تصريحات أمريكا السخيفة

كمن يعنيها شان اليمن تتحدث الخارجية الأمريكية وكأن ما يقع في شمال اليمن من الحرب التي دارت رحاها لستة حروب لم تكن تعنيها لا من قريب ولا من بعيد، لكن النار التي قاولت على إذكائها هذه المرة قد أهمتها أكثر من أي وقت مضى .
سياسة التضليل التي تتبعها أمريكا لذر الرماد في العيون توحي بأنها ماضية في سياسة إذكاء الصراع داخل شعوب المنطقة بما في ذلك اليمن التي تريد أن تحط ثقلها عليه ,هذا الثقل الذي لم يمض عليه سوا أعوام قلائل لم تستطع اليمن حكومة وشعبا إن تتحمل الجزء اليسير منه لأنه ملئ بالدماء والأشلاء والروائح النتنة من الطائفية والشعوبية والفتنة بين الإخوة في البيت الواحد.
يمكن لنا أن نقول لأمريكا أن تعفي نفسها وتعفي اليمن من تكلف تلك العواطف الجياشة التي تنهمر كلمات حرها اشد وقعا من ذلك الرصاص الذي تصبه غدرا وخيانة على قلوبنا لتسقط كل يوم ضحايا جدد من الصف الوطني ,,ولسنا بحاجة إلى كل ذلك التنديد الذي تفيض به خزائنها أننا بحاجة إلى المصداقية في التعامل دون استغفال ولا احتقار بل من واقع الندي هان كانت تؤمن بمبدأ الصداقة على أساس التكافؤ والندية فنحن وان كنا دولة فقيرة في الخبرات العلمية فقط لكننا لسنا فقراء ولا معدمين في الثروات البشرية والماديه ويمكن أن نرفع من دخل وقدرات الوطن بالاعتماد على ما لدينا وما نمتلكه فلسنا بحاجة إلى من يتصدق علينا ولا إلى الكلام الممجوج الذي ليس له أي مصداقية على أرض الواقع لأننا ندرك أكثر من الحكومة الأمريكية وممن يرسم خططها التوسعية أنهم اكذب البرية واشر من وطئ الثرى قديما وحديثا !.
 التباكي على ضحايا التكفيريين في الشمال ومحاربتهم في الجنوب ليس لله ولا هدف له إلا المزيد من إضفاء الشرعية على هذه الحرب التي تفرضها اذرعها في اليمن ومن يتقاولون مشاريعها على حساب أبناء اليمن .
 إننا واثقون أن أمريكا تزيد من التوتر بمثل هذه التصريحات السخيفة التي لا يوجد لها أي وزن على ارض الواقع نتيجة التناقض بين القول والفعل فهي لم تكن يوما إلى جانب الحق ولا إلى جانب الشعوب وإنما تنحاز إلى جانب مصالحها الضيقة التي تنموا كالدمامل على دماء الشعوب ، ونقول لها يمكن أن تتدثر بلباس الصالحين في كل مواقفها بدءا من شعبها وقارة أمريكا الشمالية وشرق أسيا حينها يمكن أن نصدقها وان نوقف الظن عنها عند حدود الصقر .
إن الشعب اليمني يدرك انه لم يتعرف على مثل هذه الأعمال والحروب إلا من بعد أن وسعت علاقتها مع النظام في صنعاء وان اليمنيين لم يكونوا يوما ما يشكلون خطرا على بعضهم البعض إلا من بعد أن تزايدت تلك العلاقة المشئومة بينها وبين من يشاكلها من ضعاف النفوس وبذلك فان البغي ستكون عواقبه قاسيه وغير قابلة للتراجع ولن تثني الأيتام ممن ذهب أبائهم ضحية لمخططات أمريكا أن يرحموا قتلة أبائهم ولا أن يرفقوا بمن تسبب في تدمير مستقبلهم وعلى الحكومة الأمريكية أن تعمل على تحسين صورتها بأعمال أخرى غير تلك التي تنفذها عبر وكلائها المأجورين فالسيل قد يبلغ الزبى وحرارة المواقف التي تصنعها ستتحول إلى براكين تنضح حمما على القتلة والمجرمين وحينها لن تنفع بيانات الإدانة والاستنكار.

التعليقات مغلقة.