وجهة نظر : العدو الأول !

التشويش على المجرم بإبتكار أطراف اخرى وإلقاء التهم عليها ..أو من خلال خلط الأوراق بعذر الحياد وذكر كل الأطراف في أي جريمة حتى لو كان من قام بها واضح وضوح الشمس ..عمل إرهابي خطير .

يروج له البعض بغباء مستغلين مشاعر الكراهية التي تغرقهم في غيبوبة لا مخرج منها…أو سعي البعض للظهور كمحايد ينتقد الكل من أجل الكل في طريق الكل هكذا دون تمييز او تفصيل !..

سيكون المستفيد المجرم في هذه الحاله عبر تقليل الرفض لإجرامه وتشتيت التركيز على فعلته ..فقد تفرق دم الضحية بين كل الأطراف وتميعت القضية وتناثرت معالمها ..

عملية مجمع الدفاع ليست جريمه عابره ..الموضوع أكبر من هذا ..العملية إمتداد لفكر مرتبك ومتوتر يدمر القيم والمقدسات التي يؤمن بها المجتمع ويفتح النار على فكرة الدين كراعي للقيم والمباديء التي تأسس عليها ليتحول إلى تشريع للإجرام وطمس شيطانية الفكرة ورسم معالم الخير على وجوه القتله .

القاعده عمياء سياسياً وهناك من يدعم تحركاتها عبر تسهيل عملها لتثبيت مكانته السياسية ونفوذه العسكري وهذا نفسه من يبث الإشاعات ويستغل كراهية البسطاء لبعض المكونات السياسية والدينية لتشتيت فكر المجتمع وتقطيع اوصاله لكي لا يمثل قوة واحده مع مكونات الجيش التي لم تصل إليه ايديهم لمواجهه مجتمعية أمنية ثقافية دينية حقيقية ….

ولن تنتهي القاعده ما دام هؤلاء يفسدون العدالة ويعكسون القيم و يرهبون الجميع عبر تصوير القاعدة كوحش لم تستطع حتى أمريكا والعالم تدميره ..لتصاب نفسية الجندي بالدمار عبر اهمال الجرحى والشهداء ومرور هذه العمليات دون رادع او تقديس لأرواحهم …مقدمين ترغيب وحماس لكل منحرف ومحبط للإنضمام للقوة الإسلامية المدمره التي يقاتل فيها 12 شخص الكثير من الجحاف العسكرية بكل أنواعها وأسحلتها المختلفه ويدمرون ويفجرون ويرحلون بعد مواجهة تستمر لساعات طويلة في قلب العاصمة ..فأتباعها يتميزون بالقوة والحسم والصرامة والإنتصار للدين والعرض والقضايا المصيرية ولا يخافون شيء !.

أما أمريكا التي قد تكون تجهز اليمن لتكون بؤرة صراعات لمدى طويل في شكل دولة بلا معالم ولا سيادة برعاية عالمية ..ستكون القاعده أهم أوراقها التي ستزدهر يوما بعد يوم عبر عمليات نوعية صادمه تربك المجتمع وتجذب الكثير للإنضمام لها في وسط تشويش وإختلاق إعداء وهميين للبلاد وتعظيم دور قوى قد تكون بلا دور الأن وإلهاء الناس في هذا السراب حتى يكتمل الخلل الدائم حيث استحالة العودة بعده الى وطن مستقر وأفغانستان والعراق مثال حي .

لا بد من التلاحم لمواجهة الملاحم القاعديه ..لنتوحد في هذه المواجهة بعيدا عن كل الخلافات السياسية والدينية والسرابية التي تشغل وعينا عن كيان يتطور يوما بعد يوم في اليمن رغم حرب الإرهاب والطائرات بدون طيار والضجة الإعلامية التي تنتهي بحصر عدد الضحايا والتنديد والشجب والترحم على الأبرياء والتهديد والوعيد …

لن تواجه أمريكا هؤلاء من أجلنا ..ولن ينهار إقتصادها بسبب مقتل أطباء بأيدي مجموعة من المجرمين يرتدون ثياب الصلاح والجهاد ..بل سينهار المجتمع اليمني قيمياً ودينياً وستزدهر العقليات الإجرامية فهذا تشريع لها وتقوية لموقفها ..ولك أن تعيد التفكير وتراجع بدايات القاعده وكيف أثرت في الوعي العربي والوعي اليمني بشكل خاص ..حينها ستعرف من الذي سينهار ومن هو العدو الحقيقي لهم.

التعليقات مغلقة.