المفهوم القرآني للسلم والسلام بين المؤمنين وأعداؤهم! بقلم / د يوسف الحاضري

صنعاء – مقالات

المفهوم القرآني للسلم والسلام بين المؤمنين وأعداؤهم! بقلم / د يوسف الحاضري

(( وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله ))

تفصل وتشرح وتوضح هذه الآية القرآنية كل جوانب السلم والسلام مع أعداء الله وأعداءنا والتي ترتكز بشكل واضح وبين وكلي على سعي الطرف الآخر للسلم والسلام وليس على سعي الطرف القرآني الرباني المؤمن الحق لذلك فب لحظات أستمرار المعتدي في عدوانه وبغيه وغيه وقتله وتدميره ،،، لأنه في هذه الحالة لا يسمى سلم ولا سلام وإنما يسمى إستسلام وهذا السعي بحد ذاته يؤدي بشكل كارثي إلى إستمرار العدو في جرائمه وسعيه في بغيه الذي في الأساس بدأه هو لأهداف معينة ،، فعندما يجد الطرف المعتدى عليه يمد يده للسلام والسلم في خضم المعركة فإنه يتمادى اشد وأكثر ولن يرضخ للسلم الذي أنتهكه هو في بداية الأمر… وهذا ما وجدناه في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ1948م وحتى اليوم وكم سعى الفلسطينيون والعرب لاهثين بكل ذل وخنوع للسلم والسلام مع الكيان المغتصب الصهيوني ولكن لم يجد سعيهم هذا أي نتائج ولن يجد على الإطلاق لأن السعي للسلم جاء من الجهة المظلومة المعتدى عليها التي يفترض أنها تتحرك وتقاتل وتجبر المعتدي على السعي للسلم والرضوخ له كما حصل عندما تحرك حزب الله في جنوب #لبنان وجعل الكيان الصهيوني يمد يده للسلم عن ذل وهم صاغرون .

لذا أمرنا الله في الاية التي تسبق هذه الآية بمنهجية الإعداد الحقيقي المسبق لمجابهة العدوان ومنعه قبل حدوثه وهو إعداد دائم وليس إعداد طاريء وذلك للإبقاء على حالات السلم والأستقرار كما هي وذلك من خلال (وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرون من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) ….

وإن جنحوا …أي بدأوا هم ومدوا يدهم بجنوح ورغبة حقيقية وقبول بمطالبك الحقيقية العادلة … فأجنح .. وهنا يتوجب عليك ذلك وجوبا وإلزاما …. ولكن لا يجب عليك أن تبحث عن السلم وهم مازالوا يعتدون ويقتلون ويدمرون فهنا يسمى رضوخ وأستسلام وليس سلم وسلام … لذا لا يحق لأي طرف في الداخل ان يجنح للسلم ويظهر اننا مستسلمين وضعفاء وخانعين لأن هذا يرفع من نفسية العدو الإجرامية ويجد اننا بدأنا ننهار وأصبحنا ضعفاء فيزداد حماسه وترتفع معنوياته مقابل تخلي الله عنا بعد ان تخلينا عن منهجيته وتوجيهاته …. ثقوا في الله أولا ثم حاربوا العدوان العالمي لتنتصروا وإلا فلتتركوا هذه المهمة لأنصار الله وأولياءه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون…

 

التعليقات مغلقة.