ترحيب يمني واسع بإنسحاب حليف عسكري من تحالف الحرب على اليمن

صنعاء سيتي – تقرير

مازالت أصداء انسحاب القوات الماليزية من تحالف الحرب على اليمن عقب وصول “مهاتير محمد” الى رئاسة الوزراء في ماليزي – مايو الماضي- تتردَد في الأوساط اليمنية والخارجية.

فقد أعلنت ماليزيا، “الخميس” 28 يونيو، انسحابها رسميًّا من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ 2015 وسحب قواتها العسكرية من الرياض.

وأكد وزير الدفاع الماليزي الجديد، “محمد سابو”، سحب قوات بلاده رسميًّا من السعودية، مشيرًا إلى أنَّ القرار اتخذته الحكومة الأسبوع الماضي.

وعين سابو وزيرا للدفاع الشهر الماضي من قبل رئيس الوزراء الجديد مهاتير محمد، وقال “إنه إذا كانت ماليزيا ستجعل جيشها متورطا في أي صراع فلن يكون ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة”.

وبحسب الخبراء، فقد جاء اعلان ماليزيا عن عزمها سحب قواتها من تحالف العدوان وسط إحتدام المعركة المصيرية في الحديدة والتي تسعى من خلالها السعودية الى كسر مقاومة الشعب اليمني وقطع امدادات الغذاء والوقود والدواء امام شعب عزل.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الماليزية (برناما) عن وزير الدفاع الجديد محمد سابو قوله إن وجود القوات في السعودية تسبب في جر ماليزيا بشكل غير مباشر إلى الصراع في الشرق الأوسط.

وأضاف “لقد تبنت ماليزيا على الدوام سياسة محايدة ولا تفضل أي فكر سياسي للقوى الكبرى في العالم. وتشارك الحكومة الماليزية بنشاط في حركة عدم الانحياز″.

داخليا فقد رحب المجلس السياسي الأعلى في اليمن بقرار الحكومة الماليزية الإنسحاب مما يسمى بالتحالف الذي يشن عدوانه الغاشم على اليمن منذ 26 مارس2015م.

واعتبر المجلس السياسي الأعلى في بيان صادر عنه اليوم السبت 30يونيو 2018 هذه الخطوة من شأنها تعزيز أواصر العلاقة والأخوة بين اليمن وماليزيا بقيادة باني النهضة الماليزية مهاتير محمد.. مشيدا بهكذا موقف يؤكد ترحيبه بأي خطوات أو مبادرات أو مساع حميدة تقوم بها القيادة السياسية الحكيمة في ماليزيا في سبيل إنهاء الحرب التي تشن على اليمن”.

ودعا المجلس السياسي الأعلى الدول والحكومات المتورطة في العدوان على اليمن إلى اتخاذ مثل هذا الموقف المشرف والمساهمة في إرساء السلام ورفع الحصار في اليمن بمالها من علاقات مع دول التحالف بدلا عن التورط في المزيد من الجرائم ضد الإنسانية.. مؤكدا ” إن التاريخ لن يرحم من أوغل في قتل اليمنيين وتدمير مقدرات الشعب اليمني”.

هذا ورحبت الخارجية اليمنية بقرار ماليزيا الانسحاب من تحالف العدوان على اليمن وسحب قواتها العسكرية من السعودية، واشارت الى هذا القرار يعكس حكمة القيادية السياسية الماليزية الجديدة ،وحرصها على الحفاظ على علاقاتها مع العالم الإسلامي، وكذا العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين اليمن وماليزيا.

رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي قال من جهته أن الانسحاب الماليزي من تحالف العدوان الأمريكي السعودي موقف مشرف للحكومة الجديدة.
واعتبر رئيس اللجنة الثورية العليا: خطوة الحكومة الماليزية الجديدة عودة للقرار المستقل وخروج من التبعية العمياء التي تبنتها الحكومة السابقة.

ضغوط ماليزية

يبدو أن ماليزيا استجابت لضغوط داخلية للانسحاب من مشاركة قوات تحالف العدوان على اليمن تحت قيادة السعودية والإمارات.. فالقرار جاء بعد أيام من انتقاد منظمات ماليزية لوجود قوات ماليزية في السعودية، وقالت إنه مخالف لتحذيرات الأمم المتحدة ودعوتها دولَ العالم لعدم التعاون مع السعودية.

فكانت هيئة ماليزية لحقوق الإنسان، “محامون من أجل الحرية”، تساءلت في بيان لها في وقت سابق عن جدوى مشاركة قوات ماليزية في حرب التحالف بقيادة السعودية ضد اليمن والتي بدأت في عام 2015 وتستمر حتى يومنا هذا.

وقال مدير الهيئة التنفيذي “إريك بولسن”، إنه في ظل إدارة “داتوك سيري” (رئيس الوزراء الماليزي السابق) ، لم يستجب وزير الدفاع السابق، “هشام الدين حسين”، لمخاوف الأمم المتحدة، كما قلل من شأن أي تدخل ماليزي، معلنًا أن القوات الماليزية كانت منتشرة فقط لإجلاء الماليزيين من اليمن، ولأغراض إنسانية.

وميدنيًا، حذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنسانى والصحي المتدهور جراء تصاعد القتال فى محافظة الحديدة غربى اليمن.

وقالت المنظمة- فى تقرير لها- إن محافظة الحديدة، تعاني بالفعل أعلى معدلات سوء التغذية فى اليمن، وإن تصاعد القتال هناك قد يزيد من الحالات المصابة بسوء التغذية.

ونفذ مسلحي الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي بإسناد من التحالف الذي تقوده السعودية، منذ 13 يونيو الجاري، عملية عسكرية عدوانية استهدفت الحديدة ومطارها،مُنيت خلالة بخسائر كبيرة، وانكسرت محاولاتها للتقدم باتجاة عدة مواقع عسكرية ماتزال خاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية.

يبدو ان ماليزيا أدركت بان البقاء في التحالف السعودي في اليمن ليست له نتيجة سوى مزيداً من قتل المدنيين بما فيهم النساء والأطفال فضلا عن الخراب والدمار الذي خلفه العدوان على اليمن.

ومن المؤكد أن صعود “مهاتير محمد” للسلطة، لم يكن سهلًا على السعودية والإمارات، لأن تبعات ذلك ستقوض سياسة البلدين آسيويًا، وربما يمتد تأثيرها إلى عواصم غربية.

ويرى مراقبون ان القلق داخل السعودية والإمارات من القرار الماليزي يأتي بناءا على المواقف السابقة للرئيس الوزراء الجديد الذي كان فيها منحازا ضد اليهود، وأكده وزير الدفاع أيضًا في تصريحه الذي أدلى به بعد إعلان الانسحاب من التحالف العربي، قائلًا: “ماليزيا تريد علاقات جيدة مع الجميع باستثناء إسرائيل”.

يذكر ان القوات الماليزية شاركت في أبريل الماضي ضمن مناورات “درع الخليج المشترك 1” في المملكة السعودية، كما تنتمي إلى التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب والذي يضم 35 دولة وتقوده المملكة السعودية.

التعليقات مغلقة.