قناة بريطانية تفتح ملف التمويل السعودي للجماعات الإرهابية في مختلف المناطق

صنعاء – صحافة اجنبية

 

نشرت القناة الرابعة البريطانية الأربعاء(8 يونيو 2017) تحقيقا حول مصادر تمويل الجماعات الإرهابية بعنوان: “هل تموّل السعودية تنظيم داعش؟” وتطرقت فيه إلى قضية تمويل السعودية للجماعات الإرهابية.

التحقيق التلفزيوني انطلق من تصريحات زعيم حزب العمال البريطاني “جيريمي كوربين ” التي أطلقها عقب وقوع هجمات لندن الأخيره، وقال فيها “إن الحوار حول التطرف الإسلامي يجب أن يبدأ بالسعودية ودول الخليج الأخرى التي مولت الأيديولوجية المتطرفة”.

ووصفت القناة اتهام السعودية بالسماح بتدفق الأموال لتمويل تنظيم داعش بـ”الشائع”، لكنها اعتبرت أنه لا يمكن الإجابة على هذا التساؤل على نحو اليقين، لأن “التمويل سرّي للغاية وأن كل ما هو متوفر حاليا هي الوثائق والبحوث”.

وعلى هذا الصعيد، وجدت القناة أن أقوى مؤشر على العلاقات المالية السعودية مع داعش يمكن أن ينظر إليه في رسائل البريد الإلكتروني المسرّبة من مكتب هيلاري كلنتون التي كانت وزيرة للخارجية الأمريكية من العام 2009 إلى 2013.

وأوضحت أن الرسائل التي نشرها موقع ويكيليكس، تحتوي على بيان لا لبس فيه من قبل رئيس حملتها جون بوديستا وجاء فيه “إننا بحاجة إلى استخدام وسائلنا الاستخباراتية الدبلوماسية والتقليدية للضغط على حكومتي قطر والسعودية اللتين تقدمان دعما ماليا ولوجستيا سريا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والجماعات السنية المتطرفة في المنطقة”.

وبينت القناة أن هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها المسؤولون الأمريكيون ذلك، بل سبقها ذلك التسريبات التي نشرها ويكيليكس في العام 2009 حول اتصالات دبلوماسية من وزارة الخارجية الأميركية أثارت ذات المخاوف.

وأكّدت الوثائق أن “المانحين في السعودية يشكلون أهم مصدر لتمويل للجماعات الإرهابية السنية في العالم”، مضيفة “لقد واجهنا تحديا متواصلا لإقناع المسؤولين السعوديين بمعالجة تمويل الإرهاب الصادر عن المملكة العربية السعودية كأولوية استراتيجية”.

وأضافت “يجب بذل المزيد من الجهود لأن السعودية ما زالت تشكل قاعدة دعم مالي حرجة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية”.

ويالإضافة إلى هيلاري كلينتون فإن نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تحدث مرة واحدة في رسالة بعدما اتهم السعودية ودول الخليج الأخرى بسكب “مئات الملايين من الدولارات وعشرات الأطنان من الأسلحة إلى أي شخص يحارب الأسد”؛ قائلا “إن الجماعات التي تم تزويدها هي النصرة والقاعدة والعناصر المتطرفة من الجهاديين الذين يأتون من مناطق أخرى من العالم”.

وتطرقت القناة إلى الإتهامات التي وجهها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إلى السعودية وقطر بدعم الإرهاب، مشيرة إلى أن السعودية “سُرّت” لدى احتلال تنظيم داعش الإرهابي لأجزاء واسعة من العراق في العام 2014.

وتشير ملفات ويكيليكس إلى أن هناك جهودا غربية من أجل “الضغط” على السعودية لإنهاء دعمها لتنظيم داعش، لكن التقرير أوضح أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تتجهان نحو تعزيز علاقاتهما مع السعودية، مشيرة إلى زيارة تيريزا مي إليها ومن بعدها دونالد ترامب.

وأوضحت القناة بأن لدى السياسيين الغربيين أسبابا مالية للتقرب من السعودية فهي أكبر مصدر للنفط في العالم، بالإضافة إلى ذلك، فإن كلا من المملكة المتحدة والولايات المتحدة صنعت ثروة من خلال بيع الأسلحة إلى السعودية.

وتظهر الوثائق الحكومية أن شركات الأسلحة البريطانية منحت 636 رخصة تصدير عسكرية للسعودية في السنوات الخمس الماضية. وبلغت قيمتها حوالي 5.2 مليار جنيه إسترليني في المجموع. وفي الوقت نفسه، وقعت أمريكا للتو صفقة أسلحة بقيمة 110 مليار دولار مع البلاد، بما في ذلك الطائرات والسفن والقنابل.

وتطرق التقرير إلى التحقيق الذي أمر رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بإجرائه حول التمويل الأجنبي للجماعات الإرهابية، والذي يعتقد تركيزه على السعودية، لكن وزارة الداخلية البريطانية ترفض الإفصاح عن محتوياته.

وخلص التقرير إلى القول “لربما أن عائلة آل سعود لا تموّل الإرهاب بشكل مباشر ولكن هناك بالتأكيد بعض الأسئلة الصعبة والمقلقة بحاجة إلى جواب”.

التعليقات مغلقة.