل ربيبتها، لا فارق، هذا هو يعتبر أيضاً يؤكد أن هناك تفسخ في القيم والمبادئ، ‏وأن هؤلاء ليسوا ممن يستطيعون أن يعطوا كل ذي حق حقه، لو كانت السياسة الدولية لا ‏زالت كما كانت، أو كما يجب أن تكون، أو بما هي عليه من قوانين ومواثيق، لما شاهدنا ‏العدوان على الشعب اليمني، ولما رأينا جرائم هنا وهناك، الجرائم اليوم التي تدار في اليمن، ‏أو تنتهك حقوق الإنسان في اليمن، أو تنتهك في سوريا أو في العراق أو في ليبيا أو في غيرها ‏من الدول برعاية أمريكية إسرائيلية وبثمن سعودي بدراهم معدودة تسلم من المملكة السعودية، ‏هي الممول وأولئك هم الراعين والحامين ومن يعطوا الضوء الأخضر، فهي متلازمة بينهم، ‏لديهم توجه واحد وسياسة واحدة، ويداروا من غرفة واحدة، فلذلك لا نتعجب نحن، ولا نعول ‏أيضاً، ولسنا في يوم من الأيام سنتتطلع أو سيكون أبناء الشعب اليمني ممن ينتظر أن تعطى ‏حقوقه من هذه الدول المنتهكة، نحن لا يمكن أن نعول على هذه الدول، ولا يمكن لهذا الشعب ‏على الإطلاق أن يعتقد أن هؤلاء هم من سيعطون له حقوقه، أو سيحافظون على حقوقه، من ‏سيحافظ على حقوقه هو الشعب نفسه، والمثل الأمريكي معروف “إذا أردت السلام فاحمل ‏السلاح” هذه هي ثقافتهم.‏

القناة: من هذا المثل ندخل إلى الجانب العسكري، بالنسبة لما يحصل الآن في الجبهات، كيف ‏ترى الآن الجبهات القتالية؟ وما مدى الخيارات الإستراتيجية مستقبلاً؟ وإلى أين تصل؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: المفترض أن يكون لديكم مقابلات مع خبراء عسكريين، بحيث ‏يشرحوا للشعب اليمني الوضع العسكري، والمنظور العسكري البحت، حتى يدرك الشعب ‏اليمني أن أبناؤه وشبابه وأبطاله من الجيش ومن اللجان ومن الأحرار في كل الجبهات، أنهم ‏يحرزون تقدماً كبيراً جداً، وأيضاً أنهم يفقدوا الترسانة الأمريكية، والسلاح الأسطوري ‏لأمريكا، كل الثقة فيه، يعني اليوم لو يكون هناك مثلاُ معرض لبيع الأسلحة، لتم اختيار ‏السلاح الروسي، وأصبح السلاح الأمريكي في الدرجة الأخيرة والسلاح الفرنسي والألماني ‏وغيرها من الأسلحة التي تقصف بها المملكة السعودية على اليمن، لقد أصبحت سخرية للعالم ‏أجمع، وهذا يدل على قدرة وقوة وتماسك وعظمة وشجاعة أبناء الجيش واللجان الشعبية في ‏مواجهة هذا العدو المحتل، الذي اعتقد أنه بشرائه لهذه الترسانة وأنفق عليها ملايين ‏الدولارات، يستطيع أن يركع شعب أبي قوي قادر، أخذ ما لم يستطيع أن يفهمه، ويدرك بعده ‏وعمقه، إلا خبراء عسكريين يستطيعوا أن يوضحوا للشعب اليمني، لذلك نحن نتمنى أن تكون ‏من قناتكم لفتة إلى هذا الجانب، وأن تتواصلوا مع القادة العسكريين والأبطال، ليشرحوا – ‏خبراء استراتيجيين عسكريين يمنيين يشرحوا، كيف مسرح العمليات وكيف تدار المعركة، ‏وكيف أهمية هذه المعركة، وأن الوطنية التي عليها الجيش واللجان الشعبية أفقدت العدو كل ‏عناصر القوة لديه، وأيضاً كل ما بإمكانه أن يكون من يدير المعركة، “من يملك المعركة ‏ويديرها هم الجيش”، كل ما يعملونه ويقومون به هجمات هنا وهناك، يدل على تشتت – ‏تخبط –عدم رؤية عسكرية – عدم فهم للواقع – عدم فهم للجغرافيا اليمنية، أيضاً يعتمدون ‏على المهزومين والمطرودين، ومن لم يستطع أن يقاوم في بلده، لا يمكن أن يأتي وهو على ‏إف 16، أن ينصر الآخر، وأيضاً يدافعون أو يقاتلون بأشخاص يدفع لهم المال، ومن يستلم ‏الأموال، يريد أن يعود ليأكلها ويستثمرها، لا أن يأخذ الأموال، ومن ثم أن تكون في ميراثه.‏

القناة: هناك وسائل إعلام كثيرة تناقلت موضوع أنه هناك اتفاق بينكم وبين المؤتمر الشعبي ‏العام، يتلخص هذا الاتفاق بنقطتين أولاً: أنه لن يكون هناك حوار حتى إيقاف العدوان، والنقطة ‏الثانية : سد الفراغ الدستوري وقيام حكومة وحدة وطنية.. فهل فعلاً تم الاتفاق على هذا؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: العدو دائماً يحرص على أن يسمي أشخاص بأعينهم أو مكونات ‏بأعينها، حتى يجعل أن الشعب اليمني ليس هو من يقف ضد هذا العدوان، فلذلك فإنه يوصف ‏المؤتمر، المؤتمر أنصار الله أنصار الله دائماً حديثهم بهذا المستوى، الشعب اليمني بكله يقف ‏في خندق واحد في مواجهة العدو المحتل، ولو كان الشعب لم يقف بهذا الموقف لكان المحتل ‏كما قلت سابقاً في وسط صنعاء، لكن الشعب هو من يقف بكامل عدته وعتاده، بأبنائه ورجاله، ‏بفلذات أكباده ليقف ضد مشروع السحب والسحل والذبح، ثقافة التكفير والتفسيق، ثقافة إلغاء ‏الآخر، هذا الشعب اليمني كله ليس مكون هنا أو هناك، الشعب بكله يقف ضد المشروع ‏التآمري الكبير، ويفهم أن هؤلاء كلهم حتى قواعد الأحزاب الأخرى تقف إلى جانب الشعب.‏

ليس الشعب اليمني في عدة أشخاص قد شاخوا، مثلاً فلان أو فلان أو فلان، أنا لا أريد أن ‏أتحدث عن أسماء، لأنهم لا يستحقوا الحديث أو ذكر الأسماء، ولكن ليس من في الرياض من ‏يمثل الشعب اليمني.‏

القناة: هل حصل توافق نقول أنه ليس من مكونين أنه من مختلف المكونات السياسية في ‏توافق على هذين الأمرين؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: المستقبل سيوضح الحقيقة كلها، وستجدين بإذن الله تعالى بأن ‏الشعب اليمني يستطيع أن يدير معركته بصلابة وبقوة ، وأنه سيكون أفضل من أول المعركة، ‏الشعب يزداد قوة ، نحن نلاحظ أن الشعب يزداد قوة وشموخ، لو تلاحظين حتى الأطفال، ‏انزلي وستجديهم الأطفال أنهم لا يخافون ولا يبالون، فقط كل ما لديهم من هم هو غضب ضد ‏أمريكا، كلهم يعرفون أن عدوهم هي أمريكا، يتحركون ضد أمريكا، يعني لو كنا عملنا كل ما ‏في وسعنا من أجل إيصال الثقافة القرآنية إلى كل بيت، ما استطعنا أن نوصلها كما أوصلها ‏العدوان، لقد ازداد سخطهم ضد أمريكا مائة بالمئة، وهذا ما كنا نتمناه من الثقافة القرآنية أن ‏يكون سخط الشعب اليمني ضد أمريكا، لأنها هي العدو الحقيقي.‏

اليوم الحمدلله لقد أسدوا جميل وقطعوا علينا مسافات كبيرة جداً، لأنهم أثبتوا أنهم أعداء للشعب ‏اليمني، وصرحوا وتكلموا ووضحوا، وأيضاً أعلنوا أنهم ضد الشعب اليمني، إذاً الشعب اليمني ‏لن يكون في يوم من الأيام صديق لمن يعاديه.‏

القناة: من هذا الوجع، وجع الأطفال والنساء ولد التحدي، وأن يكون هناك روح أن نصمد ‏ونصبر وسوف ننتصر.‏

أستاذ محمد، كيف ترى الوضع الاقتصادي في ظل العدوان والحصار على بلادنا؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: الوضع الاقتصادي متماسك، رجال اليمن في كل المحافظات، في ‏تعز والحديدة، في إب في ذمار في صعدة في صنعاء في مأرب، وفي كل المحافظات يقفون ‏سداً منيعاً إلى جانب الاقتصاد الوطني، وإلى جانب الاقتصاد اليمني، وأعتقد أن الكثير منهم ‏اليوم لم يذهب بأمواله إلى البنك المركزي اليمني، لأنه يعلم أنها محل مأمن، ويضع الودائع ‏في البنك اليمني، ليرفد الاقتصاد اليمني، لذلك الشعب اليمني يعرف أن الاقتصاد اليمني ‏متماسك حتى اليوم، رغم أن هناك استهداف واضح وممنهج، تعرفين أن هناك تصريحات، ‏ويقال أن هناك أوامر لعبدربه وسماح من عبدربه، بأن يتم أخذ أو سحب الدولار من المناطق ‏الشمالية بزيادة خمسة ريالات، لكنهم باءوا بالفشل.‏

هذا الشعب تعجز الكلمات أن تعبر عن فهمه في المعركة، وأنه عندما فهم المعركة ولديه وعي ‏بالمعركة، ولديه فهم للعدو، لم نحتاج إلى بذل الكثير من الجهد لمواجهة هذا، الشعب اليمني ‏حاضر في مؤسسات الدولة، اذهبي إلى مؤسسات الدولة، ستجدين أن هذا الشخص من ‏الجنوب، وهذا من تعز، وهذا من ذمار، وهذا من كذا، من جميع محافظات الجمهورية، ‏يتواجدون داخل مؤسسات الدولة.‏

القناة: ولا يزال هذا حاصل في صنعاء ومختلف المحافظات، والوضع لم يتغير.‏

رئيس اللجنة الثورية العليا: هناك نزوح من المناطق الجنوبية والمحافظات المستعمرة إلى ‏صنعاء، ونرحب بهم، وسنقف إلى جانبهم، ونتمنى لهم أن يعيشوا في حياة كريمة، في عيش ‏مستقر، وفي أمن وأمان، لأنهم إخواننا، ولا ننظر إلى أحد بعين، غير العين التي ننظر بها إلى ‏جميع أبناء اليمن، عين المحبة والأخوة والتقدير والاحترام.‏

القناة: ما هي الرسالة التي توجهها إلى المواطن اليمني في ظل هذا العدوان الغاشم والحصار ‏الجائر؟ وما هو المفترض إزاء كل هذا العدوان أن يكون من المواطن اليمني؟

رئيس اللجنة الثورية العليا: الشكر والتقدير والاحترام لكل أبناء الشعب اليمني، الشكر والتقدير ‏لكل أبناء الجيش، الشكر والتقدير لأبناء اللجان الشعبية، الشكر والتقدير لأسر الشهداء، الشكر ‏والتقدير للجرحى وأسرهم، والشكر والتقدير لكل أبناء اليمن الموحد الواحد، الذي استطاع أن ‏يفقد العدو كل خياراته، واستطاع أن يرغم العدو وأن يفضحه وأن يعريه ويعري مشاريعه، هذا ‏ممكن أن نقدم لها رسالة شكر وثناء، ولو كان بإمكاننا بأن نقبلهم، لقبلناهم واحداً واحداً، لأنهم ‏أثبتوا عروبتهم وأصالتهم وقيمهم ومبادئهم، من خلال واقع عملي ميداني يتحرك يومياً في ‏مواجهة العدو المحتل، دون كلل أو ملل ودون تراجع، ودون خوف ودون قلق، وكأن شيئاً لم ‏يحصل، اخرجي إلى الشارع وانظري، وضعوا استقراء وكذلك استبيانات للمواطنين، ستجدين ‏أن الشموخ يكتسب من هذا الشعب، والعزة تكتسب من هذا الشعب، بل هو معدن ومخزون ‏استراتيجي عظيم للقيم الحقيقية، وأيضاً للعنفوان والإباء والشجاعة، ومن أراد أن يتعلم هذه من ‏أبناء الشعوب الأخرى، عليه أن يأتي إلى اليمن، فهي مهد الحضارة، وهي مهد القيم ‏والشجاعة.‏

تحية كل التحية لأبناء الجيش، تحية أيضاً للمؤسسة الأمنية والعسكرية، التحية لكل العاملين ‏في القطاعات المدنية المختلفة، وكذلك في القطاع العام والمختلط، وكذلك لكل جهود الأخوة ‏التجار من القطاع الخاص، الذين يعملون ليل نهار لتوفير الاحتياجات الخاصة لأبناء الشعب ‏اليمني، والذين يرفدون السوق، ويعملون على إيصالها، بدون أن يكون هناك أرباح كبيرة، ‏ومن كان يعتقد أن هذه فرصة للاستثمار، فليعقل وليعلم أن الشعب اليمني، بحاجة إلى أن يقف ‏بجانبه، وأن يغلب مصلحة الشعب على مصلحته الخاصة، والشكر موصول لكم في قناة سبأ، ‏الذين تعملون ليل نهار، لتعيدوا إلى سبأ رونقها وجمالها وإبداعها، وهذه القناة يجب أن تستمر، ‏فهي تعبر عن سبأ ومملكة سبأ، كان لها دور عظيم ودور كبير جداً في الماضي، وإنشاء الله ‏أننا نستطيع أن نتغلب على كل ما يحصل على أرض سبأ اليوم، في مأرب وفي غيرها، وأن ‏نطرد المحتل بإذن الله تعالى.‏

القناة: نحن بدورنا نشكرك أستاذ محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا على هذا ‏الإيضاح، وعلى وقتك في هذه الظروف الصعبة.‏

‏*سبأ

التعليقات مغلقة.