الهبة الشعبية … قراءة أولية

 من الغريب في اليمن أن تكون هناك هبة شعبية بالمستوى الذي وقعت في حضرموت بسبب اغتيال الشيخ سعد بن حبريش أو ضابط ما لأننا لم نسمع عن هبات شعبية سابقة لا سيما وان الكثير من الضباط الذين سقطوا في موجة الاغتيالات جنوبيون كان لحضرموت نصيب الأسد منها وضرب للطائرات الامريكية بلا طيار في هذه المحافظة او الجنوب وقتلها لكثير من المدنيين … الأمر اكبر من هذا هو فمخطط له ومدبر من قبل استغلت حادثة قتل الشيخ لتنفيذ مشروعها .. والدليل على ذلك إذا ما راجعنا موقف عصائب أهل حضرموت الرافض للحوار والمطالب باستعادة دولة حضرموت بعيدا عن الجنوب نفسه اثناء ما كانت تجتمع برعاية سعودية في الرياض وجده خلال الاشهر السابقة الهدف من احتواء السعودية لمشائخ حضرموت وبعض سياسييها هو فصل حضرموت عن اليمن والجنوب وبالتالي إدراجها في مجلس التعاون الخليجي وستحظى بدعم ورعاية كبيرة لتصل إلى مصاف هذه الدول وهناك وعود بذلك لان السعودية ترى في حضرموت موقع هام واستراتيجي ومحافظة غنية بالثروات النفطية مع التنبيه إلى أن اغلب تجار حضرموت لديهم الجنسية السعودية وهذا يؤثر بشكل كبير للاستجابة للمخطط السعودي وقد يرى البعض أن تحريك الورقة في هذا التوقيت هو محاولة سعودية للرد على أمريكا في موقفها تجاه أزمة سوريا والاتفاق النووي الإيراني ومحاولة تعطيل المشروع الأمريكي في اليمن لصالح السعودية خاصة إذا ما تذكرنا تصريح سابق للسفير الأمريكي بصنعاء قبل جيرالد عندما ذكر في حفل توديعه في عام ألفين وثلاثة تقريبا أن حضرموت لديها مقومات دولة مما يعني أن الرؤية الأمريكية يعمل على فصل حضرموت بناء على خارطة الشرق الأوسط الجديدة في المنطقة لكنها توقفت بسبب تغير موازين القوى في المنطقة الذي شكل حرب تموز 2006م في لبنان وانتصار حزب الله على العدو الصهيوني بداية التغيير وسقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد وبالتالي تحاول السعودية خلط الاوراق في اليمن قبل انتهاء مؤتمر الحوار او الوصول الى حلول لقضية الجنوب بموافقة اممية تخرج منها السعودية خالية اليدين كما خرجت من سوريا وإذا أتينا إلى الداخل وتعامله مع هذه الهبة فنجد حزب الإصلاح كيف حاول أن يشعل العداء بين أبناء الوطن الواحد جنوبي مع شمالي بتسخيره لإعلامه وتصويره أن ما يجري في حضرموت هو طرد الشماليين وإحراق بيوتهم ومتاجرهم … معا أني لا أنكر مثل هذه التصرفات الفردية وليست الموقف الرسمي للحراك …لكنه يسعى بذلك إلى صرف النظر عن المطالب المشروعة لأبناء الجنوب عامة.. وإيجاد شرخ كبير في اللحمة الوطنية … أما مشاركته في هذه الهبة فهي محاولة منه لسحب البساط من تحت أقدام الحراك وتقدم للمشهد السياسي الجنوبي بعد عجزه عن إرضاخ الحراك للحلول المفروضة من قبل القوى التقليدية في مؤتمر الحوار الوطني …. أنا مع مطالب الجنوبيين منذ أن بداء الحراك السلمي ومع إشراكهم في السلطة لكن يبدو أن الأمور أصبحت إقليمية و ليست بأيديهم و أصبح البعض من قيادات الحراك تعمل وفق خطط ومشاريع إقليمية لا لصالح المواطن الجنوبي وفي الأخير أنتمنى أن لا تكون هذه الهبة مجرد ممر لقوى إقليمية لتنفيذ مشاريعها في اليمن وستثب الأيام المقبلة مدى استفادة كل قوى من هذه الهبة الشعبية ومن يقف خلفها.

التعليقات مغلقة.